الأعمدة

رؤى متجددة / أبشر رفاي : بمبر جدة

????ثبت بما لايدع مجالا للشك بأن الأمثال الشعبية المعتقة أصدق تعبيرا وأدق تفسيرا من الكتب ، منها رأي المثل الشعبي السوداني الحكيم ( الطول فين الهول ) فمن طول وهول منبر جدة المدة الطويلة التي إستهلكها مقروءة بتكتمه الشديد حول موضوع واضح وجلي ومحدد لايستحق كل هذه المدة والتدابير والإجراءت السياسية والتنظيمية بالغة الملل .
بندان فقد سبق تم حزمها وحسمهما في إعلان وإتفاق جدة في ١١ مايو الماضي ٢٠٢٣ الموقع من قبل الطرفين عن قناعة وارادة ووعي تام دون أي ضغوط وإملاءات بشهادة الوساطة السعودية الأمريكية .
البند الأول يتعلق بالتدابير والإجراءات الخاصة ببيئة الحرب والإقتتال واثرها المدمر على حياة وأوضاع المواطنيين الأبرياء العزل . والبند الثاني بند التدابير والإجراءات المتعلقة بمخاطبة الإحتياجات الإنسانية العاجلة للمواطنين المتضررين بمواقع الصراع والإستضافة بالولايات والمعابر وحيث اللجوء ..
وهنا نذكر الجميع حينما إنسحب وفد القوات المسلحة بعد أن قيد ملاحظاته في مذكرة حول طبيعة التعامل من جانب الطرف الآخر مع الإتفاق والتي دفع بها للوساطة .
قامت الدنيا ولم تقعد متهمة القوات المسلحة ووفدها وكذلك الأسطوانة التقليدية المشروخة سلما وحربا ( إسطوانة الفلول النظام ) والذين لم يمنعوا أحدا من الإيفاء بإلتزاماته الأخلاقية والوطنية المنصوص عليها في إتفاق جدة هذا إن كان في الأصل لقصة الوطنية بقية .
وعندما عاد اليوم وفد القوات المسلحة برئاسة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم بعد تسلمه دعوة رسمية من الميسرين القيمين على منبر جدة ركز الوفد وشددة على أن يكون في مقدمة جدول أعمال إستئناف المفاوضات ذلك الذي إتفق ووقع عليه في إعلان وإتفاق جدة في ١١مايو ٢٠٢٣ ( الإتفاق وفشل التطبيق ) .
وبتالي لا معنى لأي مفاوضات جديدة في ظل عدم الإلتزام بتطبيق بما إتفق عليه سابقا . وهذه عين الحقيقة وبتالي كلام وفد القوات المسلحة وفد الدولة والحكومة صحيح ١٠٠% . ومن الأمثال الشعبية التي تتماشى والطبيعة السلحفائية الغامضة لمنبر جدة ( الكابسك مابسمع جعيرك ) لأن الهدف الذي يرمي إليه أبعد من ذلك . فاليوم أمراء الحقيقيون هم من يسعون للتضييق على المواطن بإعمال أقسى واقصى درجات التضييق وذلك بإطالة أمد الحرب وآثارها بعدة طرق وأساليب إلتوائية بالغة الخبث والمكر الشديد . وإلا كيف يفهم بأن إعلان ووثيقة جدة أكدت وبشكل صريح لا لبث فيه على وقف إطلاق النار للأغراض الإنسانية أو وقفها بصورة مستدبمة بغرض وقف الحرب والعدائيات نهائيا ، وإخلاء منازل المواطنيين والأعيان المدنية والإرتكازات العسكرية المعيقة والمقيدة تعسفيا لحرية تنقلهم الطبيعية ، وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية .
هذه نقاط لا تحتاج لأي تفكير وتذكير وكلام كثير ، ولو في عقبات وقفت في سبيل تنفيذها بخلاف الرجوع والتراجع عنها بالأساس . فهذه قطعا هي مسئولية الوسيط والميسر بلا أدنى شك . وعن الحجج والمحاججات التي ظهرت من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، والتي لم يتم التحقق عن مدى صحتها بعد ، والتي تفيد بأن بند الخروج من منازل المواطنين التي أخرجوا منها قسرا وقهرا تم ربطها بالتشاور معهم هذا كلام غريب للغاية ويعبر عن حاجات كثيرة تدور حول جدية وحيادية وشفافية وإخلاقيات منبر جدة . والذي إذا ما سار على هذه الوتير الغامضة الخطيرة لا محالة سيتحول بالمفهوم السوداني من منبر جدة إلى بمبرها . حيث سبق أن حذرت الرؤى المتجددة الشعب السوداني قبل الحرب بفترات طويلة حذرته من خطورة ( السبعة الكسرو البمبر ) خطورتهم على مجمل الأوضاع في السودان . والسبعة هم الثلاثية زائدا الرباعية سواء كانوا في الظاهر أو من وراء الكواليس..
وكذلك الحديث عن ظهور ظاهرة سياسية الجديدة بمبر جدة وهي ظاهرة التمنع والتملص عن الإيفاء بمستحقات بند أخلاء الأعيان المدنية ومؤسسات الدولة بحجة أنها من مكتسبات الحرب ، وهذا أيضا كلام غير صحيح مجافيا ومجازفا للحقيقة . فالحقيقة التي يعلمها الجميع بأن الأعيان المدنية ليس لها أي علاقة بالحرب . بل حتى مؤسسات الدولة لم يتم السيطرة عليها من خلال معارك حربية وإنما من خلال عمليات إدارية تنظيمية تأمينية طبيعة داخل بيئة المنظومة العسكرية والأمنية قبل وبعد التغيير وذلك في إطار حركة دولات الدولة وبثقة ومسئولية وطنية على الاقل في الظاهر قبل وقوع هذه الفتنة التاريخية الكارثية المركبة .
والتي لاشك ( واللوم وجع بطون ) تتحمل وزرها جهات محددة ، أولها الخلل التراكمي المتعمد من قبل مركزية الدولة في عدم إيجاد حلول عادلة مستدامة لقضايانا الدستورية العالقة منذ فجر الإستقلال . والتي أصبحت على مدى عقود خميرة عكننة ضد عمليات الإستقرار المستدام . وعلى خلفيتها ومن منصتها تنطق وتنطلق حركات التمرد في كل الإتجاهات وكذلك بيانات الإنقلابات السياسية الحزبية المعسكرة . وغلطة الشاطر بالغة الحساسية التي إرتكبتها العقلية الإنكفائية لمركزية الدولة للتعاطي مع الإحداث ومجرياتها بطريقة غير محسوبة . وكذلك الإنتهازية الخطيرة التي إصطادت في مياهها العكرة مستثمرة في الأوضاع المضطربة بطريقة غير مسبوقة . ثم الأطماع السياسية والتدخل الأجنبي الإستئصالي الإحلالي الخطير . ثم الدور السالب الذي لعبه بعض المواطنين الذين جيروا أنفسهم عن عمد وغفلة أدوات لضرب وطنهم ودولتهم فصاروا ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أعداءهم وآخرين من دونهم ) .
أما عن رأي المثل الشعبي الرعوي ( البحاوت الجافلات بيلقى الجفلن ) فمن المؤكد في حال فشل منبر جدة فشلا صريحا أو مغلفا مكدملا بأكثر من كدمول (والوسطاء والميسران عصبة ) هذا يعني بالسوداني الدرب دخل الحوش وحينما يدخل الدرب بمعنى الأثر في ديار أحدكم لا من قصاص ومخرجا له أفضل من صاحب الديار . وفي حال تمنعه فهو من المتورطين . وفي السياق نهدى قيادة الدولة ووفدها المفاوض شئ من مهارات (محاوتت الجافلات ) مدعمة بقصة جدنا نورالدين الكاقور ، ول مقدم الرصاص ، قطاع الشك ، وهو من أحفاد ثوار ثورة تلودي ضد الإستعمار البغيض ١٩٠٦ )
تقول القصة بأن رجل قد طلق زوجته لسبب لا يرقي للطلاق ، فظل الرجل نادما على فعلته الحمقاء ، حيث لم يدع جودية إلا وبعث بها إلى مطلقته كلها باءت بالفشل . حتى نصحه أحد الأجداد يلقب ( ببرأيا سمسم ) دلالة على حجم الآراء التي يتمتع بها في إعمال الحلول وحل المشبوك ، قال له أذهب إلى نوردين الكاقور بمعني الرجل القديم العجوز الذي لايظهر عنده الكبر وأحيانا يقال له الحجيري .
ذهب الرجل وجلس إلى جدنا نور الدين الكاقور فحكى له قصة مطلقته كاملة .. بعدها بوحر بمنعى نظر مليا إلى الأرض بوحر جدنا نورالدين فقال للرجل ( المره المرأة ) دي ما بترجع ليك ، وإن كان من فرصة للرجوع إلا بواسطة رجل واحد فقط وهو الوحيد الذي يمكن أن يرجعها لبيتها . فقال لجدنا نورالدين الكاقور ، من هو هذا الرجل قال له أكثر الرجال انت تكرهه بشدة ، قال فكيف يردها لي وأنا أكرهه وربما يبادلني نفس الشعور ، قال له جدنا الكاقور وهو يحاوره المهم أنا وربتك اعمل البريحك .
فأخذ الرجل بمراجعة قائمة الرجال الذين يكرههم بشدة ، في النهاية بعد حصحصة وتمحيص شديد إستقر على أحدهم . وعند العشاء لبس ( حجباته ووضع سكينه على ضراعة وطق عصاته المضببة ) فذهب إلى حيث ضرا الرجل المكروه ، جلس بالقرب منه ثم فاجأه بالقول بأنه يتوسل فيه الخير للسعي لإرجاع زوجته الطالق لبيتها ، تردد في بادئ الأمر قائلا . ألم ترسل لها من قبلي أي جودية ، قال بصراحة لم أدع جودية إلا وأرسلتها كلها باءت جهودها بالفشل . فالخير فيما بختاره الله . صمت الرجل برهة ثم قال خير سأذهب الآن وقبل أن ينفض سامر الضرا ، واحد من إثنين إما جيتك بالفأس وعودها بمعنى النجاح .
أو بعود الفأس إشارة لفشل المهمة . بالفعل ذهب الرجل إلى أسرة المرأة الطالق في لباس أجواد طالبا مراجعتها وفي ذلك خير ، فجلسا والمرأة الطالق بفناء الحوش طالبا منها لو تقدره وتحترم العهد الذي بينهما أن ترجع لبيتها الليلة قبل الغد . فقالت له في كلمة واحدة هل هو كلامك ورأيك النهائى قال نعم ، قالت كل شئ قد إنتهى . وسأعود إلى منزلي توا الآن وبالفعل رجعت لبيتها ورجع . وصاحبنا إلى الضرا أخبر زوجها بالذي تم ، لكنه للأسف حرد العشاء بحجة عندو قبضة .
أما الزوج قبض وتعشى وعاد إلى بيته مسرعا مبسما وهو فرحان . هذا قليل من كثير جدنا نور الدين الكاقور قطاع الشك وأخويه قدام أبوالمنو وجدنا محمد بضم الميم محمد كملته خال ام غلا واحد وبلا كلما ضلع حسو طلع لولا العرجة بستاهل الدرجة … من حكمهم ( ثلاثة مابدور الخراب سيد المال ، بيت الحكم ، وأبو العيال الصغار …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى