تقارير

المفوض السامي لحقوق الانسان : السودانيون سيقعون في دوامة لا متناهية من عنف أسلحة الطرفين

إعداد : الخير صالح عبدالله

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر توك ان الجمعة القادمة تحمل ذكريات سيئة للسودانيين في بلدهُم المُمزق بنيران الحرب العبثية التي خلفت الدمار والنُزوح والتشرد . وأضاف منذُ بدء الصراع المُسلح منتصف أبريل الماضي وقع السودانيين في دوامةٍ لانِهائية من العنف الناتج عن أسلحة طرفى الصراع ؛ القوات المسلحة وقوات الدعم السريع .

وتحدث المفوض الأممي عن المعلومات التي جمعها موظفو مكتب حقوق الإنسان عن ماحدث في ( الجنينة ) حيث تُؤكد شهاداتهم المعلومات التي حصل عليها مكتبه من بينها القصص الوحشية لأفراد من عائلات تعرضوا للقتل ، وقصص الإغتصابات التي حدثت للفارين من الصراع والتطهير العرقي وبعض الأسر الذين فقدُوا أحبائهم ، والجُثث المهجورة في الشوارع ، والرُعب المرتسم في وجوه الفارين من الحرب بشأن مستقبلهم .

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إنه تلقى تقرير عن إغتصاب فتاةٍ تبلغ من العُمر (15) عامًا وأُخذت من عائلتها وقالت : ” جسدٍ كلهُ يؤلمني .. ورأسي يُؤلمني .. ولا أشعر بالراحة لأنني لا أعرف ما حدث لعائلتي ” ليس لدي شهية للآكل في الليل ، لا أستطيع النوم وأنا أُفكر في عائلتي ” .

وأضاف المفوض بان الصراع الذي إندلع في منتصف أبريل / نيسان الماضي حطم أُمة وقُتل مالايقل عن (1500) مدني وفقًا لوزارة الصحة لكن تقارير ميدانية تُؤكد بان العدد أعلى بكثيرلأن هناك أكثر من (5.1) مليون شخص فرّوا من منازلهم ونزح أكثر من مليون شخص إلى الدول المجاورة للسودان .

وحذر المفوض السامي لحقوق الإنساني من ان إستمرار القتال في السودان ادي إلى نزوح جماعي هائل وتفشّى كبير للجوع في صفوف الأشخاص بسبب توقف الخدمات الأساسية في المناطق المُتضررة من القتال مثل التعليم والرعاية الصحية .

وأضاف ان أكثر من (7.4) مليون طفل بدون مياه شُرب آمنة ومالايقل عن (7 ) آلالاف طفل محرمون من المياه ومعرضون لخطر سوء التغذية الحاد الشديد .

وحذر المفوض طرفى الصراع من مغبة تجاهل فتح التحقيق في الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وإنتهاكات القانون الإنساني الدولي – لأن الصمت على تلك الجرائم هو القاسم المشترك على هذا الصراع الذي اثر على المدنيين بصورة أبشع جراء الهجمات العشوائية التي طالت المناطق السكنية في الخرطوم وولايات دارفور . حيث لقى حوالي (103) مدنيًا حتفهم خلال العمليات العسكرية التي قام بها الطرفان في الخرطوم وأم درمان بينهم نساء وأطفال . وتكررت حوادث القصف العشوائي قبل يومين حينما تم قصف منطقة جنوب الحزام في الخرطوم ليتسبب في مقتل (51) شخصًا بينهم (3) أطفال و (3) نساء .

ونوه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر توك على ان قوات الدعم السريع لازالت تحتل المناطق السكنية وتُجبر المدنيين على ترك منازلهم ونهب ممتلكاتهم ؛ وفي مرات عديدة يتم قتل أولئك الذين يقاومون . وافرد بان هناك عددًا من القتلى المدنيين في تبادل إطلاق نار من طرفى النزاع .

وذكر بانه في خلال الخمسة أشهر الماضية إحتلت قوات الدعم السريع مئات المباني والمستشفيات والمباني السكنية وأُستخدمت الكثير منها لأغراضٍ عسكرية مما إضطرت جل المستشفيات لإغلاق أبوابها بسبب الاحتلال أو القصف أو نقص الإمدادات الطبية . وأضاف ان الغارات الجوية دمرت آلاف المنازل والمباني العامة .

وإستنكر المفوض حوادث الإعتقالات التعسفية من قبل طرفي النزاع ضد المدنيين والنشطاء السياسين وافراد من لجان المقاومة بحجة الإنتماء إلى احدى الأطراف المسلحة أو زعم احدى الأطراف بانهم يُناهضون الحرب .

وتحدث المفوض عن عمليات الإختفاء القُسري وقال ان مالايقل عن (500) شخص إختفوا قسريًا في الخرطوم وحدها .

وعن غرب دارفور ( الجنينة ) ! قال المفوض السامي لحقوق الإنسان ان قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المُتحالفة معها قتلت مئات المدنيين ( غير العرب ) من مجتمعات المساليت وقد حدث هذا في الجنينة وثمانية مواقع أُخري على الأقل . واكمل : ان ولاية جنوب دارفور عاصمة ( نيالا ) شهدت احداثًا مؤسفة في 21 أغسطس / آب . حيث قُتل أكثر من 39مدنيًا بينهم أطفال ونساء أثناء جراء إنفجار قذائف بالقُرب من مخبأهم تحت أحدى الجسور . وتأسف بقلق عميق أزاء دعوات قيادة القوات المسلحة بتسليح المدنيين وقد وجهت دعوت قبل فترة للسلطان المساليت مؤخرًا . وقال ينبغي عدم مشاركة المدنيين في هذا الصراع ولاينبغى تعرضهم لتأثير العمليات العسكرية ويرى ان التعبئة سيؤدى إلى حرب أهلية في السودان .

وأضاف ان المعارك التي إندلعت في جنوب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية – قطاع الشمال كان له عواقب وخيمة على السُكان المدنيين ؛ حيث عاشوا ظروفًا إنسانية بالغت التعقيد ونقصًا في الخدمات الحيوية والصحية .

وابدى المفوض قلقه أزاء التعامل السيئ الذي وجده السودانيين الذين فرّوا إلى الشمال خاصةً في تونس . وأوصى بضرورة الاهتمام بهم . وذكر انه في 10 سبتمبر تلقى تقارير موثوقة عن (45) حادثة عُنف شملت مالايقل عن ( 95 ) ضحية من بينهم (75) امرأة ورجل واحد و (19) طفلًا . وأضاف انه من المرجح ان يكون هذا قمة ( جبل جليد ) .

وختم حديثه بان غالبية التقاريرتاتى من ( الجُناة ) يرتدُون زي الدعم السريع أو قوات تابعة للدعم السريع . وأضاف بان هذه التقاريرتاتي بشكل كُلي من ولاية الخرطوم واقليمي دارفور وكردفان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى