الأعمدة

(( نهاية الحرب تقترب ))

كتب د . احمد الطيب إبراهيم د
استشاري جراحة الكلي والمسالك

 

__ بلد المليون ميل مربع وأربعين مليون بليد .
__ الحرب شارفت علي نهايتها وسوف يبقي القادة في أماكنهم والسياسيين في منابرهم يتقاسمون الكراسي مع الجنرالات و لم يفقد السودان سواء آلاف الجنود من الطرفين و بعض المواطنين العزل ويبقي الوطن ما بقي القادة و السياسيون المراوغون.
__ سوف نغني للجنود الابطال الذين استشهدوا من الطرفين و نظل نذكرهم في المنتديات … ( نحي الشهداء نحي الجرحي و نتمني عودة المفقودين ) نقولها شفاهة و الواقع والاتفاقات و المحصاصات تقول ( طز ) فيهم اجمعين .
__ كنا نحلم قبل الحرب الحصول علي أربعة مليار دولار لإنعاش الاقتصاد السوداني الان نحتاج إلي أكثر من أربعين مليار دولار لإعادة وضع البلد الي ما قبل الحرب .
__ كان عندنا جيش قوامه القوات المسلحة و الدعم السريع و كنا نأمل أن ينضم إليه جنود الحركات المسلحة أصبح الآن عندنا جيش حارب نصفه النصف الآخر بعد أن حارب الجيش كله الشعب و هناك من يريد أن يفهمنا أن خير السودان في ضعف القوتين العسكريتين و خروجهما من الحرب محطمتين …
هولاء لم يعرفوا نظرية win win و اخترعوا نظرية خسرني وبخسرك و بخسر ابو اهلك ذاتو و ابو أهل البلد .
__ سوف نعود الي ديارنا التي سوف تستقبلنا خالية من أثاث خالية من سيارات خالية حتي من بعض أعزائنا الذين دفناهم عند المعابر أو في دول الجوار وودعوا الدنيا مقهورين وهم يشعرون بأنهم قد كانوا حملا ثقيلا علينا ونحن بهم هاربون ..
__ كل الدلائل تشير أن البل بل بس قد انتهي لأن المتحاربين الان مرهقون بعدما نهبوا كل شئ و دمروا كل شئ ….
__ الالف من الجنود سوف يقضون بقية حياتهم معاقين حركيا أو مرضي نفسيون يشعرون بالزهو وهم يقتلون أو مجرد حرامية يطاردهم شبح المنهوبات التي نهبوها و داسوا علي ضمائرهم فسموها غنائم .
__ خسر الجميع بلا استثناء حتي المشجعين انفسهم.
__ سوف تأتي شركات و مؤسسات عالمية لتقوم بإعادة ما دمرته الحرب طبعا بواسطة العقود الآجلة التي سوف يدفعها احفادنا وما اشقاهم من احفاد كان آباءهم هؤلا المعتوهين…
__ سوف تتدفق المعونات التي تتقسم في جيوب الاوغاد و تبني لنا مشاريع وهمية بلافتات براقة و مضئية و منصات افتتاح كبيرة و جعجعة بلا طحين ..
__ لن يستطيع من أنفق عشرات السنين في بناء منزل العمر من إعادة تأسيسه لأن العمر لم يبقي فيه الكثير و حتي لو تبقي من وين يجيب نفس تاني يرفع ليه طقم جلوس من الصين وللا من دبي.
__ خسرت قحت الشارع السوداني وهي تنتظر الديمقراتية التي يحملها الجنجويد علي ظهور السيارات المنهوبة وهم يتهكمون علينا نحن من حلمنا ببلد ديمقراطي و هم يرددون ( الديمقراتية دي دايرين نجيبها ليكم كداري يعني ) ما لازم نشيل عربيتك نجيب بيهو الديمقراتية .
__ الحرب شارفت علي نهايتها و سوف يعيد العسكر إعادة قيادات الكيزان الي السجون فهذه أول بادرة يخطوها العساكر ليقولوا لدول الجوار أنهم عساكر وليس فلول من نظام الإخوان المسلمين …..
__ خسر الإسلاميين كوادرهم و خسروا أيضا تعاطف الشعبي و اكبر دليل علي ذلك موت جمال زمقان الذي لم يلقي اي تعاطف حتي من معظم الإسلاميين أنفسهم .
__ سوف يغادر السودان الالاف من الخبرات المؤهلة و يبقي تجار الحروب .
__ سوف تنتعش تجارة العقارات مرة أخري ولكن المشتري الجديد ربما يكون أحد النهابين انفسهم فمن ينهب سيارتين لاندكروزر و كيلو دهب يمكنه أن يشتري بيتك لو كان في كافوري أو الرياض ولو لم تبيعه منزلك سوف يشتري منزل جارك الذي كره البقاء وسط هذا الركام المحروق .
__ سوف تقف الحرب في الأيام القادمة لأنها بدأت من حيث تنتهي الحروب … حرب أول طلقاتها في القصر الجمهوري و الإذاعة و مطار الخرطوم حيث الطيارة بتقوم و الرئيس ونائب الرئيس بنوم .
__ الحرب شارفت علي نهايتها واكبر دليل هو اتجاه النهب الي امبدة و الكلاكلات فقد تم إفراغ الاحياء الغنية من الممتلكات و من لم يجد نصيبه من النهب سوف يتوجه الي الاحياء الطرفية فكل المواطن حلال عند المجرمين ماله و دمه وعرضه .
__ خرج جنود الدعم السريع فرحين بالمنوهبات تحت شعار ده (قحنا ) بمعني غنيمتنا و فقد آل دقلو والدعم السريع الكثير من الأموال و اي دور سياسي و تعاطف وطني غير مؤازرة قبلية من بعض أبناء الرزيقات و امتدادهم في تشاد والنيجر .. و فقدت الجنجويد سلتطهم في النيجر نفسها و ينتظرون ما تأتي به الايام …. والايام حبلي وتلد المحن.
وهكذا هي الحرب ليس فيها رابح و يتفاوت الناس فقط في الخسارات .
و الايام القادمة سوف كيف يكون وضع الخرطوم بعد الاتفاق .

ودتم سالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى