دائرة العنف تتسع : السودان على شفا الحرب الأهلية الشاملة
اتسعت دائرة الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في الخرطوم، وامتدت لدارفور غرب البلاد، واتخذت طابعا عرقيا..
وأبلغ شهود عيان من دارفور أن مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، على الحدود مع دولة تشاد، أصبحت مدينة أشباح جراء انقطاع الكهرباء والمياه والدواء.
وأكد الشهود” أن الجثث ملقاة في الشوارع، وأن النيران ما زالت مشتعلة في المنازل والمرافق الحكومية.
وأشار الشهود إلى أن القتل في مدينة الجنينة اتخذ طابعا عرقيا، ما يؤدي إلى كارثة حقيقية تقضي على الأخضر واليابس.
وحذر رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس من أن “الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان مستمرة في تدهور سريع مع استمرار القتال بين قوات الجيش والدعم السريع”.
وقال بيرتس: “هناك نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية، هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تم التحقق منها فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.
يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الأسباط: “الحرب العبثية فجرها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في 15 أبريل/نيسان الماضي، أحدثت دمارا وتخريبا وكوارث ومآسي وعذابات لم يعرفها السودانيون خاصة في عاصمة بلادهم طوال تاريخها”.
وأوضح الأسباط، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “مستقبل هذه الحرب يمكن أن يمضي نحو احتمالين، الأول أن تنجح الوساطة السعودية الأمريكية في الضغط على الطرفين بعد نجاح هدنة الـ24 ساعة في 10 مايو/أيار الجاري، إلى هدنة طويلة نسبيا، من 10 أيام أو أسبوعين يتم أثناء هذه الهدنة عقد مفاوضات تستهدف وقفا نهائيا لإطلاق النار تعقبها عملية سياسية لحل الأزمة في السودان، وهذا وفق ما ذكرته بيانات وتصريحات صدرت عن الوساطة خلال الأيام الماضية”.
أما الاحتمال الثاني -بحسب المحلل السياسي السوداني- أن يتمكن المتطرفون من الجانبين من فرض إرادتهما وموقفهما وبالتالي الاستمرار في الحرب، وهو السيناريو الكارثي والذي يؤدي حتما نحو انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، لا سيما أننا بدأنا الآن نلحظ المؤشرات الأولية لهذه الحرب الأهلية خصوصا في غرب دارفور في منطقة الجنينة، حيث يتم القتل على الهوية، حيث العرب يقتلون أيا من القبائل الأفريقية، ومقاتلو القبائل الأفريقية يقتلون أيا من القبائل العربية، وهذه هي الكارثة التي إن انزلقت ستحرق الإقليم كله، خاصة أن السودان يرتبط بحدود غير مؤمنة مع أكثر من 7 دول أفريقية، وكل هذه الدول تربطها علاقات قبلية تشاركية بينها خاصة تشاد، حيث هناك قبائل عديدة جدا نصفها في تشاد ونصفها الآخر في السودان