الأعمدة

الذي لم ولن يفهمه دعاة الحرب.!

الحروب تبدأ معالمها تراشقا بالكلام وتنطلق شرارتها اما لسوء تقدير عواقبها واما اضمارا لاطالة عمرها لشيء في نفس من يوقد نارها..! ولان الكلام هو البداية على منابر التنابذ وتبادل الاتهامات فانه ايضا قد يكون في خاتمة مطافها هو الذي يحسم نهايتها بالتفاوض الذي يصبح في التوسط كعظم الظهر.. وتلعب الدبلوماسية بلغتها الرشيقة و مقابلاتها الانيقة دورا مفصليا في خفض هيجان التهور و الرعونة ليعلو صوت العقل وتتصاعد انفاس الحكمة.
فالذين عابوا على وفود الحرية والتغيير حركتهم خارج الوطن لاحتواء كارثة الحرب و استقطاب الدعم لمنكوبيها من الجرحى والجوعى والمشردين و المتضررين.. لم .. ولن يفهموا بعد ان من يشعل الحرب لا يمكن ان يعمل على اخماد نارها.
فطفق بعض الكتاب من دعاة الحرب وقد تيقنوا من النجاحات الدبلوماسية لتلك الوفود وقد اخترقت حتى المعاقل التي كانوا يظنون استعصائها على قحت مثل الدوحة المحسوبة على تيار الاسلام السياسي لدرجة ترحيبها بوفدها بكل هذه الحفاوة التى تحسر لها من ظنوا ان النتائج ستكون على هوى امنياتهم ولكن قطر تعاملت بطريقة غاية في لباقة الضيافة.. التي جرحت كبرياء بعض الذين سعوا لتخريب ندوة الوفد. المحضورة فتصدى لهم امن الدولة المضيفة بالطرد من القاعة التي دوت فيها حناجر الثوار بشعارات جعلت من يسمعها يظن انها تنطلق من ندوة في احدى قاعات بري الثورة!
فشتان بين من يعجز عن الخروج ابعد من ارنبة انفه المشتاق لرائحة البارود فتراه يجوب ارجاء الوطن لتجييش كتائب الفتن بذرائع اكل الدهر عليها وشرب وألا لما كانت راكوبة الانقاد قد اخترقتها سيول السحاب التي انهالت عليها من علياء الغضب الكامن في سماء المفاجأة ولم يستطع اولئك الذين استظلوا برقراقها عقودا ان يسدوا ثقوبها اويحموها من التهالك!
وحتى قناة الجزيرة وجدت ضالتها في خطاب ممثلي الحرية والتغيير الذي اتسم بسرد الحقائق الهادي والرزين المتزن بعيدا عن لغة التهريج واساليب التخوين و النعت بالعمالة التي درج على التشدق بها من ظلوا جاثمين على انفاس الشاشة و يؤذون المسامع والعيون بالذي مله وضاق به حتى الفضاء على سعته!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى