الأعمدة

انتحار البروف !

رجائي فتحي

في كرة القدم كل شيء وارد.. الفوز.. الخسارة. التعاقد مع نجم أو رحيله.. وكذلك التعاقد مع مدرب ثم إقالته.. هذا أمر اعتاد عليه الجميع ويتحكم في ذلك النتائج والبطولات.

ولكن عندما تطرد من مكان ثم تعود للمكان نفسه مع وجود نفس الأشخاص الذي طردوك من قبل فهذا أمر غير عادي .

وبمعنى أدق عندما تسير في طريق ويقول لك الآخرون أنه طريق خاطئ ثم تعود وتسير فيه مرة أخرى في هذه الحالة تكون أنت المخطئ وتستحق ما يحدث لك.

هذا الأمر يلخص مع حدث مع ” البروف ” فيريرا مع  الزمالك  حيث إنه تولى تدريب الفريق لأول مرة عام 2015 وحقق مع الزمالك ثنائية الفوز ببطولتي الدوري والكأس وعندما خسر لقب بطولة كأس السوبر في الإمارات وتمت إقالته بعدها لأن الخسارة كانت أمام الغريم التقليدي الأهلي.

وعاد المدرب مرة أخرى لتدريب الزمالك الموسم الماضي ونجح أيضا في الجمع بين بطولتي الدوري والكأس وخسر من الأهلي لتتم إقالته مرة أخرى وبسيناريو وإن كان مختلف نوعا ما لا سيما وأن عملية الإقالة تم الانتظار لها قليلا ولكنها تمت في النهاية.

ما فعله فيريرا مع الزمالك كان بمثابة انتحار كروي له كمدرب كبير وخبير حيث إنه عمل في نفس الأجواء والمناخ الذي عمل به في ولايته الأولى ومع نفس الإدارة ولم يستمر طويلا مثل المرة الماضية وكأنه لم يستوعب ما حدث معه من قبل.

الشيء المؤسف في إقالة المدرب حالة الانقلاب في الآراء من جانب الخبراء والمحللين بالقلعة البيضاء وبعض المحايدين أيضا الذين كانوا يتغنون بالبروف ويطلبون من الجميع أخذ دروسا منه في كيفية إدارة المباريات والفوز بالبطولات.

وفجأة وبدون مقدمات أصبح المدرب عاجزاً ولا يملك أي فكر والمطالبة بإقالته فورا وهذا أمر يدعو للضحك والسخرية من هؤلاء الذين يبدلون آراءهم طبقا للمصلحة ومقتضيات المرحلة.

من وجهة نظري أرى أن فيريرا مدرب كبير وما فعله مع الزمالك في الولايتين أمر جيد ولكن عملية خروجه في المرتين أمر مؤسف حتى لو كانت الإقالة الأخيرة من خلال توجيه الشكر له على ما قدمه للزمالك أي بصورة ” شيك”.

يجب على الأندية أن يكون لديها استراتيجية طويلة الأمد حيث إن عملية تغيير المدربين أصبحت ظاهرة تدعو للأسف.

ويجب أن لا يكون المدرب هو الضحية باستمرار وتتم إقالته بسرعة مع أول إخفاق وحتى لو كانت هناك أخطاء يمكن أن يتم إصلاحها وعلاجها ولكن مثل هذه القرارات كون لها توابع سيئة جدا على المستوى وفي نفس الوقت على استقرار أي فريق.

فيريرا لم يستفد من درس ولايته الأولى مع الزمالك ولذلك خرج من البيت الأبيض وبنفس السيناريو وأتمنى أن يستفيد من ذلك في المستقبل عندما يطلبه نادي الزمالك مرة أخرى للعودة لتدريب فريق الكرة به .

م الآخر:  كفاية إقالات للمدربين البطولة تحتاج إلى استقرار حتى يستعيد الدوري المصري سمعته المفقودة بين الدوريات العربية بعد أن على قمتها ولزمن طويل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى