الأعمدة

البرهان ..وحميدتي ..وصراع ديوك الإتجاه المعاكس !

الإعلامي الدكتور فيصل القاسمي الذي اشتهر بتقديم برنامج صراع الديوك المسمى الاتجاه المعاكس..لو ان الفرصة قد اتيحت له ليعقد جلسة بين جنرالي حرب العبث الصبياني التي تحرق اخضر ويابس بلادنا المنكوبة بالرجلين لا شك ان مقدم الحلقة سينتف ما تبقى له من شعر راسه حيرة في مواقف الجنرالين وكل منهما متورط في صراع دام وسخيف وورطا معهما الشعب السوداني كله دون ذنب جناه إلا انه فجر ثورة اقتلعت نظاما سياسيا قمعيا كانا هما من ثمرات غرسه الفاسد ..فتحالفا مع مدنيي تلك الثورة المؤودة ثم انقلابا على حكومتها هشة العظم ولكنهما ما لبثا كثيرا ان اختلفا وتشاتما وتربص كل منهما بالٱخر تحت الاضواء الكاشفة إلى أن فجرا حربا انطلقت من قلب خاصرتها التي حسبناها بحسن النية السودانية انها الجميلة ومستحيلة على من يحملون السلاح رغم اننا كنا نشاهدهم يعبرون نهارا ويسدون الطرقات ليلا !
الان حرب الرجلين تجاوزت نيرانها حدود العاصمة غربا و ووسطا بينما الحشود تتأهب لتفجير الصراع الاهلي شمالا وشرقا بذريعة مقاومة قوات حميدتي التي فعلت ما فعلت بكرامة شعبنا ومن ثم تمددت في مساحات واسعة يتحمل البرهان وزر إطلاق العنان لجوادها الجامح الجنون ليعيث فسادا في حقل الوطن ويحيله هشيما تحت حوافره سامة الحدوات !
تطاولت ماستنا مع صراع الرجلين وكل منهما مدفوع اما بالمحرشين او بالاحلام الذاتية ..والعالم مشغول عنا في لملمة مصالحه بحروب في البر والبحر معا .
وايد تحريك آليات السلام تنبسط تارة في جدة وتنقبض تارة اخرى لتنفتح منادية الطرفين في جيبوتي او عنتبي الإيغاد ..فيستجيب لمساعي السلام حميدتي ليسجل هدفا في مرمى الإقليم ويكسب ضربة ركنية في الامم المتحدة وهو الذي خسر حربه اخلاقيا في الداخل ضد الشعب السوداني ولكنه يتصور وهما إنه المنتصر على الارض !
بينما يتابى عن الاستجابة لدعوة الإيغاد البرهان المسلوب الإرادة كما يبدو من تردده الدائم في اتخاذ قرارات الحسم وتباين خطبه وهو الذي تضاءلت حماسة الشعور الشعبي تجاهه كقائد اورد الجيش الوطني العريق موارد الذل بعد ان جعله يخسر ثلثي مواقعه التقليدية وقد خسر هو ايضا تعاطف الإقليم و اصبح في عزلة دولية كبلته دبلوماسيا في ظل وجود وزارة خارجية ضعيفة الاداء إضافة إلى انها تزمر بغير صافرة الجيش اوتغرد خارج سرب مجلس السيادة غير مكتمل النصاب !انها فعلا حرب تبدو في بدايتها و استطالتها بين رجلين اقل ما يمكن ان يوصفا به انهما كيانان ارعنان متشاكسان يجران عربة متهالكة هي السودان في اتجاهين متعاكسين !
فمتى يقلب الشعب السوداني عليهما الطاولة لنخلص من شرهما الذي يجسده معهما اشرار كثر قاتلهم الله جميعا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى