الرياضة

وفاة «القيصر» الألماني واسطورة الكرة الالمانية فرانتس بكنباور عن 78 عامًا والحزن يخيم على المانيا.

روما، متابعة واعداد ووكلات رضوان علي الحسن

توفي أسطورة كرة القدم الألمانية «القيصر» فرانتس بكنباور بطل العالم كلاعب العام 1974 وكمدرب في 1990 الأحد عن 78 عاماً، بحسب ما أعلن الاتحاد الألماني للعبة، الإثنين، لوكالة سيد أحد فروع «فرانس برس».
وانسحب بكنباور قائد منتخب ألمانيا الغربية في سبعينات القرن الماضي ومدرب «دي مانشافت» بين 1984 و1990 والإداري السابق في نادي بايرن ميونيخ في التسعينات من الحياة العامة في السنوات الأخيرة بسبب مشكلات صحية
من هو فرانز بكنباور
، والملقب بالقيصر، هو لاعب ألماني سطع نجمه من ستينيات حتى ثمانينيات القرن الماضي بعد رسمه خطة “متوسط الدفاع الهجومي” التي أدخل عليها تعديلات تكتيكية وميدانية اعتمدها مدربو ولاعبو كرة القدم حول العالم.
انطلاقته كانت مع فريق بايرن ميونخ، وعرفت مسيرته الرياضية سجلا حافلا بالألقاب على مستوى البطولة الألمانية وكذلك على الصعيد العالمي، ولم تتوقف مسيرته حتى بعد اعتزاله اللعب سنة 1981، فتولى تدريب المنتخب الألماني، كما تولى فيما بعد مهام إدارية عدة.
المولد والنشأة====
===========
ولد فرانز بكنباور في 11 سبتمبر/أيلول 1945، بمدينة ميونخ الألمانية، لأب يدعى أنتون ويعمل في إدارة البريد الألمانية وأم تدعى أنتونيا خصصت حياتها لتربيته مع شقيقه الأكبر والتر.
درس في مدرسة سيلبر هورن الابتدائية في مدينة ميونخ، ونشأ وترعرع في حي غيسينغ الذي تقطنه أغلبية عمالية بسيطة، في ظروف اقتصادية صعبة عاشتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان منزله المتواضع يطل على ملعب كرة قدم، الذي شكل المتنفس الوحيد للطفلين في تلك الفترة، مما جعله يتعلق بكرة القدم منذ نعومة أظافره.

تزوج بكنباور 3 مرات، أعوام 1966 و1990 و2006، وأنجب 5 أطفال من هذه الزيجات، وسنة 2015 توفي ابنه الشاب ستيفين بعد صراعه مع مرض عضال، وكان لاعب كرة قدم، مما ترك أثرا بالغا في نفسه وغير نظرته للحياة والنجومية.
المسيرة الرياضية
فاز المنتخب الألماني على نظيره المجري في نهائي كأس العالم لسنة 1954، وعمّت الفرحة الشعبية البلاد بعد الحرب العالمية الثانية، مما دفع بكنباور للخروج من شرنقة الطفل المولع بكرة القدم، إلى ساع وراء الانتساب إلى فريق بصفة رسمية.
وتحقق له ذلك وهو في سن التاسعة، فبدأ مشواره الرياضي في صنف الناشئين لفريق “إس سي ميونخ 1906”.
وكان بكنباور يحلم بالانتقال إلى فريق “تي إس في ميونخ 1860” الشهير في تلك الفترة، لكن في إحدى مواجهات فريقه “إس سي ميونخ 1906” صفع أحد لاعبي ذلك الفريق بكنباور الذي طالما حلم بالانتماء إلى لاعبيه.
وكان لهذه الحادثة أثر كبير في نفسه، جعله يغير وجهته نحو “بايرن ميونخ” الذي لم يكن يحظى بشعبية واسعة آنذاك.
وعام 1958 تحقق الحلم، وانتقل بكنباور إلى صفوف الناشئين في بايرن ميونخ، الفريق الذي سيقضي فيه الفترة الأطول من مسيرته الرياضية، والذي شهد سطوع نجمه والقفزة النوعية التي شهدتها نتائج بايرن ميونخ.
مع بايرن ميونخ
=======(((===
في 6 يونيو/حزيران 1964، لعب بكنباور ضمن التشكيلة الأساسية لبايرن ميونخ، في مباراة جمعته بفريق “إف سي سانت بولي” في خطة جناح أيسر، وسرعان ما أظهر براعة وتميزا في الأداء والمهارات الفردية، وشد انتباه المتابعين والمشرفين على الفريق.
ولم ينتظر القيصر كثيرا، ففي المباراة الثالثة التي خاضها مع الفريق الأول لبايرن ميونخ، تمكّن من تسجيل هدفين متتاليين معلنا ولادة نجم جديد، واستطاع بلوغ شباك الفرق المنافسة في 16 مناسبة خلال 32 مباراة، وأنهى بايرن ميونخ سباق الرابطة المحلية الجنوبية محتلا المرتبة الأولى، ومتمكنا من الصعود إلى الرابطة الوطنية الأولى (بندسليغا 1).
وبانتهاء موسم 1966، اعتلى القيصر لأول مرة له، ولفريقه بايرن ميونخ، منصة التتويج بكأس ألمانيا، بعد الفوز على فريق “إم إس في دويسبرغ” بنتيجة 4 أهداف لهدفين، وسجل بكنباور الهدف الرابع الذي مكن فريقه من تثبيت الفوز.
ولعب بكنباور مع بايرن ميونخ منذ 1958، فانتقل إلى الفريق الأول سنة 1964 والذي دافع عن ألوانه حتى العام 1977، وتمكن خلال ما يقرب من عقدين من الزمن من إحراز العديد من الألقاب، والبطولات المحلية والقارية.
وعام 1967 ساهم في فوز فريقه بكأس الكؤوس الأوروبية، وهو أول لقب يحرزه بايرن ميونخ على الصعيد القاري.
فاز بكأس ألمانيا الغربية في 4 مناسبات سنوات 1966 و1967 و1969 و1971. وببطولة ألمانيا الغربية في 4 مناسبات أيضا سنوات 1969 و1972 و1973 و1974. وحصد كأس رابطة الأبطال الأوروبية في 3 مناسبات متتالية لسنوات 1974 و1975 و1976. إضافة إلى بطولة كأس القارات سنة 1976.
الألماني بكنباور منح جائزة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2013 (أسوشيتد برس)
مع المنتخب الألماني
لم يتجاوز عدد المباريات التي خاضها بكنباور -وهو في سن العشرين- ضمن بطولة الرابطة الألمانية الأولى 3 مباريات، حتى استدعي لمساندة المنتخب الألماني في تصفيات كأس العالم 1966.
وساهم بكنباور في التأهل إلى نهائيات إنجلترا 1966، في مباراة خاضها ضد المنتخب السويدي، في 26 سبتمبر/أيلول 1965.
وشارك في نهائيات كأس العالم بإنجلترا 1966، مما منحه الفرصة لإظهار كفاءته ومهاراته الفنية والبدنية العالية على المستوى الدولي، ورغم تمركزه في وسط ميدان المنتخب، إلا أنه سجل 4 أهداف في 6 مباريات، وبلغ الدور النهائي للبطولة التي فازت بها إنجلترا بعد نهائي شهير تجاوزت فيه ألمانيا الغربية في الوقت الإضافي.
وفي سنة 1970 خلال نهائيات كأس العالم التي دارت في المكسيك، تمكن القيصر من الثأر لمنتخبه من المنتخب الإنجليزي بإزاحته من الدور الربع النهائي، والعبور إلى النصف النهائي وملاقاة إيطاليا في ملحمة كروية.
ورغم الخروج، فإن تلك المواجهة طبعت في الأذهان، وزادت من رصيده عند عشاق كرة القدم، إذ تعرض بكنباور إلى كسر في الكتف، لكنه واصل اللعب بضمادة، وبمساندة زملائه لاستيفاء المنتخب الألماني التغييرات القانونية الممكنة.
وفي سنة 1974 نظمت ألمانيا الغربية كأس العالم، واستهل منتخبها بقيادة بكنباور المنافسات بهزيمة ضد فريق ألمانيا الشرقية، مما جعل الأجواء تتوتر داخل الفريق، وبدأ المدرب هيلموت شون يفقد السيطرة على الأوضاع.
وكانت هذه الهزيمة مناسبة أظهر فيها القيصر قدراته القيادية، وطبيعته الحاسمة والقادرة على تغيير مجريات الأحداث، فتمكن من فرض سيطرته على اللاعبين.
ولم يتوان في دفع شون لاستبعاد بعض المسيّرين والمشرفين، واستعادة توازن الفريق وروحه القتالية العالية، وتمكن من إحراز اللقب العالمي في السابع من يوليو/تموز 1974، بعد الفوز على المنتخب الهولندي.
وبلغت مشاركاته لاعبا في صفوف المنتخب الألماني 103 مشاركات، امتدت من سنة 1966 إلى 1975، استطاع خلالها إحراز بطولة أوروبا سنة 1972، وكأس العالم سنة 1974.
بكنباور عين رئيسا فخريا لنادي بايرن ميونخ في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009 (الفرنسية)
تجربة الاحتراف
خلال مسيرته الرياضية احترف فرانز بكنباور في مناسبتين، حين انتقل لفريق “كوزموس نيويورك” ولعب في صفوفه من سنة 1977 الى 1980، وتمكن من الفوز ببطولة الولايات المتحدة لكرة القدم في 3 مناسبات.
وعاد في نوفمبر/كانون الثاني 1980 إلى الدوري الألماني، ليلعب في صفوف نادي هامبورغ لمدة سنتين، ويفوز ببطولة ألمانيا الغربية معه سنة 1982.
وفي سنة 1983، حين عاد إلى نادي كوزموس نيويورك لموسم واحد، لينهي به مسيرته لاعبا لكرة قدم.
تجربة التدريب:
=========
عيّن بكنباور مدربا للمنتخب الألماني الغربي عام 1984، وتمكن من بلوغ الدور النهائي لكأس العالم في المكسيك سنة 1986، لكنه خسر أمام المنتخب الأرجنتيني.
وأعاد التاريخ نفسه في إيطاليا سنة 1990، وفاز المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني باللقب العالمي كمدرّب، بعد أن فاز به لاعبا سنة 1974.
ويعد بكنباور أحد ثلاثة فازوا بكأس العالم كلاعبين ثم كمدربين؛ وهم البرازيلي ماريو زاغالو، والألماني بكنباور، والفرنسي ديدييه ديشان.
وعام 1990 عينه برنار تابي رئيس نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي مدربا للفريق، وتمكن من بلوغ الدور النصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الأوروبية في نفس السنة، لكن تجربته لم تتواصل وانتهت سنة 1991، لعدم الانسجام بين القيصر ورئيس النادي، واختلاف وجهات النظر الذي أدى إلى تأزم العلاقة بينهما.
وفي ديسمبر/كانون الأول 1993، عاد إلى مدرسته الأم بايرن ميونخ، وتولى مهمة تدريب الفريق، ليضيف إلى سجله بطولة ألمانيا لسنة 1994، وكأس رابطة الأبطال سنة 1996.
الوظائف والمسؤوليات
==============
بعد اعتزال التدريب، شغل بكنباور العديد من المناصب الإدارية، ففي سنة 1994 أصبح رئيسا لبايرن ميونخ، وعام 1998 انتخب أيضا نائبا لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم. وسنة 2002 وبعد أن حُوِّل نادي بايرن ميونخ إلى شركة عامة، أصبح رئيسا لمجلس المراقبة والإشراف حتى عام 2009.وعيّن بكنباور رئيسا فخريا لنادي بايرن ميونخ في 27 نوفمبر/شباط الثاني 2009. وبعد دوره الرئاسي للجنة ملف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2006، انتخب رئيسا للجنة المنظمة للبطولة، ليحظى بإشادة عالمية، لكنه خضع سنة 2016 للتحقيق في تهم تعلقت بالتأثير في سير عملية التصويت لصالح ألمانيا.

التكريمات والجوائز
============
وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا عام 1976.
شارة الشرف من”فيفا” (FIFA) جائزة سيلفر لوريل ليف عام 1966 و1967.
وسام الاستحقاق البافاري عام 1982.
خاتم الشرف الذهبي لمدينة ميونخ عام 1982.
النقيب الفخري لألمانيا عام 1982.
وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا عام 1986.
جائزة “بامبي للفنون” أعوام 1986 و1990 و1995 و2000.
جائزة العملة الذهبية الشرفية لميونخ عام 1995.
المركز الثالث في استطلاع عام 1999 عن لاعب القرن.
وسام الاستحقاق المئوي لكرة القدم لعام 2004.
دكتوراه فخرية من الأكاديمية الرياضية الوطنية، صوفيا عام 2004.
الجائزة الشخصية لرئيس الوزراء البافاري في حفل توزيع جوائز الرياضة البافارية عام 2005.
وسام الصليب الأكبر من وسام الاستحقاق (أعلى وسام) من اتحاد أميركا الجنوبية عام 2006.
جائزة “الهرم الرياضي الذهبي” لإنجازات مدى الحياة من مؤسسة (Deutsche Sporthilfe) للعام 2006.
وسام الاستحقاق عام 2006.
جائزة “والثر بنسمان” (Walther Bensemann) الخاصة بحفل توزيع جوائز الثقافة الألمانية عام 2006.
جائزة “آي إف إف إتش إس عباقرة عالم الكرة” (IFFHS Genius of World Football) لعام 2007.
جائزة الإنجاز مدى الحياة لجوائز لوريوس الرياضية العالمية لعام 2007.
أدرج في قاعة مشاهير الرياضة الألمانية عام 2008.
وسام الاستحقاق من ولاية شمال الراين عام 2009.
جائزة رئيس الفيفا عام 2013.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى