الأخبار

ادانات واسعة بعد الهجوم على قافلة الصليب الأحمر

أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن قلقها العميق وصدمتها إزاء أنباء الهجوم على قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم يوم الاحد ما ادي لمقتل شخصين وجرح سبعة آخرين، من بينهم ثلاثة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وكان من المقرر أن تقوم القافلة الإنسانية، التي تضم ثلاث مركبات للجنة الدولية وثلاث حافلات، بإجلاء أكثر من مائة مدني معرض للخطر من الخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإخلاء. ومنذ اندلاع الحرب في منتصف ابريل الماضي قُتل ما لا يقل عن 20 من عمال الإغاثة وأصيب 36 آخرون. فيما تحققت منظمة الصحة العالمية من 60 هجومًا على نظام الرعاية الصحية أسفرت عن 34 حالة وفاة و38 إصابة. وشددت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، على أن المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية والعاملين في المجال الطبي ليسوا هدفًا. وطالبت الأطراف المشاركة في الصراع ضمان الإجلاء الآمن للمدنيين من مناطق القتال النشط. وأضافت أن هذا يستلزم الالتزام بتوفير وتسهيل المرور دون عوائق لأولئك الذين يسعون إلى مغادرة مناطق النزاع. ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل، قُتل أكثر من 12000 شخص، وفقًا لمشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها (ACLED).واختتم منسق الشؤون الإنسانية بيانها قائلة : (لا يزال الصراع في السودان يلحق الضرر بالمدنيين. الوضع كارثي. يجب أن تنتهي معاناة السودانيين بشكل نهائي. وأدعو الأطراف مرة أخرى إلى اتباع طريق السلام من أجل مستقبل البلاد).

وفي نفس السياق

ادان المرصد السوداني لحقوق الانسان الاعتداء على قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم. وقال المرصد في بيان له صدر اليوم الاثنين “بينما كان العالم يحتفل، أمس الأحد 10 ديسمبر 2023، بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقع اعتداء بالسلاح على قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم. وقد أكّدت بيانات الصليب الأحمر وطرفي الحرب الممثلين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوع هذا الاعتداء.

وقال الصليب الأحمر إن الحادث الذي وقع في حي الشجرة أدى إلى “مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، من بينهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية.” وقال إن القافلة الإنسانية المكونة من “ثلاث مركبات للجنة الدولية وثلاث حافلات، تحمل جميعها شارة الصليب الأحمر بشكل واضح”، كانت تقوم “بإجلاء أكثر من مائة مدني معرض للخطر من الخرطوم إلى ود مدني عندما تعرضت للهجوم عند دخولها منطقة الإخلاء.” وقد اعترفت بيانات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بأن العملية منسق لها بين الأطراف الثلاثة وأن الطرفين المتحاربين قدما الضمانات الأمنية اللازمة، بما في ذلك مسارات القافلة.

في حين أكدت الأطراف الثلاثة وجود تنسيق مسبق بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وطرفي النزاع بغرض إجلاء مدنيين من منطقة الشجرة، زعم بيان القوات المسلحة أن سبب تعرض القافلة لإطلاق النار هو سير القافلة برفقة عربة مسلحة تتبع للدعم السريع قامت بالاقتراب من المواقع الدفاعية للجيش السوداني، “مما أدى إلى تعرض الموكب لإطلاق النار وحدوث عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة”.

رغم تعهد طرفي القتال بمواصلة التعاون مع الجهات الإنسانية، من خلال تأكيد القوات المسلحة التزامها “القاطع بالتعاون مع جميع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني”، وتشديد قوات الدعم السريع على التزامها “المستمر والصارم بقواعد القانون الدولي الإنساني”، لم نسمع التزاماً قاطعاً منهما في التحقيق في هذه الواقعة، أو محاسبة مرتكبي هذه الجريمة، التي تعد جريمة حرب لا ينبغي التسامح معها.

يكتسي العمل الإنساني عموما، وعمل الصليب الأحمر خصوصاً، أهمية حاسمة في حماية المدنيين بالرغم من أن الأوضاع الحالية تتسم بالتعقيد، بل إن المتقاتلين أنفسهم يستفيدون من هذه التدخلات من خلال علاج جرحاهم وتسهيل إطلاق الأسرى مثلما حدث في مناسبات سابقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى