بيان الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية : حول ضرورة بناء أوسع جبهة شعبية مناهضة للحرب

تستمر المواجهات الطاحنة التي اندلعت صبيحة 15 أبريل بصورة متزايدة تضع مستقبل البلاد على المحك، فالحرب التي تواصل في حصد الأرواح وتتمدد رقعتها وتثقل على كاهل شعبنا يجب أن تتوقف بأسرع فرصة ممكنة، وأن تكون الأولوية لحماية المدنيين وحل الأزمة الإنسانية ومحاربة خطابات الكراهية التي تمزق النسيج الاجتماعي وانتهاج الوسائل السلمية سبيلاً أوحداً لمعالجة القضايا الوطنية.
إن وقف الحرب، والحيلولة دون اطالة امدها وتجنيب بلادنا مآلاتها الأخطر التي تلوح في الأفق يتطلب بناء أوسع جبهة شعبية مناهضة للحرب، وهو ما بادرنا به في الجبهة المدنية لوقف الحرب واسترداد الديمقراطية، والذي نود أن نؤكد في سياقه على الآتي:
أولاً: بعد مداولات مستفيضة قمنا بتكوين هيئة تنسيق تمهيدية تتولى مهمة تعزيز الجهود الجارية الآن على صعيد العمل الإعلامي والإنساني والميداني المناهض للحرب، كما تم تكليفها بالتواصل مع أوسع طيف من القوى الديمقراطية المدنية والمبادرات المماثلة من أجل بناء أوسع جبهة مدنية لوقف الحرب، واضعة في الاعتبار الأفكار والرؤى المهمة المطروحة في الساحة الوطنية.
ثانياً: نشيد بإستجابة القوى المدنية الديمقراطية في عدد من ولايات السودان لمشروع بناء الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية، وقيامها بتكوين أجسام ولائية ومحلية ترسخ خطاب مناهضة الحرب وتوسع من قاعدته الشعبية في كافة ارجاء البلاد.
ثالثاً: ندعو كافة القوى المدنية الديمقراطية لتكثيف الجهود من أجل العمل المشترك، ونبذ التباينات الثانوية، واستشعار المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق قوى الثورة لتجنيب بلادنا ويلات الانهيار الشامل.
رابعاً: نشدد على أهمية التصدي المشترك لخطابات الكراهية والاستقطاب السياسي والاجتماعي التي تغذي الحرب، والتي تقف خلفها آلة ضخمة للتضليل الإعلامي الممنهج الذي يستهدف بصورة رئيسية القوى المدنية الديمقراطية بمختلف أطيافها.
ختاماً نؤكد بأننا في أتم العزم للمضي قدماً للوصول لأوسع جبهة شعبية مناهضة للحرب، تعمل عبر استخدام كافة أشكال العمل السلمي المجربة والمستحدثة من أجل اسكات أصوات البنادق وإحلال السلام في بلادنا وإنهاء معاناة شعبها والتصدي لمشاريع عسكرة الحياة ووأد ثورة ديسمبر المجيدة، متكئين على إرادة شعبنا وعزيمته التي لا تلين لتحقيق غاياته في السلام والعدالة والحرية والعيش الكريم.