خيار البرهان..في نظر حلفائه.. سلام الإيغاد .. ام حرب اللا دولة..!
استمعت بالامس وقبل ذلك إلى تحليلات بعض من كانوا يراهنون على مقدرة الفريق البرهان بصفته قائدا للجيش على حسم المعركة مع قوات الدعم السريع باعتبارها متمردة من المنظور العسكري وقد شقت عصا الطاعة عليه .
واعني هنا باولئك المحللين تحديدا الذين ظلوا يقودون حملات التحشيد والتحريض على استمرار هذه الحرب منطلقين من تركيا عبر قناة طيبة المعروفة التوجهات العقائدية وهذا حقها الذي لا ينكره عليها احد من منطلق احترام وجهات النظر مهما تباعدت رؤاها او اختلف معناها .
غير ان الذي لفت نظري في تحليلات اولئك النفر في الايام الاخيرة انهم على غير ذلك الرهان الحماسي حيال مقدرة قائد الجيش باعتباره كان في نظرهم بطلا متفردا منذ انقلاب 25 اكتوبر و حتى بعد اندلاع حرب 15ابريل وكأنهم باتوا الآن يعيدون النظر في ذلك الرهان واخذوا يقدمون رجلا نحو الرجل ويوخرون الاخرى خوفا من ان يقود رهانهم عليه إلى خسارة فادحة تهد المعبد على رؤوس احلامهم التي شيدوا حوائطها املا في ان يكمل البرهان مهمته ويعيد لهم عقارب الزمن التي بدا تحريكها تدريجيا إلى الوراء بعد الانقلاب و اشتعال الحرب .
بالامس قال عنه الطاهر حسن التوم مثلا .. بانه لم يعد فارس المرحلة بعد ان اضاع مكتسبات منبر جدة طمعا في ان ينال المزيد في منبر الإيغاد ولكنه دون ان يدرك اهدى غريمه حميدتي هدية ثمينة بان جعل قادة دول الإيغاد يعاملونه كرجل دولة من الطراز الاول وفرشوا له بساط التشريفات الاحمر بل وذهب الى ابعد من ذلك جغرافيا إلى كبرى دول المنطقة جنوب افريقيا!
( وليس مستبعدا إن يحط طائره في قاهرة المعز التي بدات تتململ من تردد غريمه البرهان في تحديد موقفه من حسم الحرب او خيار السلام مما قد يفقده ضمنا ثقة مصر في ان يكون مؤهلا سياسيا وعسكريا كحليف تعول عليه في تحقيق غايتها الاولى وهي حماية امنها القومي وان اضطرت إلى اكل الميتة بقبول تحالفه مع اعدائها التقليدين وهم..
ا(لإخوان المسلمون)
كخيار تكتيكي امني مؤقت وليس استراتيجيا بعيد المدى ..والتوقع الاخير للأمانة من عندي شخصيا ولم يرد في تحليل قناة طيبة )
الا ان الطاهر حسن التوم ذهب مستطردا في تحليل شخصية البرهان فوصفه بتذبذب الآراء ودلل على ذلك على خطابه الانفعالي الاخير في جبيت الذي غلب عليه اسلوب تصفية الحسابات الشخصية مع حميدتي بتصعيد لغة التنابز والتحقير التي وان هي صدرت ممن يعتبره متمردا فليس من اللائق إن يندفع نحوها من يفترض إنه رجل دولة وقائد لجيشها الوطني .
بل وشكك الطاهر حسن التوم في إمكانية نجاح حالة الاستنفار الشعبي لمواجهة تمدد التمرد في عدة انحاء هامة في ظل قيادة البرهان وعدم مقدرته على توفيره السلاح للمستنفرين و ترك إعلان حالة الطوارئ لسلطة الولاة ضاربا المثل بقرارات والي نهر النيل في هذا الصدد وهو شي كان يجب ان يكون من صميم سلطة راس الدولة كشأن مركزي لا ينبغي ان يتجزاء في هذا الظرف كما يرى الطاهر حسن التوم الذي ختم تحليله بمط شفتي الخيبة حيال ما اسماه كل الذي اضاعه البرهان من فرص قادت الازمة إلى كل هذا التطاول بسبب ضعف ادائه كقائد عسكري ووضوح خطله سياسيا وقصور حركته دبلوماسيا !