بدأت جلساتها في محكمة العدل بلاهاي،واربكت مواقف ” أبو ظبي”
قضية السودان،، الإمارات تدفع الثمن..

السودان واثق من كسب قضيته العادلة، ومحاولات إماراتية لشراء الوقت..
اعتراض الإمارات على المادة 9، قوبل باستفهامات داخل المحكمة..
نموذج حضاري يُحتذى قدمه السودان لفضح مؤامرات ” عيال زائد”..
القاضي: محكمة العدل ستعلن عن قرارها النهائي في جلسة علنية..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
قال القاضي الياباني، يوجي إيوا ساوا، قاضي محكمة العدل الدولية في لاهاي، إن المحكمة ستعلن عن قرارها النهائي حول دعوى السودان ضد الإمارات في جلسة علنية، في موعد يُحدد لاحقًا، ونوه القاضي إلى أن المحكمة ستتخذ قراراً حول طلب السودان الداعي إلى إلزام الإمارات باتخاذ تدابير عاجلة ومؤقتة لمنع الإبادة الجماعية في البلاد، في أقرب وقت ممكن، وخلال جلسة المرافعات العلنية يوم الخميس، طلب أحد قضاة المحكمة من الإمارات الموقعة على اتفاقية منع الإبادة الجماعية، إبداء تفسير مكتوب حول تحفظها على المادة 9 من المعاهدة إبان توقيعها في العام 2005م، فيما طالب قاضٍ ثانٍٍ بتقديم ترجمة حرفية لنص التحفظ لوجود نصين بلغتين مختلفتين، هذا وتسمح المادة رقم 9 للدول الموقعة على معاهدة منع الإبادة الجماعية، برفع قضايا ضد بعضها البعض، فيما يتعلق بالإبادة الجماعية حيث رفع السودان دعواه ضد الإمارات، بناءً على هذه المادة، وتعتمد الإمارات في مرافعتها القانونية بخصوص دعوى السودان على تحفظها المسبق على المادة رقم 9.
زخم كثيف:

وأحدث مثول الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، زخماً قانونياً وسياسياً ودبلوماسياً كثيفاً، وأثار ردود أفعال واسعة جراء التناول الإعلامي للقضية التي تصدرت عناوين الصحف والفضائيات، وشغلت بال منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإسفيربة، والمنصات الإلكترونية، إذ إنها المرة الأولى التي تُساق فيها الإمارات بكل قدراتها ونفوذها وصلفها وغرورها لتقبع في قفص الاتهام وتمثُل أمام محكمة العدل الدولية لتحاول جاهدةً الدفاع عن الدعوى التي رفعتها ضدها الحكومة السودانية في جلسة علنية شهدتها عيون العالم أجمع، ووقفت على حجم الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حكومة أبي ظبي في حق الشعب السوداني الأعزل من خلال “القوة الدافعة ” بدعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع بالأسلحة الفتاكة من صواريخ، وطائرات مُسيَّرة، وأموال، ومهمات عسكرية، استخدمتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، واقتراف أبشع الممارسات المخالفة للقانون الدولي والإنساني، بقتل الناس على أساس اللون والعرق، ودفن بعضهم أحياء، فضلاً عن ارتكاب جرائم السحل والاغتصاب والنهب والسلب والتهجير القسري.
ارتباك الإمارات:

وبدت دويلة الشرِّ مفزوعةً غير مصدقة أن يجرَّها السودان ذليلةً إلى دهاليز محكمة العدل الدولية، وقد وضح الارتباك على مُحيّا فريق الدفاع الإماراتي الذي دفع مرافعته المتحفظة على المادة 9 من معاهدة الإبادة الجماعية إلى منضدة المحكمة مكتوبةً بلغتين مختلفتين تحملان تناقضاً واضحاً، مما حدا بالقاضي إلى المطالبة بتقديم ترجمة حرفية لنص التحفظ لتعوِّل عليه المحكمة في حيثيات القضية، وكانت مرافعة فريق الدفاع الإماراتي أشبه بالخطبة السياسية منها إلى المرافعة القانونية، وازداد ارتباك فريق الدفاع الإماراتي كيل بعير، عندما فاجأهم القاضي بسؤال عن سبب انضمام الإمارات إلى معاهدة الإبادة الجماعية طالما كانت معترضةً على المادة 9 من المعاهدة؟ وماذا تهدف الإمارات باعتراضها على المادة 9؟ ليقف حمار الشيخ في العقبة، حيث من المتوقع أن تنتظر محكمة العدل الدولية ردَّ الإمارات على السؤالين، ليتسنى لها الاستماع إلى ردِّ السودان على إجابات الإمارات، وهو أمرٌ قد يستغرق وقتاً يقارب من الشهر وربما أكثر.
صبر وثقة:

لقد قبض السودان على جمر الصبر طوال حولين كاملين مارس خلالهما ضبط النفس، وتحلَّى بالحكمة، واحتمل من الأذى والإذلال ما تشفق على تحمله السموات والأرض والجبال، فعل السودان ذلك ليس جُبناً أو خوفاً من ” عيال زايد”، وإنما تقديراً لأواصر تأريخية ربطت بين الشعبين السوداني والإماراتي رمى ساس بنيانها المتين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان يعتقد في السودان وأبنائه خيراً كثيراً، فما خذله أبناء السودان، عندما تداعوا في سبعينات القرن الماضي من كل حدب وصوب، وبذلوا خبراتهم وتجاربهم في مختلف المجالات لمصلحة تأسيس دولة الإمارات في شكلها الناهض والحديث، والتي ما انفكت تنهل من معين الخبرة السودانية في مؤسساتها المدنية والعسكرية، لم يكن يُعجز السودان أن يردَّ صاع الانتهاكات الإماراتية صاعين، وأن يكيل لها ويسقيها من ذات الكأس، ولكنَّه السودان و” ياهو دا السودان” فقد آثر بنُبله ورُقيِّه وأصالته، أن يلتزم نهجاً يشبه حضارته بطرق أبواب العدالة، ثقةً في قضيته العادلة التي سيفضح بموجبه دويلة الشرّ من خلال تقديمه أدلةً توثِّق جرائم الإمارات وانتهاكاتها السافرة، وخرقها لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية والدولية، وسينجح السودان في مسعاه ويفوز بقضيته العادلة.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر سيظل العاشر من أبريل 2025م يوماً محفوراً في ذاكرة محكمة العدل الدولية التي شهدت السودان وهو يجرُّ الإمارات ويسوقها مُرغمةً إلى بلاط المحكمة في سابقة هي الأولى ولكنها لن تكون الأخيرة، فقد فتحت الخرطوم الباب واسعاً أمام الكثير من عواصم الدول التي تتدخل حكومة أبي ظبي في شؤونها ليتم ردعها بالقانون، وهذا ليس سوى أول الغيث، وبداية النهاية لصلف ومكر وطغيان ” عيال زايد بن سلطان”، فالله ناصر عباده المستضعفين، وحتماً سيأتي على ملك هؤلاء الظالمين، ويهدُّ بنيانهم من القواعد، فيخرُّ عليهم السقف من فوقهم، ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.