مصر تعلن موقفها وتناشد بضبط النفس
دعت مصر الأطراف السودانية كافة إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، وذلك على خلفية الإفادات الواردة من الخرطوم (صباح السبت) بشأن اشتباكات متبادلة بين قوات «الجيش السوداني»، وقوات «الدعم السريع».
وأكدت «الخارجية» المصرية، السبت، أن مصر «تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في السودان على أثر الاشتباكات الدائرة هناك، وتطالب جميع الأطراف السودانية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن».
يأتي ذلك فيما أعلنت شركة «مصر للطيران» (الناقل الوطني) للبلاد، عن وقف حركة الطيران من وإلى مطار الخرطوم لمدة 72 ساعة، اعتباراً من السبت 15 أبريل (نيسان)، «لحين موافاتها بمستجدات الأوضاع في السودان»، وفق بيان رسمي صادر عن الشركة.
وشرحت الشركة لعملائها أن القرار يأتي «في ضوء ما ورد من معلومات حول وجود اضطرابات في الأوضاع الأمنية بالسودان الشقيق»، داعية المسافرين إلى «ضرورة مراجعة حجوزاتهم من وإلى مطار الخرطوم من خلال الاتصال بمراكز خدماتها، أو مراجعة موقعها الإلكتروني».
بدوره، قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي لـ«الشرق الأوسط» إن «طرفي الاشتباكات في السودان خاسران، وما يجري يعد (قفزة في الظلام) عبر العمل العسكري الذي لن يثمر شيئاً في النهاية، وسيدفع الشعب السوداني ثمناً كبيراً إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو».
وأضاف العرابي أن «القاهرة ملتزمة بمسارها الدبلوماسي الذي عبرت عنه في بيان خارجيتها بشأن التطورات، من ضرورة التأكيد على ضبط النفس ومراعاة مصالح الشعب السوداني وحفظ أرواحه ومقدراته»، لافتاً إلى أن «مسار المشهد السوداني يمضي نحو اتجاه خطير، خصوصاً مع تراجع أولويات العمل في الخرطوم من التهدئة بين المكونين المدني والعسكري، إلى المرحلة الراهنة المتمثلة في الدعوات للتهدئة بين العسكريين أنفسهم».
وأعرب العرابي عن أمله في «عدم انزلاق السودان لتبعات أخطر تفاعلاً مع تلك الاشتباكات، وهو ما سيمثل خطورة شديدة»، مشيراً إلى أنه «على الأطراف الفاعلة الدولية والإقليمية ممارسة المزيد من التنسيق السريع والتشاور للتوصل إلى تهدئة».
من جهتها، قالت الدكتورة أماني الطويل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبيرة في الشؤون الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاربة المصرية للتفاعل مع ما يجري في السودان، تتمحور حول عدم التورط في صراع داخلي يجري بين أطراف سودانية»، منوهة بالإفادات القادمة من عواصم عربية عدة بشأن «الدعوة إلى تطويق الصراع واحتواء الموقف».
ومع ذلك، فقد أبدت الدكتورة أماني الطويل تشككاً في احتمالية قبول أطراف الصراع في السودان، على الأقل خلال اليومين المقبلين، دعوات التهدئة، وقالت إن «كل طرف سيسعى خلال الـ48 ساعة المقبلة إلى دعم مواقعه وتمركزاته العسكرية، لدعم موقف كل طرف أثناء المفاوضات إن حدثت».
2