الأعمدة

ياسر العطا.. غاب دهرا.. وأحرز صفرا..!

اذا كانت عقلية مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا على شاكلة هواتف المحتالين وهمباتة السوق الذين يستخدمون فيها عدة شرائح لخداع ضحاياهم من المتعاملين معهم او الدائنين لهم بحيث يبدلون في كل مقام شريحة مختلفة.
فليعلم سيادة مساعد القائد الهمام ان للتاريخ وخاصة القريب منه شريحة واحدة تتراكم الثابتة فيها الصور والاحاديث المرصودة دون تزييف او تحوير او مسح.
فالكل تابع تلك الخطب التي كاد ان يرقص فيها العطا طربا ببزته العسكرية و رتبته الرفيعة وهو يمدح قائد الدعم السريع.. او يقف وراءه تسليما برفعة منصبه السيادي بل و انحناءا للرتبة العسكرية الممنوحة لحميدتي سفاحا و غير المستحقة اكاديميا!
بل كل تصريحات ذات العطا مشيدا بنزاهة وبياص اكف اعضاء لجنة تفكيك التمكين ومدحه لعفتهم السياسية تقربا للحرية والتغيير و الشارع الثوري وقتها هي الاخرى حاضرة في ذاكرة الايام وهم ذاتهم الذين عاد ووصفهم امس بالعملاء عبر شريحة نفاقه الجديدة توددا لفلول النظام السابق و الحركة الاسلامية ظنا منه انه قد بات قاب قوسين او ادنى من تحقيق نبوءة الراحل صدام حسين له بانه سيكون رئيس السودان في يوم من ايامنا السوداء.. في ظل تسرب ما يدور في كواليس العسكر عن انفلاق القوات النظامية الى فسطاطين احدهما في صفوف الجيش يساند الفريق البرهان الذي بات غير موثوق في تقلباته مواقفه وتحركانه من طرف حلفائه الاسلاميبن و فسطاط في جهاز الاستخبارات يبحث عن بالون بديل يعبئه بهواء احلام اليقظة و طموحات الانتحار بقرون الوهم ويرى الاسلاميون ان تلك المواصفات تتوفر بكل المقاييس في شخصية الفريق العطا التي تتلون حربائيا حسب تبديل شريحة.. كل مرحلة.
لذا فقد تحمس الرجل باطلاق تصريحاته بالامس مدفوعا من الذين يقفون ضد لجم شيطان الحرب و يسعون الى قطع الطريق امام ترميم علاقات البلاد مع الدول التي تدور حولها الاقاويل بدعمها لقوات الدعم السريع وهي مساع تحرج قائد الجيش شخصيا الذي يستميت في جولاته نحو تلك الدول بحثا عن تثبيت شرعيته المسروقة من خزينة الثورة و بالتالي سد فجوة الفراغ الدبلوماسي التي سببتها العزلة و يعاني منها السودان اقليميا ودوليا وتمهيدا منه لفرش بساط عودة الدعم للإقتصاد الذي افتقر دم شرايبنه بسبب الانقلاب و زادت عليه منصرفات الحرب وعبث الفكي جبريل كيل قافلة كاملة وليس بعيرا واحدا من الأفقار.
لقد غاب الفريق العطا دهرا وجاء ليحرز صفرا كبيرا في سجال شرائح عقله الواهم بخداع ذاكرة التاريخ التي لا تنسى و لا يطمس محتوياتها الزمن. ولعل قادم ايام الرجل حبلى بما سيستجد حول مستقبله في كابينة القيادة السيادية و صفوف الجيش المأزووم بحربه العبثية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى