أيها البرهان!! من أنت؟! وماذا تريد؟! ..بقلم: د. عمر القراي
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
صدق الله العظيم
هل أنت رئيس مجلس السيادة؟! ألم تنقلب على الحكومة التي كنت رئيس مجلس السيادة فيها، فحُلَّت كلها، ولم يبق بها مجلس وزراء، أو مجلس سيادة، وتم إلغاء الوثيقة الدستورية، وقمت باعتقال أعضاء من قوى الحرية والتغيير، التي كانت تمثل الشق المدني، في تلك الحكومة؟
هل أنت القائد الأعلى للقوات المسلحة؟! فإن كنت كذلك، فلماذا لم تخطر القادة والفرقاء، بأنك ستبدأ الحرب مع قوات الدعم السريع، وتركتهم دون علم حتى يأتوا الصباح إلى مكاتبهم، ويتم اعتقالهم بسهولة؟! هل تريد أن تكون قائد للقوات المسلحة، وولائك لغير القوات المسلحة؟! لماذا مجرد أن هربت من القيادة العامة، لم تذهب لأسر شهداء القوات المسلحة، أو مصابيهم بالمستشفيات، وإنما حرصت على زيارة المصباح ابوزيد، الشاب اليافع المهووس، الذي جعله الأخوان المسلمون قائداً لمجموعة، من المغيبين، فظن أنه أسامة بن زيد قائد لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم!! وزاد على ذلك، بأنه أخذ يكلم الناس بأن معه رقيب وعتيد، وأنه يعلم ما يحلم به الإنسان!! وأنه يعلم ما يكتب الكتاب وسيحاسبهم في الدنيا!!
هل أنت قائد للقوات المسلحة، أم تابع لمليشيات الأخوان المسلمين الإرهابية الموتورة؟! هل أنت قائد أم مقود من هؤلاء الأيفاع المهووسين أمثال المصباح أبوزيد، وعبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة، المحكوم عليه في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل، والذي حكم عليه بالسجن المؤبد، لكنك أخرجته من السجن، ليلحق بتحضير الأخوان المسلمين لهذه الحرب؟!
هل أنت أخ مسلم تأتمر بأمر تنظيم الاخوان المسلمين؟! إذا كنت كذلك، لماذا تكذب، وتقول لا يوجد فلول مع الجيش، وتتساءل أين الفلول؟ هل ذهبت لقرية جلاس في الشمالية، لتقابل قيادات الاخوان المسلمين، الذين هرّبتهم من السجن، ونسبت ذلك في خطابك للأمم المتحدة لقوات الدعم السريع؟ هل قابلت البشير المخلوع، وعلي عثمان صاحب كتائب الظل، وعلي كرتي ناهب أموال الشعب وأحمد هارون مجرم الحرب؟ فقد جاء (ونقل البرهان لقيادات الحركة الإسلامية ان المجتمع الإقليمي والدولي لا يرغب في عودتهم ويحملهم مسؤولية الحرب والعنف السياسي وتقويض الفترة الانتقالية وفتح الباب للجماعات المتطرفة للدخول للسودان.. انتهى الاجتماع بقرية جلاس باتفاق الجميع على المواصلة في الحرب وفتح مزيد من معسكرات الاستنفار … وأن يبدأ في ترتيب تشكيل حكومة خلال الفترة المقبلة وان يعيد الاتصال بعبد العزيز الحلو وأن يفتح خطاً مع عبد الواحد محمد نور وعدم الاكتراث لما يصدر من دول الجوار مستقبلا وان يتم استيعاب كتيبة البراء بن مالك كضباط في الجيش) (انس عبد الوهاب –سودان توداي) نتوقع أن يخرج من الاخوان المسلمين من يكذب هذا الخبر، ولكن هناك ما يدل عليه، فإذا كنت قد حرصت على مقابلة شاب يافع قائد كتيبة، هل يعقل ألا تقابل قيادات التنظيم التي ترأس ذلك الشاب، وهم في السودان، لأنهم لا يستطيعون الذهاب لأي مكان، بعد أن أخرجتهم من سجن كوبر؟!
هل أنت رجل عاقل وسوي؟! لماذا تكذب في كل ما تقول، وتتناقض مع نفسك بين خطاب وآخر؟!
لقد كررت كثيراً أن الدعم السريع جاء من رحم القوات المسلحة. وأنك لن تسمح بأن يدخل بينكم من يعكر صفو صداقتكم. ولن تختلف أو تتحارب مع الدعم السريع. ثم تحدثت مؤخراً عن أن الدعم السريع جماعة متمردة، خارجة على القانون، ولذلك أنت تحاربها، ففي أي الحديثين كنت كاذباً وفي أيهما كنت صادقاً؟!
لقد وقعت على الاتفاق الاطاري، ولم يعترض عليك أحد من الجيش، ووقع حميدتي على الاتفاق الاطاري، ولم يعترض عليه أحد من الدعم السريع، فليس للجيش مصلحة ولا للدعم السريع مصلحة في إيقاف الاتفاق الإطاري. وإنما الحركة الإسلامية هي التي هددت بمنع الاتفاق الاطاري بكل سبيل، وهي لذلك من أشعل الحرب، حتى توقف الاتفاق الاطاري، فلماذا سقت الجيش وراء مطامعها؟ وقبلت أن يهاجم الدعم السريع الذي كنت تذكر بأنكم شيء واحد؟! ذكرت في مصر أنك مع إيقاف الحرب، ثم جئت إلى بورتسودان وذكرت أن الحرب لن تقف حتى تقضي على الدعم السريع!! في الأمم المتحدة أدنت قوات الدعم السريع، ونسبت لها كل ما حدث من جرائم، ضد المواطنين الأبرياء. ولكنك لم تذكر جرائم الجيش، الذي تقوده ويوجهه تنظيم الاخوان المسلمين، وكيف أنه قصف المواطنين العزل الأبرياء بالطيران، وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم. بعد أن رجعت من الأمم المتحدة، ذكرت أنك سوف تذهب إلى جدة للتفاوض وتحقبق السلام. فلما أخرج المؤتمر الوطني بياناً يرفض فيه السلام، ويرفض وقف الحرب، هرعت إليهم في جلاس، لتطمنهم بأنك لن تذهب إلى جدة، وإنما ستصعد الحرب، رغم تبليغك لهم أن العالم لا يريد الحرب، ولا يريد حكم العسكر أو حكم الإسلاميين الإرهابيين.
هل أنت رجل سوداني؟! يرى أبناء وبنات وطنه يموتون بالآلاف، ويشردون ويهاجرون بمئات الآلاف، لا لشئ إلا ليعود التنظيم الشيطاني للحكم، لينهب المزيد من ثروات البلد، ويعذب المزيد من أهلها، ثم يصمت ويشارك في ذلك، بدلاً أن يسعى إلى السلام وإيقاف الحرب؟! وهو تظن أن الإسلاميين سيحفظون لك هذا الصنيع، ولن يضحوا به في أول فرصة؟! لقد قلت في دنقلا (لو كنا نعلم أن نسبة 10% فقط من حجم خسائر هذه الحرب ستحدث لما سمحنا بوقوعها)!! والآن قد رأيت الخسائر أضعاف ما كنت تتوقع، لماذا لا توقفها بالذهاب إلى جدة والتفاوض ووقف اطلاق النار؟!
هل سألت نفسك ماذا تريد؟! هل تريد أن تعبئ الجيوش بالاستنفار، وكتائب الأخوان المسلمين، والجماعات المتطرفة، وتستمر في الحرب، إلى أن يفنى كلا الطرفين، ليعود الأخوان المسلمون للحكم؟! هل يشارك أولادك، أو أولاد القادة الذين وجهوك للمزيد من القتال، في هذه الحرب أم أنهم جميعاً خارج السودان؟! هل تحفظون أبناءكم بعيداً، وتضللون الشبان السودانيين، لتستخدمونهم وقوداً لحرب وصفتها بأنها عبثية، ألا تتقي الله في أرواح الأبرياء والمضللين السذج؟!
2 أكتوبر 2023م