بعد مرور 20 عام… حرب 15 ابريل تفاقم اوضاع النازحين بدارفور
كشف رئيس المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور يعقوب محمد عبد الله “فوري” عن صورة قاتمة للوضع في مخيمات النزوح بدارفور ووصفه بالكارثي، وقال انه صار بعد حرب 15 ابريل أسوأ بكثير مما كان عليه منذ 20 سنة، وذكر لراديو دبنقا ان سكان نيالا نزحوا الى مخيمات النزوح بأعداد كبيرة خاصة مخيم كلمة لدرجة ان كل المدارس والمرافق الخدمة صارت ممتلئة بالنازحين. واضاف: سكان نيالا الذين نزحوا الى مخيم كلمة أكثر من النازحين القدامى. وتابع الوضع في المخيم صعب جداً ولا توجد أي حاجة بيد النازحين لا عذاء ولا دواء ولا مياه للشرب.
وتضم محلية بليل المجاوزة لمدينة نيالا عدداً من مخيمات النازحين واللاجئين من دولة جنوب السودان ابرزها “كلمة، السلام، بليل للنازحين واللاجئين” وهي تعد من اكبر المخيمات في دارفور منذ العام 2004م
وذكر رئيس المنسقية العامة للاجئين والنازحين بدارفور ان المشاكل القبلية التي شهدتها عدد من محليات جنوب دارفور وبعض مناطق وسط دارفور في فصل الخريف المنصرم أدت الى فشل الموسم الزراعي زيادة اعداد النازحين، وتوقع ان يحدث موت جماعي لاهل جنوب دارفور بسبب المجاعة المتوقعة.
واشار فوري الى انه منذ اندلاع الحرب توقف دور المجتمع الدولي في تقديم المساعدات للنازحين بدارفور، واردف: منذ تسعة أشهر لم يتلق النازحون اي مساعدات انسانية، واصبحوا منسيون من قبل المجتمع الدولي كأنهم لم يكونوا نازحين وجزء من العالم، مؤكداً أنهم الآن في أشد الحوجة للمساعدات.
ولفت الى انهم في مخيم كلمة عندما خرجوا في مظاهرات رافضة لخروج بعثة يوناميد في مطلع العام 2021م كانوا يتوقعون ان يصل بهم الحال الى هذه المأساة التي يعيشونها الآن، وقال “الامم المتحدة كانت تعرف ان مصيرنا سيكون على ما نحن عليه، لكنها اعطتنا ظهرها وذهبت” وطالب فوري بضرورة ان تصل الاغاثة الى دارفور بأي طريقة، وانتقد رئيس المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور- في الوقت نفسه- الصمت والجمود اللذين يعتريان المجتمع الافريقي حيال وضع النازحين في دارفور.
وذكر مدير الاعلام بمحلية بليل جار النبي حسن الحاج ان الاوضاع المعيشية للمواطنين والنازحين بالمحلية ومخيمات النازحين الثلاثة في المحلية “كلمة، السلام، وبليل للنازحين واللاجئين” تشهد تدهوراً كبيراً، وناشد جار النبي المنظمات الانسانية الوطنية والدولية بضرورة التدخل العاجل لتقديم المساعدات للمواطنين والنازحين، واضاف لراديو دبنقا “يعاني المواطنون في بليل من نقص الغذاء بسبب فشل الموسم الزراعي الماضي اضافة الى انعدام الدواء، ومواجهة البرد القارص خاصة للاطفال العجزة فضلا عن انعدام الخدمات الاساسية في كل المجالات” واشار جار النبي الى ان النازحين الذين فروا من مدينة نيالا الآن يتواجدون بأعداد كبيرة في المرافق الحكومية بالمحلية ويواجهون ظروفاً انسانية قاسية.
وكان سكان محلية بليل قد أطلقوا مبادرة منذ بداية عمليات النزوح لاستقبال النازحين ومساعدتهم بالجهد الشعبي، وقال رئيس المبادرة وكيل سلطان الداجو كمال عبد الرحمن لراديو دبنقا ان المبادرة قدمت ما تستطيعه للنازحين، لكنه ذكر ان اعداد النازحين كانت كبيرة وحوجتهم فوق طاقة مجتمع المحلية، واضاف: الآن يحتاج النازحون للحماية من البرد القارص هذه الايام، المساعدات الغذائية العاجلة.
من جهته قال عضو المبادرة المجتمعية بمحلية بليل مهدي عبد الله مهدي ان المحلية تعيش وضعاً انسانياً وصفه بالمزري، وطالب عبر راديو دبنقا المنظمات الانسانية بالتدخل لاغاثة المنكوبين من الحرب في نيالا الذين فروا الى المحلية، واشار الى ان سكان محلية بليل اجتهدوا في الفترة الماضية لمساعدة هذه الاسر لكن لا زالت الحوجة كبيرة.
في الاثناء أكد مسئول الشئون الصحية وصحة البيئة بمحلية بليل ادم سبيل بحر ان الوضع الصحي للنازحين متردي جداً، وأوضح لراديو دبنقا ان هناك بعض المنظمات وصلت المحلية لكنه أشار الى دورها انحصر في تقديم جرعات توعوية تثقيفية للنازحين، في وقت يحتاج فيه الوضع الى تقديم مساعدات حقيقة وحماية من الامراض المتوقعة بسبب الوضع البيئي في المحلية ومراكز الايواء.
#راديو_دبنقا #وقفوها #لا_للحرب