الأعمدة

القوة المميتة ..متى وضد من !

عبارتان من وحي تداعيات هذه الحرب منسوبتان حصريا كحق ادبي للفريق اول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش .
مصطلح القوة المميتة الذي يعادل في لغة الوعود ..عبارة نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب عندما كانت البلاد تتعرض لضربات الطيران الاسرائيلي في قلب الخرطوم و شرق البلاد إبان عهد الانقاذ والتي خلدت فيه نظرية الدفاع بالنظر للفريق عبد الرحيم محمد حسين .
اما عبارة البرهان الاخرى فهي سياسة الحفر بالابرة في جبل الازمة التي امتدت من قبل عيد الفطر وهاهي تكاد تلامس عيد الفداء إلا من ايام قلائل ..وهي تعادل المثل الشعبي القائل ..حبل المهلة يربط ويفضل !
بينما يدخل طرفا النزاع المسلح من وقت لآخر في هدنات متقطعة ثم يعودان لعمليات الكر والفر ..فيتبادلان المواقع بين السيطرة والانسحاب وكانهما في لعبة كراسي والمتاذي من هذه الدوامة المواطنون في كل شي .. هذا ان هو تبقي لهم شي من موطئ للراس او مسند للبطون او حافظ لعفة اوصائن لكرامة .
لم نسمع منذ مدة بيانا رسميا للجيش حول الموقف على صعيد التوضيح !
ولكن انتشار حالات النهب واقتحام البيوت و المقار الرسمية والبيوتات الدبلوماسية في مدن العاصمة من قبل الدعم السريع تتصاعد وتيرتها والشاحنات التي تحمل المسروقات تتوقف علنا كما يفيد شهود العيان و على اقل من مهلها وتتحرك في شوارع الاحياء حاملة ما ثقل وزنه فضلا عن تعبئة الجيوب بما خف وغلا ثمنه !
اما المشهد في ولايات دارفور و في الجنينة تحديدا التي تكاد تكون خالية من اي نوع من الحياة فحدث ولا حرج ..إضافة إلى تناثر شظايا الحرب في بعض مناطق كردفان الغراء .
واعلام الدولة الرسمي غائب عن تغطية الاحداث تماما مثل غياب الوزير الذي فر بلسانه المكلف ..
و التلفزيون الرسمي ولا ندري من اين يبث برامجه البائسة التي تعيد إلى الأذهان ايام اعلام ساحات الفداء فهو دون مستوى الحدث فدفع الناس لتلقي الاخبار من القنوات العربية المختلفة على اعتلال مواقف بعضها الحيادية !
وحتى الاقلام واصوات الخبراء والإعلاميين التي وقفت خلف الجيش في بداية المعركة مراهنين على حسمها ضد القوات المتمردة إن لم يكن خلال ساعات فلن تتعدى المساءلة بضعة ايام ولطالما مجدت بسالة الفريق البرهان واركان حربه ..هاهي من مختلف اماكن تواجد اصحابها داخليا وخارجيا وكانها تكاد تقلب ظهر المجن على القائد العام بعد ان بحت اصواتها وهي تستحثه بتفعيل سياسة استخدام الجرافات بدلا عن الإبرة التي لم تصل إلى عصب الدعم السريع ان كان فيه مزعة تحس بما يفعل من فظائع باتت تطعن في اللحم الحي لاعراض وعفة هذا المجتمع المسالم .
ويبدو ان انتظار المنادين بتفعيل سياسة القوة المميتة فمن الواضح انه سيطول وسيمدد حبل المهلة للمزيد من انتهاكات الذين يهتكون الاعراض ويستبيحون الدور و ينهبون الاغراض ..ونخشى ان تكون حكاية القوة المميتة ستشبع البلاد وشعبنا المسكين قتلا بالدماء الباردة في ظل غياب دولة تنغرس في ضمائر قادتها أبرات النقد اللاذع ولكنهم لايشعرون بطعناتها ..ويا المصيبة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى