الأعمدة

بعد صمت ناهز الأربعة وعشرين ساعة خرج علينا الجيش ببيانه الكارثة ليقول لنا ٥ فرق مشكوك فيها

بعد صمت ناهز الأربعة وعشرين ساعة خرج علينا
الجيش ببيانه الكارثة ليقول
لنا ٥ فرق مشكوك فيها هي بالتوالي الجنينة نيالا
الضعين زالنجي واخيرا مدني..
الجيش الذي انتظرنا بيانه طويلا لا ليفسر لنا ماجرى في مدني وحسب وإنما يجيب على اسئلة تزدحم في راس كل لاجئ ونازح أو ذاك الذي اجبرته ظروفه ليبقى وسط جحيم الحرب اسئلة تتناسل وتتكاثر منذ فجر الخامس عشر من ابريل تبحث عن إجابة يتيمة ولاتجد .. اكتفي الجيش بذلك التصريح المكتوب والمزيل باسم الناطق
الرسمي باسمه ليقول لنا في بلاهة متناهية أنه يشك في ولاء نصف الفرق التي تشكله _ يزيد العدد او يقل قليلا _ وان إنساحبها وتركها للمدنيين كيما يواجهون مصيرهم لم يكن بسبب نقص الذخيرة ولاهو ناتج عن طبيعة المعارك يوم لك ويوم عليك وانما الانسحاب حدث جراء عمل يستوجب التحقيق ولاشئ يستوجب التحقيق في مثل هكذا موقف غير “الخيانة”.
ونسى الجيش او تناسى أن مسلسل الانسحابات هذا و الذي كانوا يعلفونا فيما سبق بكلمة “تكتيكي” لم يبدأ بفرق الولايات وإنما بدأ باليرموك والاحتياطي المركزي وقاعدة جبل أولياء وغيرها من المناطق التي اخلاها دونما تنسرب عبارات التشكيك والطابور الخامس والخلايا النائمة الي مسامعنا حتى بدأ (اخوان الشيطان) في ترديدها حينما ضاق عليهم الخناق في مدني التي هم من جعلوها هدفا للمليشيا بكثرة ترددهم عليها وارتفاع صوت تبجحهم فيها وما ان حمي الوطيس هربوا قافزين على السلك الشائك ومخترقين الشوك ومولين الدبر ليلة باكملها كما ورد في تسجيل صوتي لأحدهم وهو يحدث اخوانه عن لماذا سقطت مدني.
الجيش ببيانه هذا زاد هلع المواطنين الذين يمضي بعضهم ليلته هذه في العراء بحثا عن مدينة آمنة يأوي اليها وماعد
هناك مكانا آمنا بعد ما نطق به ناطقه.
ظل البرهان يخرج علينا في الهينة والقاسية مهددا ومتوعدا
واليوم يتوارى دونما يرينا وجهه ليخبرنا ما مصير هذه البلاد التي اراد ان يحكمها دونما يقدم واجبات الحاكم..
ثمانية أشهر وأربعة أيام ونيران الحرب تطحن في الناس والبرهان واعوانه يستكثرون على المواطن خطابا واضحا يقولون له فيه ماذا يجري والي أين يجري وكيف له أن يتعامل مع مايجري.
ثمانية أشهر وأربعة أيام يجوب البرهان المدن من حامية الي حامية ومن معسكر جند الي معسكر مجندين وتابى نفسه أن يطل على المواطنيين المشردين في المدارس والداخليات وفي بعض المدن يفترشون عراء الطرقات بلازاد ولا دواء ولا أمل..
ثمانية أشهر وأربعة أيام والبرهان يرهن مصير ما لايقل عن ٣٢ مليونا من الناس ببضعة أشخاص وتنظيم اثبت انه وداعش سواء .. تنظيم يحرق الأحياء ويقتل الابرياء ويلعق الدماء ومن ثم يهلل لله ويكبره.
ثمانية أشهر وأربعة أيام والناس يدفنون قتلاهم في الطرقات ويقتاتون من التكايا والهبات ومن يسعى البرهان لجلبهم الي السلطة يبيعون الاغاثات ويعيش ابنائهم في أفخر الشقق والبنايات في عواصم العالم ومدن القاهرة الحديثة تخبرك وفلل دبي تعج بهم اما اسطنبول وانقرة وازمير فتلك عوالم أخرى،يتعلمون في أفضل المدارس وياكلون من افخم المطاعم وابناء الشعب يكاد عادهم يطوي ايامه وهم لايدرون هل ستشرق عليهم شمس الغد وهم أحياء ام أن دانة ستلحقهم بالصالحين.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى