هل يمكن تحرير التراب وهيبة الجيش من على البعد..!
بخروج الضلع الرابع للحاكمية العسكرية وهو الفريق ياسر العطا و الذي تناقلت الاخبار وصوله الى العاصمة البديلة بورتسودان.. تصبح العاصمة المفرغة من مبناها ومعناها الخرطوم بلا سلطة سياسية ولا قيادة عسكرية.. اللهم إلا اولئك الاحترافيون من العسكر الذين تملي عليهم عقيدتهم القتالية ان يكونوا في واجهة الخطوط يتقدمهم او يتبعهم لا فرق في ذلك كتائب الظل و الفرق الجهادية الاسلامية واولئك الاغرار من المستنفرين وبعض مروجي الانتصارات الاعلامية المضللة عبر الاسافير من مدن العالم المخملية و الذين يرون في الخرطوم السودان كله دون ان ينتبهوا الى ان اجزاءه تتساقط تباعا في سلة الدعم السريع و الحاميات العسكرية التابعة للجيش تؤثر السلامة والنجاة بالارواح عوضا عن خيار التهلكة التي تتهددهم في ظل ضعف او غياب مدخلات الحرب التي ليس من بينها طبعا عدم بسالة الجندي السوداني ولا خبرته القتالية ولكن بسبب واهمال القيادة التي ظلت لاهية بالاختباء خلف انانيتها ونرجسيها والتي زادت طين خيبتها بللا بان دفعت بها للتوجه شرقا حيث الدعة و الراحة بدلا عن توجهها غربا لاستعادة وحدة التراب ولملمة هيبة الجيش التي تساقطت تحت احذية التمرد الغاشم!
فاذا كان قصر نظر جماعة البل والجغم من مقاتلي الجهاد المزعوم جعلهم يحصرون اهتمامهم في تحرير الخرطوم وكأنها سدرة الظفر الاهم دون غيرها من باقي غلاوة ذلك التراب وعزة جيشه الوطني فليس من اخلاق القادة العسكريبن الذين فرضوا انفسهم كسياسيين بمنطق الانقلاب ان يولوا الادبار متخلين عن مسئؤلياتهم في حومة الوغي التي ادخلوا فيها البلاد وفتكوا فيها بارواح العباد البريئة و شتتوا استقرارهم في كل واد!
فهيبة الجيش واستعادة حامياته وعودة المدن المجروحة الكرامة في غربنا المأووم لن تتأتى بدخول جبريل ومناوي في الدقائق الاخيرة من السجال لتحقيق الهدف الذهبي المستحيل. والذي ينتظره قادة البلاد العسكريون ليشاهدوه على البعد من بورتسودان بكبسة زر جهاز التحكم من على البعد عبر الشاشات المشغولة اصلا بغزة وما يجري فيها من صراع بين حق يصارع باطل.. بينما اصبح العالم من حولنا متاكدا وهو ينظر الى حقيقة ما يجري بين فريق البرهان و منتخب حميدتي باعتباره محض صراع بين باطل وباطل في ظل غياب الحق.. وهو مفقود يا ولدي مفقود طالما ان حكمة القيادة هي اهم المفقودات!