الأعمدة

رؤى متجددة / أبشر رفاي : الجعان وفورة البرمة مفاوضات جدة والأسلوب السماوي ودخان كرادلة الفاتيكان .

????فرضت الوساطة السعودية الأمريكية لمفاوضات جدة طوقا مستحقا من السرية غير المسبوقة حول مجريات التفاوض . حيث لم تستطع اي جهة الحصول على أي خبر أو معلومة عن مجريات التفاوض لدرجة ان البعض إستفسرنا ككتاب ومحللين عن الحاصل شنو بالضبط من وجهة نظركم التحليلية لمثل هكذا سريات .
فجاء تعليقنا على تساؤلاتهم مصحوبا بالطرفة ، وذلك بالقول أن هذا الأسلوب في الفكر السياسي وعلم الإدارة المتقدمة يعرف بالأسلوب السماوي أسلوب الملأ الأعلى لتصريف شئونهم ، حيث ورد في تاريخ الخليقة والمخلوقات بأن شياطين الجن حينما أحكمت سيطرتها للتدخل في شئون الملأ الأدنى ، سعت بشكل جاد للأطلاع على أخبار الملأ الأعلى وفي سبيل ذلك أعدت منازل لإستراق السمع . ومع ذلك لم تفلح في أداء مهمتها وقد وجدت بفعلها الفضولي الخطير مايناسبها من العقاب الراجم ..
فمن باب المقاربة فأن الوسيط الأمريكي قد أعد لأجل الخصوصية والهدوء والسرية اعد منازل ناطحات السحاب بنيويوك وكذلك سرية إنعقاد الأعمال الأستثنائية بالبنتاجون وحيث البيت البيت وغيره أما بالنسبة للميسر السعودي يدرك هو الآخر من منطلق إرثه الثقافي والحضاري ، أهمية قضاء الحوائج بالكتمات حذر حسد شياطين الإنس وأصرار شياطين الجن بالإشتراك مع شاطين الأنس والأشرار عموما على الإستثمار في الفتن وإستدامتها .
وفي هذا السياق حذرنا مرارا وتكرار الميسران وأطراف التفاوض من خطورة الفضائيات الأقليمية والدولية ودورها السالب جدا والمتعمد والمتآمر غير المهني غير المحايد تجاه قضايا الأزمة والعملية السياسية والحرب في السودان ، إعلام بعضه يمثل الذراع الإعلامي التعبوي للفتنة السياسية لدرجة نافخ الكير فظل ينفخ ويتحرى نفخه القذر حتى أحرقت نيرانه اللاهبة وجمرها الوقاد السودان وشعبه الصابر ودولته الصامدة ولازال يمارس نفس الممارسة وحتى اللحظة ومتي وكيفما ما أتته الفرصة طائعة كانت أو مطوعة .
وحسب خبرتنا وتجاربنا المتواضعة حول هذا النوع من الإعلام والفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي المثيرة للجدل والتي إستمرأت الإستثمار في الفتن والحروبات والدمار وأشلاء الضحايا بلاحدود ، هذا الكلام للميسرين ضرورة الإنتباه الشديد لإستراتيجية التجيير الكامل والنسبي لبعض الفضائيات . وذلك طريق أدوات خواصة الكادر والبرامج الموجهة وتلوين الخبر والإستنطاق وإستئجار الألسن والضمائر والإستضافات والإستطلاعات المفخخة .
وعن قصة الجعان وفورة البرمة هذا المثل السوداني العريق يؤكد على صعوبة الجوع لدرجة أن الجائع لا يتحمل المدة الزمنية القصيرة والقصيرة جدا مابين فورة وغليان البرمة بمعنى القدرة وصب الدقيق لإنجاز العصيدة وبلغة الحنكشة معجنها . هذا الوضع يقابل بالمسطرة الذي يجري في مفاوضات جدة وهي مفاوضات مهما قيل عنها من سالب الحديث والتعليق والظن إلا أنها في نهاية الأمر تمثل محطة اساسية بالنسبة للشعب السوداني .
والذي من خلالها من الممكن حزم وحسم قضايا الحرب والقضايا الإنسانية . فالشعب السوداني وعلى مدى سبع شهور وبشهادة العالمين قد عاش معاناة حقيقة غير مسبوقة جراء هذه الحرب اللعينة التي ثبت بشهادته بأنها قد فرضت عليه منذ البداية ووجهت نحوه بصورة مباشرة في النهاية أحتلت منازله ومشافيه وطرقاته وزهقت ارواحه وصودرت حرياته وأنتهكت أعراضه وحرماته نهبت ممتلكاته شرد واخرج من دياره كرها وظلما وعدوانا من قبل التمرد ومشروعه الأقليمي وفوق الأقليمي الشرير . فلذلك أكثر مايهمه في مفاوضات جدة من خلال بنديها العسكري والإنساني أن ينفذ وبالحرف الواحد ما ورد ووقع عليه في إعلان جدة وإتفاقيها في ١١ مايو الماضي ، الذي نص وبوضوح تام على الخروج غير المشروط من منازل المواطنين ومشافيهم ومراكز خدماتهم واعيانهم المدنية والإنسحاب الكامل عن الطرقات والأرتكازات العسكرية
جملة هذه الإستحقاقات محمية بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وغيرها وهذه حقيقة يعلمها الوسطاء والميسرين فأي ممانعة وتردد في عدم الإيفاء بهذه الإستحقاقات المدنية والإنسانية لسبب أو آخر ، فمن واجب الوسطاء إقناع الممانع بالطرق والوسائل القانونية التي تحفظ حقه الذي يدعيه وحقوق المواطنين الطبيعة والمشروعة . وأي تدابير حازمة حاسمة لاتسمح بإذلال المواطن الأعزل وإرهابه ودهسه بقوة السلاح .
وكذلك يهم المواطن الإمتناع التام عن ممارسة سلطاته الأساسية والدستورية كسلطة عليا تمارس بإسمه تحت تحت أي قناع وكدمول .مع السماح الفوري بأدخال العون الإنساني الإنسيابي دون أي عوائق . إدخاله إلى مستحقيه العالقين بمناطق الصراع والإستضافة والمعابر الحدودية وحيث اللجوء إيصالها بلا شروط روتينية وسياسية ومسيسة .
نصيحتنا للشعب السوداني بكافة قطاعات وتنوعها العريض ونخبه السياسية والمدنية والاهلية الداعم للقوات المسلحة وهي تخوض بشرف باذخ معركة الكرامة ضد فصيلها الذي تمرد عليها يجب أن يضعوا كامل الثقة في القيادة ورمزية القائد العام مع الأبتعاد الكامل عن صور التشكيك وأجندة تسويق الخلافات والإشاعات والحرب النفسية . فأي كلام من هذا القبيل لا يصب في مصلحة الوطن والمواطن والدولة وتماسك الصفوف لتمام معركة الكرامة . والتي قلنا في قراءات سابقة بأنها لها أكثر من ثمان أوجه من بينها تماسك الجبهة الداخلية بكل مكوناتها خلف القيادة .
وإلا سيجد المواطن نفسه منساقا بالخلا الصي مثلما حدث له أول مرة مليونية في مليونية ووقفات إحتجاجبة مملة وتتريس في تتريس حتى بلوغه ترس الحرب الكبير ( والتسويه بإيدك يغلب أجاويدك ) . ومن صور معركة الكرامة القتال العسكري المباشر وعبر الكلمة وحيث التفاوض وقديما ( قالوا حلا بالأيد ولا حلا بالسنون )
وبالتالي ينبغي ان يفهم بشكل إيجابي ومن منطلق القوة والقوي ليس بشديد الصرعة كماهو معلوم في كثير من الحالات وإنما الشديد في هذه الحالة من يقنع الوسطاء والطرف الآخر بالحجة والمحجة الحاسمة بأن يلزم كل طرف مساره ويلتزم على وجه الجدية بتنفيذ ما إتفق عليه وعن قناعة تامة بأتفاق جدة في ١١ مايو وأشهد على ذلك الله والوسطاء والميسرين والعالمين
هذا وبرأينا ورأي الأغلبية المطلقة من السودانيين بأن قضيتنا وأزمتنا الوطنية بالأساس قضية إجتماعية سياسية دستورية . قابلة للحل ولكنها بدخول عامل الأجندة الداخلية والخارجية تعسكرت على شاكلة ماجرى ويجرى الآن بين القوات المسلحة وفصيلها الذي ولد ونشأ وترعرع في كنفها تحت أكثر من مسمى آخره الدعم السريع وهذه التشكيلات والأطر العسكرية معروفة في تاريخ الجيوش الوطنية المهنية الدستورية على نطاق دول العالم . وفي تاريخ قوات الشعب المسلحة السودانية العريقة حملت عدة أسماء ومسميات تعمل وفقا للقانون وتراتيبية الضبط والربط وتسلسل مسار عقد التعليمات ومن مسمياتها المتحركات والقوات المشتركة وقوات الردع والقوات الخاصة وهيئة العمليات وإحتياط القوات وإحتياط الإسناد الشعبي للأعمال العسكرية والمدنية عند الطوارئ وغيرها من التشكيلات المتخصصة والمؤقتة للمنظومة العسكرية والأمنية .
وفي حال الرجوع للحق والحقيقة والقانون والمهنية البحتة وتحرير الحرب كما قلنا من الأجندة السياسية الداخلية والخارجية والأطماع والطموح المفرط يمكن حل الإشكال داخل البيئة العسكرية وفقا لقواعد وأساسيات المهنة وإستحقاقات الدستور والقانون وشرف الوطنية والمواطنة .
وعن موضوع دخان كرادلة الفاتيكان وعلاقته بمايجري من سرية وتكتم حول مفاوضات جدة . دخان السادة الكرادلة هو عبارة مؤشر ورمزية دينية مسيحية ترمز إلى توافق الكرادلة على إختيار بابا الفاتيكان الجديد . حيث جرت التقاليد المسيحية حينما يشغر منصب بابا الفاتيكان باي من الأسباب المعتمدة ، يدخل مجمع الكرادلة على مستوى العالم في إجتماع مغلق داخل مقر البابوية بالفاتيكان وسيظل المجمع في حالة إنعقاد متواصل ولو بلغ ذلك الأسبوع دون أن يخرج احدا منهم حتى الإتفاق على البابا الخلف والذي يشار إليه بأطلاق إنفاس دخان كثيف من أعلى قمة مبني جلسة الأنعقاد أعلانا بإختيار البابا الجديد ، وهي لحظات عصيبة سيظل ينتظرها ويترقبها عن كثب طيلة ايام الأنعقاد أتباع الكنيسة وبعدها تنطلق الإحتفالات والتبريكات .
هذا المشهد نراه ينطبق تماما على حالة المفاوضات الجارية الآن بجدة وسط تكتم رهيب لا أحد يدري حتى اللحظة هل هذا دليل حرص على النجاح كما يفعل السادة الكرادلة ، ام هو مؤشر لتكرار الفشل الذريع الذي يشمل الجميع وبلا إستثناء ولكن صحيح بنسب متفاوتة قياسها الحقيقي العجر والفشل في تنفيذ ما أتفق عليه مسبقا في إعلان وإتفاق جدة .
فمن الممانع والمتمنع والمتردد عن الإلتزام بوعده الذي قطع ، ومن الذي يقف من وراء تعطيل ومرمطة المنبر بهذه الطربقة المهينة المذلة أمام مسمع وبصر العالم فهل يعقل أن المسألة قد تجاوزت عمق السعودية والاعماق الأمريكية . وإن كان ذلك كذلك فما السبب ، هل عجز ام عدم رغبة ام لشئ في نفس يعقوب .
الكل يأمل نجاح منبر جدة خاصة هذه المرة وفي حال فشله بإلإطالة والمماطلة والإستطالة ورفع الجلسات بغرض التشاور مع طول هذه المدة وبحضور الإتحاد الأفريقي والإيقاد والميسران السعودية والولابات المتحدة الأمريكية .
هذا يعني بالنسبة للشعب السوداني وبرأي مثله العريق ( حسادك أجاويدك ) وكما يقول اهلنا في تلودي ( جودية المرأة لو كربت الضحى وراها راجل ) والرجال نوعان راجل محرش بضم الميم وهو من داخل بيئة المحارم . وآخر مطمح بضم الميم الأولى وكسر الثانية وهذا من خارج بيئة المحارم . والتطميح يعني العمل على إخراج المرأة من عصمة زوجها بتقديم عروض ومغريات تفوق واقعها عن حقيقة ودونها ومن أقوالهم كذلك ( الله يكضب الشينة ودم الرأس مابخطا الأكتاف ) ويقول الشيخ الورع رحمه الله من حكماء تلودي الشيخ عمر هرون فالناس يمكن أن تكذب وتتحرى الكذب ، إلا
الأيام لا تكذب طال زمنها أو قصر وكلامه صحيح ١٠٠% فمن الأيام . الايام الغالية والخالية ويوم الرحيل ويوم الوعد واليوم الموعود …
ولسع الكلام راقد. ومرقد حول معركة الكرامة فرع منبر جدة مرقد بسفروق دار مساليت في معركة دورتي التاريخية ضد الغزو الفرنسي كان صاب سلاح وكن جلا عود وراح . …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى