ناس ختفن جرن
نساء شليقات من الكلاكلة لفحن خبر موت راجل الجيران والذى كان فى غيبوبة بالمستشفى ، بعد ان أشار لهن الممرض بالخطأ على أحدى الغرف موضحا لهن أن المريض الذى كان يشغلها قد مات ،فرجعن الحلة وبدأن النواح والعويل تمهيدا ل (طلق الخبر) ليسرع شباب الحى وينصبون صيوان العزاء لتتم فرتكته -بكون بعد انتهوا من دقه بدقيقة واحدة – وذلك عند اتصال شقيق (الميت الحى)بالمستشفى ليسأل ابن اخيه عن الجثمان وسبب تأخره الا ان الابن فاجأه بان والده حى يرزق وقد افاق من غيبوبته وشرب العصير كمان …وعلى طريقة ما يستفاد من الخبر :-
*يطلق على كل من يلفح الخبر دون التاكد منه (ناس ختفن جرن) وجاءت المقولة مذيلة بنون النسوة لان النساء كثيرات المشاوير وبالتالى كثيرات لفح الخبر ،ولقد ساهمت دواب الارض الالية فى تسهيل مشاويرهن وبالتالى نتوقع الكثير من الاخبار الملفوحة .
*كثيرا ما يتكتم بعض العقلاء على اسماء من لفحوا الخبر خاصة الاخبار المحزنة لأن لفح الخبر فى هذه الحالة شئ مذموم يجلب الكلام والنبيشة وقد إستعانت بى جارتى لأنفى خبر لفحته و-كتلت-راجل جارتها والمتوفى والده فى قروب الحى.
*ما زال الشباب فى الأحياء الشعبية هميمين مترابطين فالتحية لهم .
هل لفحت عزيزى القارئ خبرا من قبل ؟ انا فعلتها …فقد ذهبنا وعزينا اشخاصا لا نعرفهم بسبب أن شقتهم تجاور شقة واحدة نعرفها… لما رأيت اللمة وسمعت السكليب اخبرت جاراتى ….لا كتلنا زول ولا حاجة مجرد سوء تفاهم وأهو
أخدنا الأجر وكلو من سكنى الشقق دى.
ويحدث لفح الخبر احيانا بسبب تشابه الاسماء ،الا أن أحدهم كان -نجيضا- ففكر بالاتصال لما رأى الحافلات قد تستفت بالركاب نص الليل متوجهين للخرطوم من إحدى القرى ،فنفوا له الخبر بل عنفوه على الإتصال شق الصباح مهما كانت الاسباب -ليهو ولى زمانو- فصباحات الله بيض كما إن اكرام الميت دفنه وما حينتظروكم دا فى حالة يموت زول – من هنا وجاى – .
بعض الاشخاص عند وقوع المصائب تمسكهم أم هلا هلا فيعمى الواحد ويطرش ويطشش الناس من الوصف أو يقطع من راسو ويضع إحتمالات يبثها على الملأ…المرا دى طبعا حيبكوها عند راجلها فى عطبرة …ماممكن اصلو يبكوها عند ابوها هنا فى بحرى ليكتشف المعزين وفور نزولهم فى عطبرة ان البكا ببحرى -عن قعر اضانم-لان والد المتوفية وزوجها قررا تجنب تلتلة الناس .
لا يقتصر اللفحى على اخبار الوفاة فقط بل يشمل ايضا خبر الزواج الثانى ،والذى يطلقه شخص لفاح وشمشار فى ان واحد بعد مشاهدة شخص يعرفه بصحبة حسناء مذهلة فى القاهرة مثلا ليتضح انها أخت الزول .
اللفحى ايضا تقع فيه الصحف دائما لتصحح الخبر فى اليوم التالى مصحوبا بعبارة -فله منا العتبى حتى يرضى-واحيانا لا يرضى بالعتبى ….فتكون هناك محاكم لان الخبر سبب اذى نفسيا للشاكى وما عارفة فى الحالة دى يسووا ليه شنو!.