الأعمدة

هل هي اشارة الطلاق بين العسكر والجماعة..!

طبيعة بداية ونهايةالحروب تكون احيانا مثل حرائق الغابات التي نراها في موجة الحر التي نشاهدها على شاشات الاخبار في عدة انحاء من البسيطة هذه الايام.
فهي تبدأ بمجرد شرارة ثم تكبر و تلتهم كل شي دون تميز بين اخضر الغابة ويابسها وتذيب المنازل مثل قوالب الثلج وتقتل ساكنيها وتشردهم وتنفق مواشيهم وتحترق فيها كل انواع الحياة من طيور و هوام وزواحف.
ورغم ماتخلفه من ماس ودمار ومهما تعالى دخانها فانها تنتهي اما باخماد انفاسها بوسائل الاطفاء واما بالقضاء على حطبهاتلقائيا واما ان تاكل بعضها اذا كان الحريق قام من اتجاهين فينتهي بهما المصير الى رماد تذروه الرياح لتنهض الحياة متجددة من تحته ولو بعد حين .
والمعنى الاخير ان الاطراف المتحاربة مهما كانت قوية فانها لابد ان ينال منها التعب و يتضاءل عتادها وتتقطع انفاسها فتقف لالتقاطها في لحظة تفكير والكل يضع سلاحه على ركبتيه في جلسة الهدنة تلك وينظر الى عدوه متسائلا بعيون التعقل و زفرات الندم.. ثم ماذا بعد وما الذي حققناه.. فاقترب مني لنتفاهم حول ما ينهي هذا العبث..!
وهو بالضبط ما يلوح في افق الفترة القادمة نحو نهاية هذه الحرب التي بلغ قطباها الاساسيان مرحلة تقطع الانفاس.. ولكن الطرف الثالث الذي ظل يضغط على قداحة الإشعال بادعاء مساندة الجيش ضد الدعم السريع شعر حيال نظرات التعقل تلك و استدعاء منطق التفاوض حول ايجاد الحل ان نفخه في ازكاء نار الحريق سيباع في مزاد اجتماعات جدة من جديد بعد ان عاد وفد القوات المسلحة اليها كما سمعنا متوافقا مع تردد اصداء مبادرة عقار التي تعني دون شك موافقة البرهان وبقية رهطه من العسكر عليها.
فهل بدات فعلا خناقة بوادر ابغض الحلال بين جماعة الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني المحلول وكتائبهم الجهادية الذين يحاربون في الميدان ويجيشون و يدربون الشباب في المعسكرات .. وببن القادة العسكريين الذين اجهدتهم سخونة السرداب التي طالت!!؟؟
فصراخ الكيزان وشتائمهم للبرهان وعقار ووصف ابواقهم امثال المنقب المدعو الانصرافي مثلا صراحة امس الرجلين بالكلاب في تسجيل صوتي غاضب.. لأكبر دليل
على ان ماذون ذلك الطلاق ربما يقف متحفزا بدفتره قريبا من مدخل المشهد القادم والذي قد يكون الفصل التراجيدي الاخير من مأساة الحرب.
وطبعا من يطرق الباب سينتظر ليأتيه الجواب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى