الأسد الأطلسي أشرف حكيمي : من حياة الفقر والجوع إلى الشهرة والثراء. ومن خطر الترحيل إلى سماء النجومية
سجل الركلة الحاسمة في شباك إسبانيا وذهب ليقبل رأس والدته .
يحيى السويد
بعد أن طوع التاريخ بتحقيقه إنجازاً عربياً مونديالياً غير مسبوق ، بوصوله إلى الدور ربع النهائى في المونديال القطري الحالي ، فرض المنتخب المغربي نفسه بقوة بين كبار القوم ، بدليل فوزه الكبير على بلجيكا صاحبة وصافة التصنيف العالمي ، فيما كان الفوز المؤزر على الماتادور الإسباني تأكيداً على دخول أسود الأطلس عالم الكبار .
وحقيقة فإن ما قدمه لاعبوا المنتخب المغربي في المونديال القطري ، أجبر العالم على احترامهم وهم الذين يغزون أكبر وأشهر الأندية الأوروبية .
ولا نبالغ بالقول أن الظهير الأيمن الرائع أشرف حكيمي ، أحد أمهر لاعبي أسود الأطلس في المونديال الحالي ، لما قدمه من أداء رفيع .
*** أصل الحكاية ***
ولد اشرف حكيمي في أحد ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد ، وبالتحديد خيتافي لوالدين ينحدران من
عائلة مغربية فقيرة .
هاجر والدا حكيمي إلى إسبانيا قبل ولادته واستقرا في ضاحية خيتافي ، عمل والده بارعاً متجولا ً ، في حين عملت والدته بتنظيف المنازل .
بعد ولادة أشرف في العام 1998 وعندما بلغ الثامنة من العمر ، تعلق بكرة القدم بشكل كبير ، وعندنا لاحظ والداه ذلك قررا مضاعفة ساعات العمل ، للحصول على دخل أكبر ، يمكنهن من شراء معدات رياضية لولدهم .
توجه حكيمي وهو في هذه العمر الصغيرة لنادي ديبورتيفو كولونيا دي أوفيجيفي المحلي ، ومن هذا النادي بدأ بعدما أهمل أموره التعليمية .
و سرعان ما لفت أنظار كشافي أكاديمية ريال مدريد .
بدأت رحلته مع الفرق السنية للنادي الشهير ، ثم وصل لفريق الشباب ، ومن ثم إلى الفريق الأول ، قبل أن يصبح أول مغربي وثاني عربي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا .
ظهر حكيمي لأول مرة بقميص النادي الملكي ، في المباراة الودية ضد باريس سان جيرمان الفرنسي ، استعداداً لموسم 2016/2017 فأصبح أول مغربي يرتدي الزي الملكي ، وخاض معه أولى مبارياته في الليغا وكانت ضد اسبانيول و ساهم بفوز فريقه 0/2 وتمكن من تسجيل أول أهدافه مع الريال في شباك اشبيليا موسم 2017/2018 ليساهم بفوز رفاقه 0/5
* رحلة الاحتراف *
بعد أن لعب موسماً واحداً في صفوف النادي الملكي ، ظهر خلاله في 17 مباراة فقط في مختلف المسابقات سجل فيها هدفين ، وتوج بلقب دوري الأبطال وكأس الملك وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الاسباني والأوروبي ، انتقل الى الدوري الألماني البوندسليغا ، وتحديداً إلى نادي بروسيا دورتموند على سبيل الإعارة ، ومثل الفريق الأصفر في 73 مباراة خلال موسمين ، سجل فيه 12 هدف ، وحقق معه كأس السوبر المحلي .
ومنه إلى إنتر ميلان في الدوري الايطالي ، ولعب في صفوفه 37 مباراة موسم 2020/2021 مسجلاً 12 هدف أيضاً وتوج معه بلقب الدوري .
وبداية من موسم 2021/2022 يلعب في صفوف العملاق الباريسي سان جيرمان ، إلى جانب ليونيل ميسي ونيمار و غيرهم .
أما مع المنتخب المغربي فقد ظهر لأول مرة في المباراة ضد كندا 2017 في حين سجل أول أهدافه الدولية في مرمى مالي في نفس العام .
* في كأس العالم *
كان حكيمي أحد أعضاء المنتخب المغربي في كأس العالم في روسيا 2018 ، وهو اليوم أحد أبرز عناصر المدرب وليد الركراكي ، وهو الذي سجل ركلة الترجيح الحاسمة في شباك إسبانيا ، و التي مكنت أسود الأطلس من العبور إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة العربية ، كما أصبح أكثر لاعب مغربي يخوض مباريات في كأس العالم ، رفقة زميله حكيم زياش ، بعد أن خاض كل منهما سبع مباريات مونديالية ، و إن كان زياش يتفوق بعدد دقائق اللعب ، متقدمين بذلك على النجوم السابقين أمثال حاجي و كريمو و النيبت وبودربالة وغيرهم
* ولد بار *
لا ينسى حكيمي فضل والديه عليه منذ كان في الثامنة من عمره ، فبعد أن نقل أسرته من حياة الفقر إلى حياة الثراء ، تراه يتوجه إلى المدرجات لتقبيل رأس والدته بعد كل مباراة .