الأعمدة

أوقفوا الحرب،،أوقفوا انهيار الدولة… بارود صندل رجب /المحامي

،
في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الحرب لتشمل البلاد كلها وهي تحمل نذر تفكيك البلاد وجعلها اثرا بعد عين ،، وفي الوقت الذي يصرخ فيه العالم كله من حول المأساة في البلاد،، أكثر من عشرين مليون من السودانيين يتهددهم الموت جوعا وهم مشردون داخل البلاد وخارجها اما الأطفال اكباد اهل السودان ومستقبلهم فحدث ولا حرج،،في هذا الوقت العصيب تفتقر البلاد إلى القيادة كما تفتقر الي مؤسسات تدير الأمور برشد، أصبح أمرنا هرجا مرجا لا ندري من يسوقنا والي أين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،،،لماذا
توقف التفاوض في منبر جدة ؟ لا جواب الا تخرسات هنا وهناك من طرفي القتال،،
الايغاد قصتنا مع هذه المنظمة فهي فزورات ،، قبلنا تدخلها ووساطتها في حل المشكلة،، قاطعنا الاجتماع الأول للجنة التي كونتها الايغاد وهي المختصة في نظر النزاع بزعم ان رئيس اللجنة الرئيس الكيني غير محايد وذهبت خارجيتنا الي كيل التهم لكينيا ولغيرها من دول الايغاد مهددا بالانسحاب منها،،
لم يتغير شئ الي ان قام السيد البرهان بزيارات الي بعض دول الايغاد هذه الزيارات أحدثت انفراجا وحراكا في ملف الحرب،،نتيجتها ان دعت ايغاد الي اجتماع طارئ انعقد بتاريخ التاسع من ديسمبر الماضي بجيبوتي بحضور السيد البرهان وخرج الاجتماع بمقررات اهمها حصوله على التزام قائد الجيش وقائد الدعم السريع باللقاء بينهما خلال اسبوعين،، وقبل ما يجف المداد الذي كتب به المقررات خرجت علينا وزارة الخارجية ببيان غريب الوجه واللسان وهي تعترض على المقررات وخلص البيان الي القول ان السودان لا يعتبر هذا البيان يمثل ما خرجت به القمة وانه غير معنى به حتى تقوم رئاسة الايغاد وسكرتاريتها بتصحيح ذلك،، لم نسمع من بعد ان الايغاد استجابت لمتطلبات الخارجية،،
لاحقا تسلم السيد البرهان خطابا من الايغاد للقاء حميدتي في جيبوتي وجاء الرد بالموافقة على اللقاء وتم تحديد زمان ومكان الاجتماع، بتاريخ الثامن والعشرون من ديسمبر الماضي بجيبوتي ،، وقبل يوم من المواعيد أبلغت الايغاد الحكومة السودانية بتعذر قيام اللقاء لعدم تمكن حميدتي من الحضور لأسباب فنية،،
بعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت جسر القضية،، إلى أن وجهت الايغاد دعوة لقمة رؤوساء تعقد في أوغندا بتاريخ الثامن عشر من يناير الجاري تناقش فيها قضية النزاع بين إثيوبيا والصومال والحرب في السودان،، وبطبيعة الحال وجهت الدعوة للسيد رئيس مجلس السيادة وللسيد حميدتي،،
كان المتوقع أن يوافق السيد البرهان على الحضور ولكن البيان المنسوب الي مجلس السيادة نسف الأمل في أحداث اختراق في ملف الحرب لما يفهم من البيان باعتذار البرهان عن المشاركة في القمة بزعم ان الايغاد لم تلتزم بتنفيذ مخرجات القمة الأخيرة في جيبوتي وانها لم تقدم تبريرا مقنعا لإلغاء اللقاء بين البرهان وحميدتي،، فيما يتعلق بمخرجات قمة جيبوتي والتي رفضتها الخارجية كما ذكرنا آنفا عادت الحكومة لتتمسك بها ” فلتبلع الخارجية بيانها أو تبل وتشرب مويته،، اما مطالبة الايغاد بتقديم تبرير لإلغاء اللقاء شرطا لمعاودة اللقاء فأمر يفتقر الي الحصافة والي التعامل الدبلوماسي،، لا ندري ان كانت الايغاد أبلغت الحكومة بالاسباب الفنية التي حالت دون قيام اللقاء ام لا،، ولكن الحاصل ان السيد حميدتي طالب ان يتم اللقاء بحضور رؤوساء الايغاد وممثل لكل من السعودية وأمريكا كشهود ” لم تعلق الحكومة على هذا السبب فمضت الايغاد في ترتيب اخر وهو انعقاد قمة يدعي لها البرهان وحميدتي ويتم اللقاء بالحضور المشهود وبالفعل دعي الطرفان وهنا جن جنون الخارجية فاخرجت بيانا تستنكر دعوة سكرتارية الايغاد لقائد مليشيا الجنجويد لحضور القمة وحشدت البيان بالسردية المعهودة متهما الايغاد بالصمت عن الفظائع والابادة الجماعية والتطهير العرقي التي ترتكبها الدعم السريع وكالعادة هددت الخارجية ان خيارات السودان مفتوحة تجاه الايغاد،، ايعقل ان تدار الأمور في البلاد بهذه العشوائية التي تثبت غياب الدولة تماما،،
واضح ان التخبط قد مس الجميع لم يستثني احد ،، لم يتأخر السيد مالك عقار الرجل الثاني في الدولة من الخوض مع الخائضين فبعد مقابلته لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن ان زيارته تهدف إلى بلورة خارطة طريق تقدم للأمين العام للأمم المتحدة حول كيفية معالجة الأزمة في السودان،، يعني نبدأ من جديد سلسلة من اللقاءات والحوارات واللت والعجن وهلموجرا،، وأضاف سعادة النائب بيانا للجميع بأن كل ما تم من قبل لا جدوى منه كما لا جدوى من انتقال قضية السودان للايغاد،، هل سمعتم يا اهل السودان ان قيادتكم ليست في عجلة من أمرها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم،،
أين ذهبت خارطة السيد مالك عقار التي بشرنا بأن نقاطها الأربعة هي التي تضع اوزار الحرب وتفتح الباب لمسار سياسي جديد ينفع البلاد والعباد؟
وما مصير منبر جدة؟
من الذي يمسك بتلاليب البلاد ويقودها الي الهلاك؟
هل من عاقل في كبينة الحكم أو من خارجها ياخذ بحجز من يقودوننا الي الدمار والهلاك،، اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه،، والسلام،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى