الإذاعية محاسن سيف الدين تنعي الفنان محمد ميرغني
الاذاعية محاسن سيف الدين
تنعى المربى الفنان الراحل محمد ميرغنى
صاحب السيرة العطرة والاسم الفخيم . له. الف رحمة ومغفرة ورضوان.
اللهم أجعل الفردوس داره ومستقره .
وتبقى سيرتك. هى الكلام
وتبقى صورتك هى الرؤى الحلوة ال بعيشها
فى صحوتى أو حتى فى عز المنام
ورحل الفنان المعلم ( الاستاذ )
والاستاذية لقب وشرف يناله كل من يعطى فى مجال. الابداع الانسانى ،
هذا. اللقب حينما يصادف مابين الذى
يجمع الطباشيرة بالوتر. تكون الاستاذية بمعناها الكبير .
الاستاذ الراحل مجمد ميرغنى حقق
هذا المعنى غنى الكلمة الحلوه الرشيقة المعبرة
منحها بأدائه العميق دفئها وتاثيرها .
حينما يغنى محمد ميرغنى يصحبنا معه فى رحلة الى أغوار النفس حيث تكمن الاوتار الروحية التى تصادف الاوتار. الغنائية.
رحم الله ميرغنى إبنعوف الذى ظل بأغنياته يمنحنا أريجاً عذباً يريح
النفس التواقة للغناء العذب الرصين.
أنا والأشواق فى بعدك
بقينا أكتر من قرايب
ما بنغيب عن بعض أبداً
زى أعز إتنين حبايب
هل هناك أصدق من هذه الأبيات الغنائية التى تعبر عن الشوق للمحبوب وهو بعيد عن ديار المحب !!! ؟
هذه الكلمات رغم بساطتها لكنها تغنى عن كتاب بأكمله . تغنى عن ساعات وعن ليالى يبحث فيها الإنسان عن مفردات وأحرف يُسَطِّر
بها معنى الاشواق ٠
محمد ميرغنى عودنا دوما أن يختار
الكلمات الناضجة ويمنحها من البحة الجمالية التى تكسو صوته رونقاً وبهاء .
ومضى محمد ميرغنى. صاحب الضحكه الرنانة التى إكتسبها من عمر محمود خالد ؛
لما تضحك تضحك الدنيا وتزغرد
ويرقص الموج فى الجداول
تنتشى الفرحة وتعربد
فى عناق وهج السنابل
فى شموخ عَزَّة وخليل
لما تضحك ياجميل
ياندى الدنيا ونضارها.
ورعشة الخاطر النبيل
تبتهج سنار وبارا
وحلفا تشمخ زى منارة
وتقدل أم در فى الأصيل
وتقدل. ام در فى. الاصيل
ورحل الفنان الملتزم لفنه وجمهوره ،
الرياضي ، فمحمد ميرغنى كان رياضياً مطبوع ولاعب متمكن
ومعلم. للأجيال ٠
تعامل مع عدد من الملحنين وقد شَكَّل ثنائى منسجم مع الموسيقار حسن بابكر ولحن له محمد سراج الدين وعبد الله عربى وغيرهم ،
لكنه كان يعتمد فى ألحانه على مقدرته الإبداعية فى موسقته للألحان.
دخل ميرغنى إبنعوف الإذاعة
فى العام ١٩٦٥ م ، وكان من ضمن المطربي معه عثمان مصطفى ومحمود على الحاج .
وكان قد سبقه فى الدخول للإذاعة زيدان إبراهيم
عبد العظيم حركه
حمد الريح عليهم الرحمه. جميعا ٠
قطف من حدائق الشعراء:
السر قدور
حسن الزبير
مصطفى سند
السر دوليب
التيجانى حاج موسى
حسبو سليمان
سعد الدين ابراهيم
آمنه خيرى ، وغيرهم .
تغنى لصلاح حاج سعيد :
بعدك وحيد
ماقلنا ليك
معاك موعود
ولو كان عصيت أمرك أنا
لو كان عصيت أمرك أنا
وسبتك محلِّق فى زمان. الامكنة
ماكنت وريتنى النجوم
عز النهار متلونة
أنا ليك. مداين حب بنيت
شيدت. ليك. باقات. منى
شيدت قصرك فى. السحاب
وكتبت فيك أجمل غنا
بذلت روحى عشان أجيك
نتلاقا فى ساعة هنا
لكنى كان اخر جزاى
،منك مواقف مرة ومحزنة
أذكر يوماً لاينس عند تقديمى لحفل تكريم الموسيقار عثمان حسين بالمسرح القومى أيام الوزير الأستاذ هاشم هارون والذى نظمته وزارة الثقافة بولاية الخرطوم ،
تبارى وشارك عدد من المطربين لأداء
روائع الفنان عثمان حسين له الرحمه والمغفرة . فكان من بينهم صلاح مصطفى
وعلى إبراهيم
ومحمد ميرغنى وقائمة طويلة من الفنانيين.
أذكر إننى كالعادة قدمت جميع المطربين مستهلة بكلمات وشعراء أغنيات عثمان حسين لكن إستثنيت تقديمى وقتها عندما جاء دور. الفنان محمد. ميرغنى ، وكنت وقتها معجبه باغنية شفتك وإبتهجت
فبدأت بغير العادة وكانت بدايتى
هكذا :
لسة خطايا تسرى
فى تقاسيم جميلة
وإنت زى ما إنت
قبل سنين طويلة
تقول ماردت أصلك
ولاساهرت ليلة
بس مر الليالى
خلَّى العين كحيلة
فاندهش الكثيرون حتى محمد ميرغنى نفسه ، وتوقفت لحظة ثم واصلت التقديم :
مرحب بربيعنا
ال ليهو زمن جفانا
وأهلا نور عيوننا
ال سابنا بعد سبانا
أها وكيف ناوى تعمل
بقلوبنا وحنانها !!! ؟
بعد ماجيت لقيتنا
حافظين الأمانة
أرحب الآن بالمخلص الوفى الأستاذ محمد ميرغنى ليتغنى بأغنية عثمان
حسين فأندهش بعضهم لتخصيصى
لمقدمة محمد ميرغنى بدلا لمقدمة أغنية الفراش ٠
ومنذ تلك اللحظة أحسست بتقدير
وإعزاز من الراحل ميرغنى إبنعوف
تجاه تقديمى.
له الرحمة والمغفرة
بدا أولى تسجيلاته فى الاذاعة باغنية أنا والاشواق للسر دوليب
وكان قد غناها فى البرنامج الشهير
صالة العرض للاستاذ علم الدين حامد.
وتغنى للسر دوليب أيضا فيما بعد
باغنية :
لو قدرت غيب على
وابقى بى وصلك بخيل
ياحياتى ونور عينيا
وين تروح من حبى وين ؟؟؟
النسيم ال مارى هادى
فيه من اشواقى نفحة
والقمر ال نوره بادى
فيه من اشواقى لمحه
وبعدت تابعت الظنون
للقلو احساس يقرب
حتى للارواح عيون
وقطف من حديقة التيجانى حاج موسى الغنائية الحزينة :
يفرق كتير
وتمر بى من غير سلام
يفرق كتير
ويتحسب كل يوم يمر
يفرق كتير
طعم الحلو لو يبقى مر
كلمنى حاول حس بى
عاتبنى خت اللوم على
كلمنى والكائن يكون
وايضا من ديوان شعر التيجانى حاج موسى كانت أغنية :
تباريح الهوى والتى سمى عليها ديوانه.
وتحلو الشكوى بصوت محمد ميرغنى
الجانى منك
ومن تباريح الهوى
وصفه بصعب ياجميل
بعدت عنك
ولما طال بى النوى
بقى لى أسيبك مستحيل
بشكى ليكم يا. مظاليم
الهوى أصلى مجروج. مرتين
يمكن ألقى الزيى فيكم
ضاق جراح الحب
ومتعذب سنين
يمكن القى وصفة تنفع
ولايمكن ألقى حاجة
تخفف الجرح القديم
حاجة تشفع
لم يتوقف ميرغتى إبنعوف عن الإختيارات الأنيقة ، فتغنى لصيدة
عثمان خالد الأمدرمانية الجميلة الساحرة :
سمحة سمحة الصيدة
ماجارتنا بت حارتنا وبنريدها
وبما إنه انسان جبَّار للخواطر تغنى لمصطفى سند فابدع :
زمان غنينا لعينيك
أغانى تحنن القاسين
هدينالك معزتنا
ومشينا وراك سنين وسنين
بنينالك قصور بالشوق
فرشنا دروبها بالياسمين
وقلنا عساك تزورينا
ترشى البهجة فى ساحتنا
بى عينيك تضويها
حلاتك وإنت ماشه براك
شايلة الدنيا بازهارها وبال فيها
عشان خاطرنا
خلى عيونك الحلوات تخاطرنا
ولما تمرى أبقى أقيفى
وأسألى عن مشاعرنا
لم ينسى في غمار مسيرته الثرة الحنين للسر قدور :
وأقول ياريت زمانى الفات
يعود تانى
وألقاك ياحبيب عمرى وتلقانى
تلقى الريد معاى
ولحظه مانسيتك ولا نسانى
لابنساك ولا بقدر
ولا عايز بعد حبك أحب تانى
رسى فى بستان حسن الزبير
وقطف الرائعات :
أمسكى عليك عيونك ديل
أمسكيهن
وخلينى ال أروح انفكَّ
من شبكة عيونك ديل
ده شيتا أصله ماشفناه
لافى الناس ولا فى الريل
دة ما قدر الله جانا عديل
وأعقبها ب :
يا ريده مين بقدر عليك !!! ؟
مين بلقى فى دنياك امان !!! ؟
أخفيتى تيجان الملوك
وهزمت فرسان الزمان
وأنا الضعيف
ياريدة كيف اتحملك
بعد عزيز وبعد ملك
أصبحت بى أمرك مِلِك
ومضى الاستاذ صاحب السيرة العطرة
وترك عشاق فنه يرددون :
كل لحظة بعيدة عنك
ضايعة من أيام زمانى
وكل يوم كان لى فى قربك
أتمنى لو أحياه تانى
وروحى لو غنيتها ليك
مابتصور ما أعانى
شوقى أبلغ من غنايا
وروحى أسمى من المعانى
ألف رحمة ونور ورضوان على روح
الراحل المقيم محمد ميرغنى ، (الاستاذ)
الاذاعية محاسن سيف الدين تنعى
صاحب السيرة العطرة .