الأخبار

عمر الدقير : استمرار الحرب يزيد من خطر تحولها إلى حرب أهلية

اعتبر رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير عمر الدقير أن خروج رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان من الحصار يشكل تطورًا جديدًا وفرصة لرؤية الأشياء بوضوح، مشيرًا إلى أن خروجه جاء بعد عدة شهور من الحرب التي تعصف بالسودانيين.

وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وصل الأحد إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد في أول تنقل نادر له خارج العاصمة الخرطوم، منذ بدء الصراع في السودان، قبل أن يتوجه بزيارة سريعة إلى مصر التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، تدور حرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. ومنذ ذلك الوقت، التزم البرهان مقر قيادة الجيش بوسط العاصمة الذي تعرض لهجمات عديدة من قوات الدعم السريع.

وأكد الدقير في حديث خاص إلى “العربي” من استديوهات لوسيل أن هناك تعويلًا على إمكان تحول خروج البرهان إلى فرصة إيجابية لنهاية الحرب.

وتابع أن الدروس المستفادة من تجربة الشهور الماضية أن هذه الحرب لم تفض إلى أي شيء، موضحًا أن العمليات العسكرية تراوح مكانها بين الطرفين المتمثلين بالجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وبعدما بحثت قوى “الحرية والتغيير” الخميس في الدوحة مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سبل إيقاف الحرب، واستعادة السلام في البلاد، أوضح الدقير أن هذه الجولة بدأت بزيارة بعض العواصم الإفريقية، كما قامت هذه القوى بوضع برنامج لزيارة كل العواصم الإقليمية والدولية المؤثرة في الشأن بالسوداني.

وأردف أن الهدف من زيارة دولة قطر، هو نفسه من كل الزيارات المتمثل بحشد المجتمع الدولي والإقليمي للضغط من أجل تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتيسير عملية سياسية يمتلكها السودانيون تخاطب كل القضايا، وتضع حلًا نهائًيا للحرب.

وتابع أن قوى الحرية والتغيير طلبت خلال زيارتها الأخيرة إلى الدوحة أن تلعب قطر دورًا في سياق حشد الجهود الدولية الإقليمية لوقف الحرب، حيث تمت مناقشة الوضع الإنساني السوداني الكارثي بأبعاده المختلفة، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء قطر أكد ألا نجاح للحل العسكري، وأن الأفضل للسودانيين جميعًا التوافق، وأن الدوحة على استعداد للمساعدة في هذه المجال.

وبين أن وفد “الحرية والتغيير” تلقى وعدًا من قطر بأن تلقي بثقلها في اتجاه دعم كل المبادرات وبعلاقتها وبتواصلها مع الأطراف للضغط على كل الأطراف لوقف الحرب، والرجوع إلى المسار السياسي السلمي كطريق أمثل لحل الخلافات.

وبشأن دعوة قوى الحرية والتغيير في القاهرة إلى توحيد القوى المدنية من أجل إيقاف الحرب، قال الدقير: “عملنا على التنسيق مع القوى المدنية في السودان لتشكيل جبهة وطنية، وتواصلنا مع كل القوى عدا المؤتمر الوطني”، مشيرًا إلى أن “المبادرات تتطلب وقف المعارك، ورؤيتنا قائمة على حل المشكلات بمنظار وطني جامع، على أن تصمت أصوات البنادق”.

وأضاف أن لدى قوى الحرية والتغيير رؤية محددة، على أن يتم الاستفادة من الحرب كتجربة قاسية، مشددًا على أن ضرورة يتضمن الحل النهائي للحرب توافق العسكريين والمدنيين على حل يعيد الحكم المدني الديمقراطي عبر سلطة متوافق عليها، وتكون فيه المؤسسة العسكرية موحدة وفي الثكنات.

وأوضح أن قوى الحرية لا تمانع في مبادرة الاتحاد الإفريقي لدمج كل القوى المدنية في السودان، لافتًا إلى أن “مطلبنا الأساسي هو عدم حصول تنافس بين المبادرات السياسية المطروحة لحل الأزمة في السودان التي تحمل الأهداف نفسها والمتمثلة بضرورة وقف الحرب والعودة إلى المسار الوطني الديمقراطي، ومخاطبة الأزمة الإنسانية”.

وأردف أن قوى الحرية والتغيير تسعى لوقف لإطلاق النار طويل المدى وخلال هذه الفترة يحصل نقاش عميق بين مختلف الفرقاء، على أن يكون العسكريون أيضًا جزءًا من هذا النقاش لأن لديهم دورًا خاصًا.

ونفى عمر الدقير  أن يكون المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ظهيرًا سياسيًا لقوات الدعم السريع، مشددًا على أنهم ضد إنشاء قوى موازية للجيش، لكن الواقع أن الدعم السريع أنشئت موازية له.

وأشار  إلى أن الحرب في السودان بدأت بتصعيدات كثيرة، مؤكدًا على أن قوى الحرية والتغيير حاولت منع إطلاق الرصاصة الأولى.

الدقير شدد في حديثه على أن النظام القديم لن يكون جزءًا من الحل الذي تقوده جبهة وطنية عريضة، داعيًا السودانيين لحشد طاقاتهم لوقف الحرب.

ولفت إلى أن الحرب بغض النظر عن الأسباب المباشرة هي حصاد لتراكم تاريخي منذ الاستقلال لأن الأسئلة الكبرى تركت بدون إجابات، وعبر عن تأييده لقول البرهان إن ما قبل 15 أبريل/ نيسان (تاريخ بدء النزاع بين الجيش والدعم السريع هذا العام) ليس كما بعده، مؤكدًا أن الواقع الجديد تصنعه إرادة السودانيين جميهم.

وخلص عمر الدقير إلى أن تواصل الحرب هو خطر كبير على البلاد لأن استمرارها يزيد الخطر من تحورها كحرب أهلية، ويفتح الباب لتدخلات خارجية أكبر من التي تحصل اليوم، وبالتالي يتحول الصراع في السودان إلى ما بين قوى خارجية لا علاقة لها بالشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى