الأعمدة

الصفوف

تقزمت طموحاتنا بعد ثورتنا المجيدة…
فأقصي ما نتمناه –كما صرنا الأن– ان تحصل علي عيش ( خبز) حار من الفرن …!!!

تنام بعين مفتحة ، وعينك الاخري تحلم بالخبز…

وقس علي ذلك…!!

في حافلة ، قبل إسبوع، ألمح الكمسارى للسائق بأن توقف، فتوقف ؛
ركض الكمسارى نحو فرن خال من الصفوف،
فركضنا خلفه —كل الحافلة–

ثم ما لبثنا ان تأبطنا أكياسنا

و إنتشينا……وشوشنى العبير …العبير !!!! تكون ماشيا فى الشارع فى امان الله فتلمح احدهم يحمل كيسأ ممتلئ خبزا …فينتابك نفس شعور الكديسة حينما ترمى لها قطعة لحم ….يعنى بس ناقص (تنر) أقرأها بنون الرطانة …وهو الصوت الذى يصدره القط الجائع عندما يجد طعاما ….جنس زهللة!!!!!
ولابد لك عندما تنوى الوقوف فى صف من أن تتبع تكتيكا معينا..مش تقيف ساى زى العوير ستنهار بعد ساعة من طولك وتجد نفسك مجدوع فى عنقريب حبل صنع من الخيوط خاص بعمال الفرن وفى يدك ساندويش طعمية وباليد الأخرى قارورة( مازا) فشعب الله المختار يعتقد فى هذه المازا نفس اعتقاد حكيمباشى الشفخانة ايام جدى وجدك فى (المزيج) وهو محلول ابيض اللون مجهول الهوية والذى كان له مفعول السحر لأى مرض …
ابنة جارتى وجدت نفسها (مفلوقة)بحجر أتى من جهة صف الرجال ، بالمناسبة صف به ورجقة مزعجة و….سديق انتا فى قرقر كتير….،بينما صف النساء مليان حنية ….أنا دايرة شوية عيش ممكن تشيلى الباقى تقولها لك إمرأة لا تعرفينها ….هوى يا نسوان الشافعة دى ما بتستحمل الوقفة خلوها تشيل …أمومة طاغية …الحاجة دى خلوها قدام ….عاد لاتفوتن لا تموتن يا كنداكات بلادى.
عليه فلابد أن توقت لوقفتك فى الصف …فعندما تمر بفرن وتشم رائحة العيش المميزة، عليك ترك اى مشوار حتى وإن كانت زوجتك فى حالة طلق والوقوف فى الصف فالعيش قرب يمرق ولن يقطع فيك وتضطر لانتظار عجنة أخرى، ولا انتظار عامل ادخال العيش الذى دائما ما يختفى فجاة ….هو بمشى وين؟!!!!! العيشة بعد دا كله تأتيك محرقة ومعفصة وأحيانا نيئة… وماتقول الرائحة المغرية المميزة الشميتها قبيل …مثل قرارات الحكومة الإنتقالية تماما…
اما صف البنزين قبل رفع الدعم فعالم تانى سهر ومبيت وصحبة ، وفى ناس فى طرمبة فطروا واتغدو لأن الطرمبة جنب بيت مناسبة وناس العروس جابو ليهم فطور العريس ….عشان كدا ما نحارب العادة دى وقيل ان البعض فى الطرمبة كان يبحث عن حمام ليستحم ويتشيك ويمشى (الصالة) ….وعزيز انت يا وطنى برغم قساوة المحن …بالكسرة لو سمحت…
وحدث ان تزوج احدهم بشابةكانت تقف بعربتها فى الصف وساعدها فى( دفر) عربتها التى نفذ عنها الوقود-جاية من واقود وللا شنو؟!-) ،وناولته زجاجة بارد كانت تحملها ، ثم ساعة الليل جن شجعها على أن تذهب لمنزلها القريب وسيتولى هو المهمة لتعود هى فى الصباح مع والدتها ومعها شاى الصباح والفطور وبعد التشكرات تبادلا ارقام التلفونات ليزورهم بعد ايام بصحبة اهله لطلب يدها ..وتوتة توتة توتة ….خلصت الحدوتة …
ليه يا اخوانا رافعين الدعم عن البنزين ؟!!!!!
خلاص خلو العيش فى حالو لأن المغتربين وقف بصف العيش ذلك اليوم بدلا عن أخيه ليجد فتاة احلامه التى كان يبحث عنها سنوات طويلة بصف النساء …ودتو القسمة يا بنات امى …ولكن القسمة إنتهت للأسف بين رجل وزوجته التى شالتها نومة فى الفرن وكانت قد خرجت من البيت قبل الآذان الاول لتكون فى مقدمة الصف …..نان إنت النايم ليها شنو ؟….أجى!!!!!!!!
دايرين نشوف كل الغبش واقفين صفوف ….واصل كفاحك خليك حريص..
نبوءة واتحققت اها ارتحتو !!!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى