الأعمدة

تمرد سليمان صندل…انضمام حركة تمازج للدعم السريع انكشفت خيوط لعبة جوبا!!

بقلم : إبراهيم مليك

بعد إعلان القيادى بحركة العدل والمساواة السودانية ومسؤول الترتيبات الأمنية في إتفاقية جوبا سليمان صندل حقار تمرده علي رئيسه الدكتور جبريل إبراهيم وإعلان حركة تماذج إنضمامها للدعم السريع علي الجميع أن يعرف طبيعة التحالف الجديد بين مكونين يمثلان ثقل قبلي له امتداداته في دارفور هما قبيلة الزغاوة والرزيقات …
نقول هذه الحقيقة حتى يعلم أهل دارفور والسودان ما هو قادم في مقبل الأيام إذا استمرت الحرب …

الكل يعلم عقب توقيع اتفاقية سلام جوبا المشؤومة وتكوين السلطة الإقليمية لدارفور حدث تقارب بين( بعض أبناء الزغاوة والرزيقات) بعض هذه انتبهوا لها لأن ليس كل الزغاوة والرزيقات داخل هذا التحالف …
ظهر هذا التحالف عقب تشكيل السلطة الإقليمية لدارفور والتي جاءت مناصفة بينهم حيث نال الزغاوة رئاسة الإقليم بقيادة منى أركو مناوى ونال الرزيقات منصب نائب حاكم الإقليم والذى كان من نصيب الدكتور محمد عيسى عليو هذا الرجل الوقور الذى لا نعلم عنه إلا خيراً ولكن صمته في هذه الأحداث جعلنا نتساءل هل سار الرجل علي نظرية (إنما أنا امرئ مع قومي)!!!…
سنذكر بعض الشواهد والأدلة علي توافق الطرفان وتطابق مواقفهما هل جاءت صدفة؟!!..
الشاهد الأول …
عندما أعلن البرهان حل حكومة حمدوك اتفق حميدتي ومناوي وجبريل في هذا الموقف وهذا مؤشر لعلاقة بين المكونين والتنسيق في المواقف السياسية..
الشاهد الثانى..
تصريحات نائب حاكم إقليم دارفور في منطقة ودهجام بجنوب دارفور عندما قال أمام جمع من المواطنين (بأنكم يجب أن تستعدوا لاستقبال أهلكم من الخرطوم إذا لا قدّر الله نزحوا إليكم )حيث أثارت تلك التصريحات تساؤلات عديدة عن أسباب إطلاق نائب حاكم الإقليم لتلك التصريحات والآن صدق فقد رأينا نزوح أهل الخرطوم إلي دارفور !@

الشاهد الثالث…
حياد كل حركات دارفور التي يقودها أبناء الزغاوة في الحرب الدائرة الآن باعتبارها حرب بين طرفين (الجيش والدعم السريع) بل عجزت هذه الحركات حتى إدانة الجرائم التى وقعت لأهل الجنينة …
الشاهد الرابع …
الانشقاق الأخير لحركة العدل والمساواة بين جبريل وسليمان صندل وأسباب الانشقاق هو موقف الحركة من الحرب حيث يرى جبريل أن الحركة يجب أن تكون علي الحياد بينما يرى المتطرف صندل أن الحركة عليها أن تعلن موقفها الواضح بدعم تمرد الدعم السريع لأن معركة الدعم السريع ضد الجلابة وهم أعداء سليمان صندل ومن معه ليأخذوا بثأر دكتور خليل وهذا ما صرحت ابنة خليل الدكتورة إيثار التي توجد حالياً في تشاد بدواعى مساعدة الفارين من الجنينة!!
كل هذه الشواهد تؤكد حقيقة تحالف الطرفان من أجل السيطرة علي حكم إقليم دارفور ومن ثم التفكير مستقبلاً في حكم السودان …
من حق أي أحد من أبناء السودان أن يحلم بالسلطة والحكم ولكن عليه أن يسلك الطرق الشرعية في الوصول للسلطة …
إن سكرة الوصول للسلطة تعمى البصيرة وتجعل صاحبها يبرر لتصرفاته مهما كانت شنيعة ما نشاهده اليوم من جرائم وانتهاكات من قبل مليشيات الدعم السريع تحت مسمى حماية الديمقراطية المفقودة كلها أكاذيب الغرض منها إضعاف الدولة المركزية لتقوية نفوذ هذه المليشيا ومناصريها لفرض واقع جديد بالسودان ….
إن غباء بعض أبناء السودان وجهلهم بطبيعة الصراع يجعلهم ينقادون وراء كل ناعق بشعارات التحرير و يرددون كالببغاوات شعارات وهمية لا يعرفون مصدرها ولا مستقرها…
الشباب الذى خرج في الثورة المزعومة بالخرطوم لا يعرفون تقاطعات وتركيبة الدولة السودانية التي لم تنشأ منذ استقلالها علي أنها دولة مؤسسات فهي دولة بخريطة وعلم ونشيد ولكنها تفتقد للوجدان الوطني المشترك فهذه العدواة بين المكونات السكانية وميول بعضها لقوميته في دول الجوار أكثر من انتمائه للوطن وللقومية السودانية أفقد الدولة تماسكها وجعلها هشة في البنيان الوطني وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الوحدة والكرامة الإنسانية… انضمام الحلو وكيكل وغيرهم من المغامرين للدعم السريع فهو محاولة لإلباس المعركة لباس القومية الزائفة وهم مرتزقة لا أكثر …
مالم يتجرد أبناء الوطن من نزعاتهم وانتماءاتهم العرقية والجهوية ويتخلصوا من عقد الكراهية والعنصرية فلن ينعم الشعب السودانى بالأمن والاستقرار وسيظل يدور في دوامة الصراع العبثى وستختطف الدولة من الجميع …
الحرب مهما طالت فإنها ستضع أوزارها إن شاء الله ولكن تظل آثارها السيئة باقية في نفوس الأجيال القادمة وستطارد اللعنات كل من أشعلها ودعمها ولو بشطر كلمة …

علينا جميعاً أن نساهم بتجريم التمرد ضد الدولة مهما كانت المبررات لنضع حد لمغامرات المتعطشين للسلطة عن طريق سفك الدماء…
معركة الكرامة الحقيقية هى أن نحرّم ما حرمه الله فكل من يبرر للحرب ويدعم التمرد لتستمر هذه الحرب هو عدونا مهما كانت علاقته به …
فلا حياد ولا تبرير ولا مجاملة للمتمردين ونذكر بقول النبي صلي الله عليه وسلم(لعن الله آوى محدثاً).
إبراهيم مليك
الحمعة 28/8/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى