أعجزهم البل.. فلماذا يزعجهم البحث عن الحل..!
الحرب ليست مباراة بين فريقين تبدأ بصفارة يطلقها الحكم لتنتهي ايا كان زمنها اساسيا او اضافيا بذات الصافرة.
فهي منزلق يزداد بلله تحت الاقدام بسيول الدماء التي تنزف قبل كل شي من عروق انسان يقتل اخاه الانسان بدواعي لا تستحق ان تزهق فيها قداسة الارواح و تذهب فيها الانفس التي كرمها المولى بالعقول لتعمير الحياة وليس لافنائها.
لقد تطاولت مدة حربنا اللعينة هذه.. وظل السجال في الكر والفر بين فريقين احدهما يدعي الانتصار الزائف والاخر ينكر الهزيمة المحتومة.
وبين هذا الادعاء وذلك الإنكار يسقط الوطن في حفرة الخسارة الفادحة ويدفع المواطنون فاتورة باهظة تجاوزت تكلفتها المقتنيات والاعيان الى دلق طهارة الدماء و اتساع رقعة ذل الشتات والتشرد.
ويقف الان حمار دعاة البل والجغم عند عقبة الحيرة بعد ان عجزوا عن حسم السجال لصالحهم رغم الاندفاع نحو التحشيد الانفعالي و الصرف على الاستنفار التنظيمي المؤدلج وكانهم هم من يقودون الجيش الى وجهة التصعيد وليسوا هم عنصر المساعدة والاسناد !
وهاهم الان وبعد ان قرر قادة الجيش الارتكان الى منبر التفاوض.. فاصبح القادة العسكريون في نظرهم بضربة لازب متامرين و طابور خائن بل واتهموهم بانهم باتوا اقرب الى معسكر قحت التي الصق بها ذات الاسلاميون والفلول تهمة الحرب التي اشعلوها وعجزوا عن كسبها وهاهم يولولون ويلطمون حينما لاحت نقطة ضوء لمخارج الحل في اخر نفق جدة..!
فالمفارقة ان ذات القائد العام الذي نادوه بالامس وا ( برهاناه) هاهم يقلبون عليه ظهر المجن وينعتونه بكل صفات مسيلمة. ولم يسلم بالتالي حصانهم الاسمر نائبة الكباشي.. تلءي قال لهم كلاما مخادعا اثلج صدورهم في قاعدة وادي سيدنا..قبل ان يغادرها بدقائق.. ولكنه احرق قلوبهم ما ان وطأت اقدامه قاعدة بورتسودان وهو يشير بعصاه الى جدة على الضفة الاخرى من البحر الاحمر.
فما الذي يزعجهم في وضع الخطى على طريق الحل وان طال مسير التكتم فيه.. طالما ان قبضة الجغم والبل لم تحقق لهم الحلم الذي راود خيالهم الواهم باستعادة عهدهم بالبندقية و ذلك الحكم الذي سلبوه بالسلاح ظنا منهم ان حرب 2023
ستكون سهلة مثل انقلاب 89 وان جاءت شرارة حربهم الفاشلة هذه بقيدومة انقلاب البرهان حميدتي في 25 اكتوبر..ولكن ما لبث ان لفظه قائد الدعم السريع ووجه سهمه السام الى عين ذلك الانقلاب الرمداء.
فاربك حسابات حلفاء الامس و قلب الطاولات جميعها على رأس الاستقرار في البلاد كلها بعد ان وجد فرصة ركوب الفزرة على ظهر الجيش المنقسم على ذاته بين عقيدته العسكرية الاساسية وتكاليفه الدستورية والوطنية وبين ولاء بعض صفوفه للتنظيم الاسلامي الذي استمات في تجيير ذلك الانحياز لمصلحته الذاتية تحت مظلة الدفاع عن الكرامة الوطنية.. فلم تصمد تلك الفرية التي انطلت على الاغلبية المغيبة وقد زحفت وراءهم سواقة بخلاء الكذب.. وهاهي تتكشف المسرحية الفطيرة.. وهاهم يتلاومون في قارعة الخيبة.
وتصدمهم حقيقة ان الحل في الحل الذي يزعج عيونهم بصيصى ضوءه وليس في البل الذي يملاء ذات تلك العيون بدخان الفشل.