الأعمدة

التقنيه العالمية والقبائل السودانية / اللواء م معتصم الكجم

عنوان مدهش ومثير يشير الي فهم ومنطق التطور في العالم الاول والتخلف في دول العالم الثالث ومنه السودان بجغرافيته الممتده شمالا وجنوبا،شرقا وغربا شعوب مستعربه وشعوب افرو عربيه كلها متخلفه وموغله في التخلف والجهل ،تغني لها الحكامات اشعار الفراسه وينداح فيها الناس طربا وجهلا طولا وعرضا هذا شمالي وهذا من الغرب وذلك من الشرق واخر جنوبي امتزجت فيهم روح القبليه والجهويه تشتم فيها رائحه نتنه وغباء مستحكم لافرار منه هذا شايقي وذلك فوراوي وهذا كذا وذلك كذا ……اكثر من خمسمائه قبيله ليس لها شهره غير الغل والحسد وحب الذات والفرد وليس المجموعه والوطن الواحد الموحد.
قبل مغادره الانجليز السودان اراد حاكم مديره الخرطوم ان يختبر اثنين من السودانين لمعرفه درجه فهم و وعي السودانين بعد الاستقلال ،وضع الانجليزي طاقيته في مكان عالي وقال لهم اريد من اي منكم ان ينزل هذه الطاقيه وله جائزه قيمه حاول كل من الشخصين انزالها وكلما يقترب منها واحد الاخر يعاكسه حتي لاينال الجائزه …..نادي الخواجه احد بني جلدته ومسك بكتفه وانزل الطاقيه…وانتهي الدرس وقال للشخصين السودانين حب الذات والانانيه والحسد ملأ عيونكم وكل فرد منكم اراد ان يظفر بالجائزه لوحده لذلك لا يتقدم السودان بعد خروجنا لان روح الانانيه تتملكم كافراد وقبائل.هذا مانقراه ونشاهده منذ الاستقلال وحتي يومنا هذا.
بالرغم من امتلاء ارض السودان بالخيرات في ظاهرها وباطنها بالمعادن النفيسه والغاليه والثروات الحيوانيه والغابيه والتي لاتوجد في كثير من دول العالم الا انه لانفكر في كيفيه استخراجها واستغلالها اقتصاديا واجتماعيا ،بلد تنعم بعنصر الذهب والحديد والنحاس واليورانيوم وشتي انواع المحاصيل كيف تصبح فقيره ومتسوله ،ودول لاتوجد في ارضها شبر صالح للزراعه والرعي تجاوزت الان اقتصاديات العالم مثل ماليزيا وكوريا ودول شرق اسيا حتي رواندا الدوله الوليده التي كانت تعيش في ظلام دامس من الحروب اليوم اصبح يشار لها بالبنان تقدمت في مجالات الصناعه والزراعه.
العالم من حولنا يستثمر في العقل البشري ويطوع الطبيعه كمايريد بفضل العلم والعمل وينبذ التخلف والجهل والمرض بهذا الفهم تطور تقنيا وعلميا وتحكم فينا اقتصاديا وسياسيا استخدمنا مستهلكين ومخزون استراتيجي للمواد الخام ونحن لا زلنا نعيش في مستنقع من الحروب والجهل والكراهيه ووضع العقبات والمتاريس التي اعاقت تقدمنا ،اذا لم نترك الحسد والظلم والكراهيه ونتوج انفسنا بالعدل عملا وليس شعارا سوف يمتطي ظهرنا استعمار من نوع جديد ويستخدم بني جلدتنا اده لضربنا في مقتل نتيجه لتخلفنا وجهلنا وللاسف الشواهد كثيره بين اعيننا.
الدمار الذي اصابنا ليس الا اشاره لنتعظ ونصحي وننهض الي الامام علينا ان نزرع ونصنع ونصدر منتوجاتنا وليس خاماتنا ونجعل العلم طريقنا وليس الكراهيه والنفاق .
انهض يا انسان السودان واعي الدرس الفرصه امامك استثمرها علميا وتقنيا انك ليس اقل فهما وعلما من غيرك .

الكجم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى