حميدتي : اسمع كلامك استغرب اشوف عمايلك استعجب !
الرسالة التي اذيعت بالامس بصوت قائد مليشيا الدعم السريع بعد غياب مريب وتسريبات حول مقتله او اصابته..جاءت تحمل في ثناياها من العبارات ما يتناقض تماما مع ممارسات جنود الرجل في ميادين المعركة والذين استباحوا مدن العاصمة القومية بما لم يفعله المغول والتتر والبربر وكلما جاء في اسفار التاريخ القديم والحديث من بشاعة استباحة الاعراض ونهب الممتلكات الخاصة والمصارف والمحلات التجارية والمصانع وتدمير المؤسسات العامة و تخريب البنى التحتية وخلاف ذلك من الافعال والشناعات التي امتدت إلى اصقاع و مدن كردفان ودارفور وسطا وغربا .
و ذلك التناقض الواضح بين اقوال الرجل وافعال جنوده ..بعكس بصورة جلية ان حميدتي ان كان داخل البلاد او خارجها او كان معافى او مصابا ولكنه إما انه مغيب تماما عن تلك الافعال التي قطعت كل خطوط التعاطف مع مشروعه المزعوم حتى من اقرب المؤيدين له داخل محيطه الإثني دعك عن اي رغبة في الاستماع الى كل ترهاته عن ادعاء الوطنية وصيانة مبادئ الثورة والكلام عن التحول الديمقراطي .
واما انه مدرك لتلك الافعال ويقرها باعتبار انها تقع في نظره القاصر ضمن سجال الحرب التي تبيح كل انماط سوء الاخلاق وعدم الإنسانية ليس تجاه من يواجهونه سلاحا بسلاح وانما ضد من لايملكون سلاحا غير عدم الحيلة من المدنيين الابرياء !
ومهما كان للبعض رايهم في عدم حماية الجيش لاولئك المساكين بحسمه للمعركة مع قوات حميدتي رغم ما ارتكبته من فطائع وايا كان تحامل البعض الآخر على طيران القوات الجوية فيما ارتكبه من دمار وإزهاق الارواح شانه شان الطرف الآخر وهي نتيجة حتمية لقذارة الحرب طالما ان فيها طرفان يسعى كل منهما لهزيمة خصمه رغم فداحة الخسائر .
ولكن لازال رصيد الجيش من السند الشعبي مهما كان تحفظ الناس على تاخر و تراخي عزم قادته عن تحقيق ذلك النصر المنشود وربما سيدفع بعضهم موقعه ثمنا لذلك التقييم السلبي..وهو جزاء مستحق في عرف الجيوش عقابا عن عدم اداء الواجب بالقدر الذي ينذر إن لم يكن بالهزيمة ولكنه لم يحقق النصر المتوقع قياسا إلى تفوق القوات المسلحة على قوات الدعم السريع عدة وعتادا وخبرة و تاريخا .
غير ان فرصة حميدتي هو الآخر ايضا في ارتياد الحياة العامة من اي موقع بعد ان تضع هذه الحرب اللعينة اورارها وايا كانت نتيجتها فقد باتت تلك الفرصة صفرا كبيرا ولو حقق نصرا غير مستحق إذ ليس من المنطقي بعد كل هذه الجراحات التي سببها اوباشه في خاصرة كرامة هذا الشعب الذي منحه فرصا عدة ليكون في إطار الصورة الاوسع من جسده و اكبر عن عقليته ومقدراته على مدى السنوات التي اعقبت الثورة واصبح شريكا فاعلا في الحراك السياسي وتصدر الواجهة السيادية بطريقة دراماتيكية فاقت افاق حلمه بسنوات ضوئية ولكنه يخسر الان المعركة اخلاقيا وانسانيا قبل ان تحسم نتيجتها عسكريا او حتى سياسيا .
لذا فإننا نقول له لقد فاتك القطار ايها القائد المغيب عن واقع الحال او المدرك له لا فرق ..ولن يجدي خطابك المخالف لافعالك ومهما حاولت إجادة فن الخطابة المملاة عليك او امتلاك سحرها البعيد عن فهمك .
فهلا انسحبت قبل ان تسحقك تلك الحقيقة تحت اقدام غضبة التاريخ ..اما ضحايا جنودك من الذين فقدوا ارواحهم و من تعرضت عفتهن للإهانة و من فقدوا المؤئل و المقتنيات وتشتتوا في الداخل و هاموا في الخارج فإن دعواتهم لن تضيع عند المولى اللطيف الرحيم بهم .
وهو من وراء القصد .