الأعمدة

نظرية “خنق آخر قحاتي بمصران آخر دعامي” لم يعد بالإمكان تبنيها لانه لم يعد لها ارجل تستوي عليها

نظرية “خنق آخر قحاتي
بمصران آخر دعامي” لم
يعد بالإمكان تبنيها لانه لم
يعد لها ارجل تستوي عليها بعد الذي جرى
ويجري في مناطق عديدة من
البلاد التي باتت في معظمها تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع وتلك التي لم تسيطر
عليها لم تعد في مأمن .. مشاهد النزوح من القطينة مساء امس وصباح اليوم تكشف حالة عدم الثقة المسيطرة الان على المواطنين وهذه لعمري
أن تمددت لن تتبدد بسهولة.
لايزال الكيزان وقليل من المواطنيين يعيشون حالة إنكار تمسكا بأن الدعم السريع لابد أن يحسم عسكريا بينما الجيش يوالي انسحابه من مواقعه واخرها خزان جبل اولياء الذي صحونا عليه اليوم .. كانوا في البدايات يحدثونا عن ساعة النصر وتجهيز الاعلام وتحديد الايام وحدثونا ان قيادة المليشيا قد قتلت وان جنودها باتوا جزرا معزولة وفاقدين للقيادة والسيطرة وكلها ايام سينسحبون من الخرطوم التي ستودع التمرد للأبد وسيطرت هذه النظرية لفترة وبات يرددها الكثير من المحللين ووقع ضحية لها خبراء، عسكريين ذوي وزن من أمثال اللواء امين مجذوب وعندما تطاول الزمن خرجوا علينا بنظرية( الانتشار لايعني السيطرة) ولاكوها لفترة ومن ثم قيل أن البريقدار وصلت وان مسير العمليات سيتغير، امضينا كم اسبوع في انتظار تغيير المشهد لم يتاتى طلعنا من البريقدار ودخلنا الي قصة “برهان فك اللجام” وكان الحديث كله عن أن قيادة الجيش هي من تؤخر النصر حتى انسرب الحديث للعساكر أنفسهم وتظاهروا أمام القائد العام في سابقة هي الأولى بتاريخ المؤسسة العسكرية فتحدث القائد العام مبرئا نفسه من فرية انه ممسك بلجام المؤسسة العسكرية وقال فيما معناه “اذا عايزين تمشوا قدام اليوم امشوا”.. وفعلا تم تغيير قيادة الجيش في وادي سيدنا، فكان نتاج التغيير هو الاستجابة لطلب الكيزان المتهور بهدم كبرى شمبات لتحرير ام درمان فلا ام درمان تحررت ولا احتفظنا بالكبري.
والآن يغالطون الواقع ودخلت قاموس الحرب عبارة “الليلة الشغل في المنطقة الفلانية حلو” .. كل ذلك و المواقع العسكرية تتساقط واحدة تلو الأخرى وجميعهم يمارس سياسة الهروب الي الامام في كل يوم يختلقون كذبة جديدة في انتظار طفل الفرعون ليخبرهم انهم الان عراة بلا خرقة تداري سوءة العور الذي يعتريهم..
من المبتدأ هذه الحرب تشكلت ملامحها وتكشفت نتائجها بأن لا حسم عسكري لها ولا منتصر فيها فلا تقدم الدعم السريع الماثل الان يعني النصر سيكون له ولا تراجع الجيش يعني أن الهزيمة حتمية.
كل ذلك سيطيل أمد المعركة وسيضع البلاد أمام ميلاد مليشيات جديدة،وملامح تقسيم البلاد الي مناطق نفوذ بدأت في التشكل، وبلاشك ستتغير طبقا للتغيرات على الأرض فلا الدعم السريع سيكون هو الدعم السريع ولا المؤسسة العسكرية ستحافظ على تماسكها الي النهاية كجيش قومي وطني واحد موحد .
وربما نصل في لحظة ما الي أن كل ولاية ستحافظ على القاعدة التي هي فيها وستكون جيشها الذي سيحميها من هجمات جيوش المناطق الأخرى.
هذا السيناريو وارد ووارد جدا حال الاصرار على استمرار هذه الحرب تحقيقا لرغبة فئة قليلة لم ترعوي لانه لم يعد فيها رجلا رشيد يهديها الي سواء السبيل.
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى