ما بعد معركة الاحتياطي المركزي.. و طريقة عض ابو القدح !
طبعا واحقاقا للحق فإن تكوين قوات الاحتياط المركزي المعروفة حركيا بابي طيرة كان قد تم في منتصف سبعينيات القرن الماضي أي في عهد الرئيس الراحل جعفر النميري والغرض من انشائها بالدرجة الأولى كان لحماية النظام من اية تحركات مضادة في الشارع كشأن عقلية وتفكير كل الأنظمة الشمولية .
بيد أن مهامها غلفت بإسناد الشرطة المدنية في أداء مهامها المختلفة بصورة عامة.
غير أن الوجه الآخر من الحقيقة أن نظام الإنقاذ الذي وجد كرتها مقنطرة للتهديف فقد استفاد من هذه القوات بصورة مزدوجة تجمع بين تلك المهام المعلنة انفا وبين إدخالها في أتون معارك القوات المسلحة وعلى سبيل المثال ضد حركات دارفور المتمردة وقتئذ ولكن هذا الأمر تطلب تغذيتها بروح الأدلجة التنظيمية وتخير عناصرها بدقة وتمحيص حتى يضمن النظام ولاءها التام فكريا و إيمانا بأهداف المشروع الحضاري الذي قامت من أجله الانقاذ كما كان سائدا .
ولذلك فان الدعم السريع في حربه الحالية حينما اقدم على اقتحام مقر هذه القوات كان منطلقا من عدة أسباب أولها أنه يعرف طبيعة تكوينها و طريقتها في التكتيك المحدودة القدرات في كيفية استخدام أدوات النزال بحكم مدنيتها غير مكتملة العسكرة و كونه قد ترافق معها إلى جانب القوات المسلحة في عدة ميادين .
إلى جانب أنه يشكك في أن المزيد من عناصر النظام البائد و كوادر الحركة الإسلامية قد لبست لبوس الاحتياط المركزي منذ أو قبل بداية حرب 15ابريل بترتيب يتيح لتلك الكوادر والعناصر الاندغام في صفوفها .
ولعل الدعم السريع قد تيقن من تلك المعلومة حينما دفعت وزارة الداخلية بإعداد من تلك القوات إلى وسط العاصمة بدعوى الانتشار للحفاظ على أمن المواطن وحراسة الممتلكات العامة والخاصة وهو الأمر الذي لم يحدث كما أعلن رسميا رغم ان المواطنين قد استبشروا به خيرا حتى قبل استفحال تعدي عصابات الدعم السريع واللصوص و استباحة الحياة بأبشع صورة و استيلاد هذه الفوضى والتفلتات الشنيعة التي أثبتت عدم وجود الدولة بصورة قاطعة .
وليس ببعيد عن الذاكرة الوفاة الفجائية المريبة لأحد قادة الشرطة الذي كان يقوم ببعض مهام الفريق عنان الوزير المكلف ومدير عام الشرطة أثناء غيابه عند بداية الحرب وقد المحت بعض التسريبات إلى إمكانية تصفيته نتيجة اعتراضه على إقحام قوات الاحتياط المركزي في المعارك لأن ذلك ينافي طبيعة عملها
ولعل من الشواهد على إقحام ابوطيرة لمواجهة قوات الدعم السريع تلك المعركة التي حدثت في صينية القندول و خلقت نوعا من الغبن و الحقد في نفوس الدعامة ضد هذه القوات فاضمروا لها شرا تمثل في الذي حدث في الأيام القليلة الماضية وكانوا على نية الانتقام منها بل والتيقن من هزيمتها لأن المثل الشعبي يقول إن ابو القدح يعرف اين يتمكن من عض غريمه من ذات الجنس !
غير أن هنالك بعض اللغط حول تغاضي قيادة الجيش العليا عن نجدة موقع الاحتياط المركزي وتحديدا سرت بعض الاتهامات المباشرة للفريق البرهان وكأنه اتخذ ذلك الموقف لضرب الحركة الإسلامية في مقتل من خلال الفتك بعناصرها في ذلك المقر و التي يرى انها ورطته في هذه الحرب وقد استعصى عليه ايجاد المخارج منها فطفق يبحث عنها في تلمس المبادرات المناسبة لفكاكه من هذه الشبكة التي لم يتصور أنها ستاخذ كل هذا الزمن الدامي باستنزاف مقدرات جيشه وهوكما يبدو بات يشعر ببعض ململة قياداته التي ترى انها حرب ليست من صميم أولوياتهم رغم أن الواجب يحتم عليهم التصدي للعدو فيها طالما أنها أصبحت واقعا يقتضي الإقدام والاستبسال بروح الجندية الوطنية بغض النظر عن أية خلفيات أخرى تخص القيادة أو تصب في صالح أي تنظيم يقف خلفها !
و ربما لا يخفى على كل لبيب يفهم بالاشارة تراجع حماس بعض اقلام جماعة البل والجغم عن تمجيد الرجل بل ولم يخفي الكثير منهم مطالبته بذهابه لانه خذلهم في مسعاهم ويخشون أن يقلب عليهم ظهر المجن بغتة ..فنادوا للغداء به قبل أن يتعشى بهم ولو على ذات طريقة عض ابو القدح !