الأعمدة

عام الهجرة الى أين ؟!

اعتاد الناس على تبادل التهاني وبث احلى الامنيات عند حلول الاعياد و دخول الاعوام بشقيها الميلادي والهجري وعلى امل ان يكون القادم الجديد يحمل في طياته بشريات تحقيق الاحلام التي تراود النفوس بصورة فردية او جماعية .
انقضى العام الهجري١٤٤٤ الليلة البارحة ليسلم الراية لهلال عام جديد ..كانت ولا زالت على مستوى وطننا ملطخة بالدماء وتقطر من قناتها دمعات الاسى على ارواح بريئة ذهبت بلا ذنب جنته ولن تعود ..بينما هنالك جنود اشاوس يقاتلون في ظروف ليس اسوا منها إلا حياة المدنيين الذين فقدوا الماوى و هتك الاوباش الحاقدون اعراض حرائرهم وتقاسم الكرام مكرهين بيوت الاكرمين في الداخل الذين فتحوا لهم القلوب قبل ابواب الدور وتمكن الفارون من دخول بلاد الجوار او الوصول الى ابعد من ذلك بينما لازال الآلاف يدقون على الجدران المغلقة العنيدة الإجراءات في وجوههم وقد اجهدت منهم الابدان قبل السواعد ..و اخرون يتلمسون دروب الخروج عبر منافذ لا ضمان فيها من وجود عصابات النهب التي تسلبهم قليل المال ان وجد و بائس الزاد حتى في اثداء امهات الرضع !
والقادة الذين ضغطوا على زناد الحريق ولا يهم من البادي لان الكل اظلم ..جل اهتمام بعضهم انه استطاع فرحا الإفلات من قبضة الآخر وهو يقول ذلك ضاحكا باستهزاء الذي لم يمسسه ضر الوطن المسئول عن امنه وحمايته امام الله والتاريخ ..بينما غريمه الآخر لازال يمني نفسه بالعودة مهاجرا إلى تلة الخراب التي راكم رمادها جبالا باحلام جهالته ولا احد يعلم ان كان هو على قيد الحياة ام ان الذكاء الاصطناعي يقوم بتقليد قسمات صوته من لحده غير المعروف مكانه ولا زمان دخوله اليه !
والساسة الذين جمعوا في عجلة عباءات الخوف على حياتهم وهاجروا تراهم يمارسون سفه اللا مبالاة وملاحقة خطى الحسان المشردات في العواصم المخملية ويتندرون بزمان عهرهم مع جكس الخرطوم وجوبا وقد سرقته الحرب منهم وافسدت عليهم شراء النزوات !
وحتى المحللون الذين سكنوا شاشات الفضائيات اثروا الهجرة إلى اتعاب التحليل المجزية وقد تقاسموا ادوار السجال بين مريخ هذا الفسطاط وهلال الفسطاط المخاصم له !
اما امنية الذين يجلسون هنا على جمر النزاع فهي ان يكون العام الذي اطل براسه اليوم عام هجرة إلى مرافئء السلام والعودة إلى ترتيب الديار و انتظام حركة العمار بعد كل هذا الدمار .
اللهم اجعله عاما كما يريد الاخيار واخزي كل الاشرار الذين ينفخون في ثغرات النار كلما تسللت إليها قطرات الإطفاء المنسكبة من عيون التطلع إلى عودة الحياة كما كانت فيما قبل اشتعال هذا الحريق في اواخر شهور العام الهجري المنصرم .
والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى