كابتن التقر في ذمة الله
انتقل الي جوار ربه اليوم الموافق ٢١ سبتمبر ٢٠٢٣م راضيا مرضيا الكابتن والاستاذ بكري موسي ( التقر )الذي قدم وما بخل على الجمهور الذي حمله فوق الأعناق وهتف باسمه عندما كانت الرياضة للرياضيين فناً وأدباً وذوقاً، .. كان (التقر) من أبرز نجوم الرياضة في نادي الهلال الذي لعب له لعام، ثم نادي المريخ الذي لعب معه حتى اعتزاله خلال فترة الستينيات.
لقد بدأ اللاعب (التقر) حياته كمعلم قبل أن ينال شرف الرياضة ويشتهر من خلالها.. كان معلماً بالمدارس الأولية بالخرطوم، وخلال عمله في سلك التدريس بدأ ممارسة الرياضة، وكانت أول محطة له بنادي فاروق، وزامل خلال تلك الفترة أفذاذ كرة القدم السودانية أمثال “جقدول” و”حمدي يس” و”عقلة”، ومن ثم لعب لنادي الهلال الذي زامل فيه اللاعبين “صديق منزول” و”الهادي صيام” و”عثمان الديم” وغيرهم من الأفذاذ، وعندما انتقل من الهلال إلى نادي المريخ لعب مع “جقدول” و”منصور رمضان” و”إبراهومة” و”ماجد” و”دقنة”.. وظل اللاعب (التقر) يلعب في خانة الدفاع وبرع فيها حتى لقب آنذاك بملك التغطيات. وكان من الصعب المرور عبره، وحتى إذا مر اللاعب وكادت الكرة أن تدخل المرمى يستطيع إخراجها قبل أن تصل الشباك.
إن اللاعب (التقر) لم ينه حياته كلاعب كرة قدم مع فريقي القمة بالسودان الهلال والمريخ، بل حاز على شهادة التدريب وواصل حياته داخل الميادين مدرباً لا يشق له غبار، فدرب نادي الهاشماب وبري والإصلاح، ومن ثم عمل مدرباً لنادي ود نوباوي الذي صعد به إلى الدرجة الأولى، وظل يقدم خدماته التدريبية للنادي طوال خمسة عشر عاماً، قدم كل ما يملك من أدوات التدريب ليظل النادي محافظاً على مستواه طوال تلك الفترة، بل أصبح من الأندية المتماسكة إدارياً، وخلق بينه وبين اللاعبين علاقة حميمة ساعدته على الاستمرار في النادي طوال تلك الفترة، ونعلم أن فشل الأندية الرياضية وتذبذب مستوياها دائماً بسبب الخلاف بين المدرب والإدارة أو اللاعبين.. ولكن يبدو أن الخصال التي يتمتع بها المعلم والمربي واللاعب (التقر) ساعدته في إطفاء كثير من الحرائق التي ربما تنشب هنا وهناك، وهذا هو سر بقائه بالنادي طوال تلك الفترة..
نسال الله له الرحمة والمغفرة والقبول الحسن…