ورطة الذين كتبوا خطاب اليوم للبرهان
ودارت دورة الايام.. مثلما مضى العام لتنعقد دورة جديدة للجمعية العامة للامم المتحدة وهي وان كانت في عمومياتها محض احتفالية روتينية وتقليد معروف منذ نشاة المنظمة خلال سبعة عقود ونيف.
ولكن العام الحالي تخللته احداث على المستوى العالمي اهمها الحرب الروسية الاوكرانية التي القت بظلال قاتمة على سماء الدنيا شرقها وغربها.
اما على المستوى المحلي عندنا هنا بل والاقليمي كله فقد تفجرت هذه الحرب اللعينة التي كانت مقدمتها ذلك الانقلاب الذي نفذه حليفا الامس وهما ذاتهما من فجرا هذا الصراع الخبيث فاصبحا عدوين لدودين يتبادلان حرق البشر والحجر والشجر بل والاثر.
في العام الماضي ذهب الفريق البرهان ببزته المدنية ووقف على المنصة الدولية وقد خلت له الكثير من الكراسي اذ غادر الجالسون عليها احتجاجا على سلوك الرجل الذي انقلب على حكومة مدنية صحيح انها لم تكن منتخبة ولكنها كانت مخاض ثورة لو ان العسكر لم يجهضوا حملها لكانت بشرت بميلاد دبمقراطية وان هي مكثت في حضانة المواليد الخدج زمنا ولكنها على كل حال كانت ستمثل املا قابلا للنمو البطيء..!
فلم يجد البرهان وقتها من مخرج إلا تعهده في خطابه امام العالم كله في العام الماضي بان الجيش سينسحب من المشهد السياسي ويعيد الامانة لاهلها لترتيب امورهم بمعرفتهم الخاصة ومن ثم يتفرغ العسكر لمهامهم الاساسية.
لم يحدث شي من ذلك التعهد بل الرجل جاءهم وقد زاد هو وشريك جريمته طين البلاد بللا فاصبح وحلا دمويا زالقا الى مصير مجهول .
يا ترى ماذا سيقول الرجل في خطاب اليوم الذي لابد ان من صاغوه له قد وجدوا انفسهم في موقف لا يحسدون عليه بل هي ورطة تتطلب قدرا من الفزلكة اللغوية الدبلوماسية في المداخل دون اغفال تبني الموقف المناسب ليكون مخرجا منطقيا لا يخلو من الالتزام العملي وليس اسلوب المخارجة اللفظي فقط لتحنب مازق السؤال عن الذي انجز من تعهد العام الماضي. وما الذي سيفعله البرهان عقب عودته الى العاصمة البديلة؟
فالذي يضرب كبد الطائر المكلف لخزينة الدولة الخالية لا يمكن له ان يقف امام العالم ليقول كلاما هلاميا لن تكون عملته صالحة في سوق المصالح الدولية والاقليمية التي عرف البرهان من خلال جولاته الاخيرة تلك انها لن تغامر وتقامر في ازكاء نار حربه التي لن ينتصر فيها احد وان خسر الطرف الاخر سمعته السيئة اصلا بخساسة تصرفاته التي لن تصب في صالح البرهان وحلفائه الى ما لا نهاية.
ومن يجلس بقرب الحيطة لابد سيسمع الزيطة..
وموعدنا مع الخطاب الورطة في العاشرة من مساء اليوم.. وربنا يهدي ناس الكهرباء الذين اصبح القطع قاعدتهم الاساسية اما الاستثناء فهو استقرار التيار ولو ليوم كامل.. مرة واحدة!