صحيفة بريطانية : جيوش القبائل في السودان… لماذا قامت وما مآلاتها؟
مراقبون: السيولة الأمنية والسياسية وانفتاح الحدود والتفاوت الطبقي وإشاعة الكراهية أبرز أسباب تناميها
على رغم التوجه العام المتفق عليه بالسير نحو دمج جيوش الحركات المسلحة والدعم السريع في القوات المسلحة السودانية في سياق إصلاح أمني شامل يفضي إلى بناء جيش وطني موحد بعقيدة قتالية واحدة، برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة التجييش الجهوي والقبلي بإعلان قيام “دروع مناطقية” تحمل أسماء إقليمية متعددة،
كان الشرق سباقاً في التهديد بتكوين قوة عسكرية بواسطة “مجلس البجا”، ثم توالت الإعلانات بإعلان ضابط سابق بالجيش في مؤتمر صحافي ميلاد ما سمي جيش “درع قوات كيان الوطن” التي زعم أنها قوات تضم مقاتلين من ولايات الشمال والوسط (الخرطوم، الشمالية، نهر النيل، النيل الأبيض، كردفان الكبرى، الجزيرة وسنار).
وقالت لجان المقاومة بولاية نهر النيل، إنها فوجئت أيضاً بأشخاص يدعون لتكوين قوات ذات طابع قبلي عشائري من داخل المساجد، مشيرة في بيان لها إلى أن المطالبين بتكوين جيش قبلي بالولاية يتذرعون بحاجتهم إلى ما سموه جيش “درع الشمال”، لحماية المنطقة في ظل وجود جيوش وحركات مسلحة متعددة في البلاد.
على نحو متصل، حذر ما يسمى كيان “منبر البطانة الحر” الأهلي، من وجود مجموعة تطلق على نفسها “درع السودان”، وتقوم بعمليات تجنيد وعسكرة في مناطق بوسط السودان.
وكانت تلك القوات الجديدة التي تصف نفسها بأنها جسم مستقل رافض لاتفاق “سلام جوبا”، قد ظهرت وهي ترتدي زياً عسكرياً يشبه زي الجيش السوداني. وتقول إن هدفها هو حماية إنسان الوسط والشرق ونهر النيل وكردفان والشمالية في ظل هذا الوضع الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة عدة ما زالت خارج القوات النظامية.
على ذات الصعيد، يرى محمد موسى بادي المتخصص في شؤون الحركات المسلحة، أن مظاهر التجييش تأتي في سياق السيولة الأمنية والسياسية التي انعكست على كل مظاهر الحياة العامة بالبلاد، نتيجة عدم استقرار المشهد الانتقالي وتشابك وتعدد الخلافات التي بدأت بتباعد المواقف بين شركاء الوثيقة الدستورية في المكونين المدني والعسكري.