السودانيون موعودون بالأسوا : الموت بالجوع في الشوارع
انحصرت المعارك في الأسبوعين الأخيرين بين الجيش والدعم السريع على مواقع عسكرية أبرزها القيادة العامة وسلاحي المهندسين والأشارة وقاعدة كرري مع تباعد اشتباكات في سلاح المدرعات الذي تصدر المشهد في الأسابيع الماضية كونه يشكل استراتيجية كبيرة في النزاع , يبدو أن المعركة بعد دخولها الشهر السارس لم تثمر عن منتصر بينما أحدثت خسائر فادحة في العاصمة الخرطوم ودارفور وقتلت على حسب الأحصائيات الدولية مايقارب أربعة الآلاف شخص من المدنيين رغم أن الناشطين يعتقدون هذا الرقم قليل , وتشرد أربعة ملايين , المشهد يقول أن الحرب ستستمر طالما طرفي النزاع لم يجلسوا إلى مائدة حوار لحل الأزمة والتوصل إلى خارطة طريق رغم المبادرات التي طرحت لكن تعددها أدي إلى تبعثر الجهود وتطويل أمد الحرب كماأن الطرفين لم يلتزمزا بالهدن التي قررت في منبر جدة , وواضح أن الحل العسكري هو الطريق الوحيد لأنهاء الصراع والسؤال كيف سيواجه الشعب الحياة التي فرضتها الحرب اللعيبة من توفير المعينات الحياتية من غذاء وعلاج وخدمات في حين أن معظم السودانيين لم يصرفوا مرتباتهم منذ خمسة أشهر وحتى محاولات وزارة المالية تقسيط متأخرات المرتبات لكن السؤال هل كل شرائح الشعب موظفين أوعمال حكوميين بالطبع لا هناك شريحة كبيرة تمثل 96 % من الشعب تمتهن الأعمال الحرة وكلها توقفت مماضاعف المعاناة وكل هذه الكوارث وطرفي النزاع كأن شيئا لم يكن والمنظمات الدولية أوقفت دعمها الإنساني لسوء تنظيم توزيعها وإيصالها إلى المحتاجين بالإضافة لعدم الالتزام بالممرات الإنسانية أذن السودان يمر بأسوأ أزمة إنسانية والعالم يتفرج والعسكر والنخب يتصارعون من أجل السطة حتى على حساب القضاء على الشعب , اذا استمرت الأوضاع على ماهو عليه لاشك السودان سيدخل كارثة إنسانية بالموت في الشوارع ليس بالرصاص إنما بالجوع , السؤال متى يحتكم العقل لإنقاذ الشعب من الهلاك .