تقارير

المؤسسة العسكرية وتنظيم الجبهة الإسلامية (الكيزان)* ✒️ *بقلم العميد م أحمد آدم عوض*

*تعتبر المؤسسة العسكرية من أكثر مؤسسات الدولة السودانية تضرراً من نظام الإنقاذ الذي حكم السودان الفترة من الثلاثين من يونيو 1989م حتي الحادي عشر من أبريل 2019 ،، نخرت في جسدها حتي لامست العظم ،، معروف في كل الدول أن الجيش هو صمام أمانها والجهة القومية التي تنصهر فيها بوتقة أبناء الشعب الواحد دون تمييز لعنصر أو عرق إو إنتماء لقبيلة أو تنظيم ،،، جاءت الإنقاذ إلي الحكم وهي تتدثر بثوب القوات المسلحة ولكنه كان غطاءاً لتنظيم الجبهة الإسلامية ونذكر مقولة عرابها حسن الترابي المشهورة للبشير ( أذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً ) ،، في ذلك التاريخ كان الجيش منشغلاً بالقتال في جميع مسارح العمليات ويعاني الأمرين من إهمال وتردي أوضاعه ومتمردي الجنوب يتمددون في المناطق المختلفة ومذكرة القوات المسلحة المشهورة لحكومة الصادق المهدي التي عكست ذلك الوضع المتردي والحال الذي وصلت إليه البلاد وقواتها المسلحة*
*لذلك عند إذاعة البيان الأول بواسطة مجلس قيادة الثورة كان العسكريين الأكثر فرحاً والأكثر إستبشاراً بهذا التغيير ،، خاصة المقاتلين في مناطق العمليات ،، لكن سرعان مابدأ المخطط في التنفيذ للنيل من المؤسسة العسكرية ،، فتمت المصادقة علي قانون إنشاء قوات الدفاع الشعبي الذي كانت في ظاهرها السند للقوات المسلحة ،، ولكن في باطنها هي البديل لها ،، ونشأت منسقية الدفاع الشعبي ومنحت سلطات وصلاحيات وإمكانيات واسعة ،، في البداية نسب لها ضباط معاشيين وفي الخدمة ( أغلبهم يتبعون للتنظيم ) ،، بعد أن تكشفت الأقنعة ظهر مسمي ( المجلس الأربعيني ) وكان العدد مجرد رمز ولكنه ضم المئات من الضباط ،،*
*وظهرت تقسيمات أحدثت خللاً في هرم التراتيبية العسكرية كالأتي:*
*1. ضباط أساساً كانوا تبع*
*التنظيم منذ المدارس*
*الثانوية*
*2. ضباط تم إستخدامهم لمرحلة معينة وكانوا يحسبون إنهم أصحاب حظوة وتقربوا بشتي السبل ونفذوا كلما طلب منهم وبعد ذلك تم ركلهم خارج المؤسسة العسكرية بعد أن إستنفذت أغراضهم*
*3. ضباط متملقين متسلقين لايفرقون بين الحق والباطل*
*وهؤلاء كانوا أكثر ضرراً وتأذي منهم الكثيرين من إخوتهم وزملائهم*
*4. بعض من القادة كانوا ضعاف أصحاب مصالح إنحنوا للعاصفة بل كانوا مطية للأصناف المذكورة أعلاه لتنفيذ أوامر التنظيم في المؤسسة العسكرية*
*بعد ذلك تم تنسيب مايسمي بالدفع الفنية والذين بعد إنخراطهم في سلك العسكرية تلقوا الدورات الحتمية حتي لاتكون للغير حجة بعدم الكفاءة عند إنخراطهم في تسلسل الهرم العسكري*
*مع كل ذلك كان هنالك ضباط كثيرين محترفي عسكرية سلماً وحرباً ،، والذين حاول التنظيم إبعادهم عن المؤسسة العسكرية بشتي السبل وصلت إلي درجة تقارير من جهات مدنية ( اللجان الشعبية ) في ذلك الوقت ،، وأحايين أخري بتلفيق تهم الإنقلابات أو الخيانة وسنورد ذلك بالتفصيل لاحقاً*
*بالرغم من ذلك إستمر منهم الكثيرين في الخدمة الشئ الذي حافظ علي صلابة العمود الفقري للمؤسسة العسكرية وقوته ووقوفه في وجه كل رياح التغيير*
*نواصل*
#قلبي_على_وطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى