ثمن الطلقة ..و قيمة الانسان السوداني ..!
من الحكم البليغة التي خلدها التاريخ لفلسفة نظام الإنقاذ في تطبيق سياسة الإبادة الجماعية وعلى لسان بعض قادته المجاهدين الاطهار كما يسمون أنفسهم و تباهيا بسفك الدماء واسترخاص قيمة اي انسان لا ينتمي لعالمهم الذي لايشبه الا أهل الجنة المبشرين بها.
فلا زلنا نذكر حتى الآن كلمات القاضي أحمد هارون وهو يحض كتائبهم في إحدى مواقع النزال مع كفار التمرد على نظامهم المطهر من كل عيب ..ذلك القول الشهير ..( اكسح امسح ..ما تجيبو حي ..اكلو ني !
ولا ننسى مقولة اللواء أمن انس عمر الذي لا يعرف مصيره حتى الآن وهو المجاهد الذي سقط في فخ الدعم السريع ذلك السم الزعاف وقد صنعه جماعة نظامهم بأيديهم المتوضئة و تباهوا بسره الباتع في تمزيق أحشاء حركات التمرد ولكنه استعصى عليهم الان هضمه و لمدة تزيد عن شهرين بعد أن ورطوا الجيش في مواجهته و سهلوا له إمكانية ابتلاعه في ساعات قليلة .
الآن وبعد كل تلك السنوات وكأنه انس عمر كان يتنبأ بأنه سيأتي يوم أعدوا له ما استطاعوا من رباط الحقد على شعبنا الذي اسقط مشروعهم الفريد و سيكون فيه ثمن الطلقة فعلا أكثر كلفة من قيمة الإنسان !
بل إن البشر حقيقة خلال هذه الحرب اللعينة التي أشعلها تحريض غبنهم الدفين..فقد باتوا يموتون بلا ذنب جنوه في محرقة أشعلها بدفعهم الكيزاني رجلان ..أحدهما حالم بغفلة فهمه الخاطئ لمقدراته السياسية والعسكرية المحدودة والآخر جاهل منتفخ بهواء المال وساعد السلاح و نفاق اذلة الرجال ولكن ما يجمع بينهما أنهما كانا ينتميان سقوطا وسفاحا من رحم ذلك النظام وكانهما كانا يدخران تلك الطلقات الغالية من مال الوطن لاسترخاص حياة الإنسان السوداني في كل مكان ليخلد احدهما وبعد أن ينتصر على الاخر ويتقدم مهزوما بخزيه وعاره متوهما سهولة حكم رقعة جعلتها حربهما اثرا بعد عين لوطن كان اسمه السودان ليتباهى واقفا وسط مقابر بلا حدود تضم تحت ترابها شعبا طيبا كان يحلم أن يعيش بالحد المعقول من الحرية والعدالة والسلام .ولكن كان مصيره أن أصبحت الطلقة التي قضت على حياته اغلى من إنسانيته ..والمفارقة أنه هو من دفع قيمة أداة هلاكه من حر ماله .
تبا لكل ظالم !