الأعمدة

التنفيس عند الاحتضار !

البرهان قبل أن يذهب للتوقيع مع مليشيا حميدتي في جدة بسقف..
( الطلوع من بيوت الناس ) يحتاج لعمل عسكري في الخرطوم ، وخطاب “تنفيسي” للاحتقان الشعبي والعسكري .
العبارة أعلاه أطلقها الإعلامي المناصر للحركة الإسلامية الاستاذ الطاهر حسن التوم من مقر إقامته في الخارج منذ اندلاع ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظام الإنقاذ الذي كان الرجل أحد تروس آلته الإعلامية .
ولعل عبارته اليوم تأتي انعكاسا لحالة خفوت الحماس التي كانت تطلقه قناة طيبة المعلومة الاتجاه ولطالما كانت تحض القوات المسلحة وقائدها الفريق البرهان على فك اللجام و الذهاب في الحرب إلى اخر مدى ولو أدى الامر إلى القضاء على اصغر عود في سقف الوطن المتهالك طالما أن ذلك سيدمر صنيعة الحركة الإسلامية ونظام الإنقاذ وهي مليشيا الدعم السريع وبالتالي سيحرق من منظورهم قلب الغريم اللدود الذي قاد الشارع لاقتلاع نظام الإنقاذ وهو تحالف الحرية والتغيير ..من منطلق حقد الإسلاميين على ذلك التحالف ربما أكثر من كرههم لحميدتي و مليشياته نفسها !
ولعل ما بلغه مؤيدو البل والجغم من حالة احباط نتيجة انفلات وترهل زمام الحرب وتشتت جمرها في مناطق حساسة من جسد الوطن العزيز جراء تطاول امد المواجهة التي ظنوها في بداية انطلاقها ستكون سياحة قصيرة ومن ثم تعود عقارب الساعة إلى ما قبل سقوط الإنقاذ ولقد بلغ بهم الحماس حتى قبل شهرين من الآن او دون ذلك أن ظلوا يعارضون مبدأ التفاوض في جدة أو غيرها لثقتهم في الانتصار على الدعم السريع وان طال أمد القتال .
الان اللغة اختلفت عند جماعة الطاهر حسن التوم الذي يقول صراحة للبرهان ..عليك أن تبادر و تلحق باستعادة حماس الشعب الذي بدأ في الفتور واليأس حيال كثرة الوعود بالحسم الذي أخفق فيه الرجل حتى على مستوى مساحة الخرطوم المحدودة وقد غطى دخان معاركها عن ناظريه وهو في بورتسودان ما يجري من تساقط لحاميات جيشه في مساحة تمثل ربما ثلث خارطة الوطن غربا .
بل إن ولاية الجزيرة نفسها القريبة من العاصمة ظل يتمدد فيها طموح الدعم السريع الذي تغول على أجزاء منها ليست بعيدة عن عاصمتها ود مدني التي آفاق لها الرجل اخيرا من سكرة انحيازه لرقعة معينة في الجانب الشمالي من البلاد ليزورها بالامس و ليخطب فيها بلغة الحشاش بالذقن كما يقول المثل الشعبي.. سنفعل وسنحرر و سننتصر و سنطرد و س وس وس إلى اخر س وس الوعود الرنانة !
فبالتالي فإن كلام الطاهر إذا ما قيس على وعود البرهان الحماسية وسط الجنود والذي لم يعقد حتى الآن وفي اي مكان اجتماعا جماهيريا واحدا لما أسماه الطاهر بالتنفيس عبر انتصار ولو في حدود مساحة فروة الخرطوم الكثيرة الثقوب ..كله دليل على أن مؤيدي القتال قد اقتنعوا بان التفاوض مع استمرار المعارك لتعلية سقف الشروط وان تعثر أو طال مسيره في جدة أو أي مكان اخر هو الطريق الأمثل لطمأنة يأس واحباط الذين أياديهم في النار من عامة الشعب على غير اياد البرهان التي يرفعها محروسا من كل جانب ولا هي اصابع امثال الطاهر وهو يشير بها ناعمة من استوديوهات طيبة في ترطيبة تركيا طالبا تنفيس احتقان الغضب الشعبي والعسكري الذي شارف الإنفجار من حالةالتقاعس أو قل الفشل في الحسم المزعوم حتى الآن !
فهل يجدي التنفيس عند الاحتضار وقد بلغت أرواح الناس الحلاقيم ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى