الأعمدة

( الفاتحة الإيغاد في ذمة الفشل المميت )

جائز في موكب جماهيري ضخم منقطع النظير ووسط وجوه ضاحكة مستبشرة ودعت جماهير الأغلبية الساحقة للشعب السوداني أمس الأول الأيغاد إلى مثواه الأخير بعد صراع طويل مع داء سرطان جفاف البصر والبصيرة وتصحر الضمير وتليف كبد الحقيقة وعقدة الألسن وتلعثمها حيث الحق الذي أقعدها في الآونة الأخيرة تماما عن أداء مهامها المنصوص عليها في ميثاقها ونظامها الأساسي .. يا سلام البركة في شعوب القرن الأفريقي في مصابهم الجلل ..
حسب مقرب فضولي أكد بأن العزاء إنتهى بإنتهاء مراسم الدفن السريع في أجداث الفشل الذريع ، والورثة قيد الإعلام الشرعي والوقف السياسي لشعوب دول المنظومة والقرن الأفريقي الذي ( تكندم ) والكندمة خلو الرأس من القرون على الخلقة ، أو بسبب الدقش والمداقشة السياسية المتعمدة ( والدقش والمداقشة) تعني مجازفة الأعمال في جنح الظلام الحالك وجوف الليل البهيم ..
. نسأل الله أن لا يرى الشعب السوداني الصبور مكروها في عزيز لدية على الأقل أخلاقيا وضميريا وإنسانيا مرة أخرى خاصة من قبل أولئل الذين ظلوا وما أنفكوا يصرون على ممارسة صنوف الظلم العظيم والعلو الكبير بحق السودان وشعبه بضربه المستمر وبلا رحمة على الركب وتحت الحزام ومن الخلف بحجة محاربة وتصفية الحسابات مع الأخوان المسلمين في أوطانهم ..في الوقت أن الإسلام نفسه والدين القيم على نطاق البسيطة ناهيك عن الأخوان اليوم يذوب وعلى عينك يا تاجر كما يذوب أي فوار ( ويفبين ) في الغرب الصغير والكبير وغيره ويحرق على رؤوس الأشهاد ، ويعوم إبراهيميا كما تعوم العملات فاقدة السند الإقتصادي والسندات المالية .
. والشاهد في الأمر أن خليل الرحمن نفسه عليه السلام يشهد بأن الدين عند الله الإسلام وهو أول المسلمين مع كل ذلك لا أحد يقل ( بغم ) وبغم بالسوداني تعني نفاذ رصيد الكلام من جوالات وقولات وبالعراقي قوادات الألسن التي نفد رصيدها كما ينفد رصيد الهواتف الجوالة …
صدق أول لاتصدق هل يعلم الذين يسيئون للسودان وشعبه الصبور المحتسب والذين يحاربونه سرا وعلانية بما في ذلك ابنائه بأنه قطر رغم بساطة اهله وعسرهم المنظور في عرض الحياة الدنيا هو قطر ذو شأن عظيم ، ليس مهد البشرية ومنبع الحضارات الأنسانية والرسالية كما أثبتت ذلك دراسات علم الشهادة فحسب ، وإنما هو أحد أركان الكون الخمسة والفاصل الوجودي لخط الطاقة الروحية والمادية بل أبعد من ذلك لو كنتم تعلمون ، ذلك ان مفارقات الأمور واسرارها الكنية والتكوينية والكونية العميقة بالغة الحكمة ، فوق علم الشهادة والذي ما أوتيم منه إلا قليلا على كثرته وكثرة مظاهره وصوره الذي تفرد بها الغرب والعالم الأول ..فأن الركن الخامس كائن اليوم خلف الرابط الجغرافي الرفيع بين الأمريكتين الشمالية والجنوبية والله أعلم …
مرحبا بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد رمضان لعمامرة الذي أحاطته الرؤى المتجددة في قراءة سابقة بجملة من التدابير والترتيبات السياسية في سبيل إنجاح مهمته الشاقة . فإذا مشى سويا على الصراط المستقيم صراط الحل العادل الشامل الذي بدأت خطواته العملية برعاية السعودية وأمريكا ( بإتفاق جدة ) حتما سيبلغ محطة النجاح المأمول مع العلم أن حل أزمة الحرب في السودان وقضيته حلها اليوم قبل الغد يتلخص في مخاطبة البيئات التالية ولكل بيئة خارطة طريق بمعالم ومفاتيح ذاتية والبيئات هي
١— بيئة إتفاق جدة مفتاحها السحري الألتزام الحرفي والفوري بتطبيق بنوده وإن كان من مانع أو موانع يجب حلها في إطاره وسياقه وداخل بيئته ..
٢—- البيئة الإنسانية مفتاحها السحري التقيد الصارم بتنفيذ إستحقاقات البيئة السابقة فضلا عن دور الدولة والشركاء الإنسانيبن والمانحين الفاعلين..
يضاف لها الخدمات الأنسانية وهي من شقيقين الأول مخاطبة خدمات الطوارئ الإنسانية وتشمل مطلوبات حق الحياة وحد البقاء ..والشق الثاني التأهيل والإنعاش الإجتماعي المبكر وتشمل حقوق الإنسان التالية لحق الحياة وحد البقاء …
٣—- البيئة السياسية أو مايعرف بالعملية السياسية الشاملة وهذه مفتاحها السحري الشعب السوداني فقط عبر مشروع السودان الكبير الذي شعاره ( معا من أجل وطن يسع الجميع بالحق والحقيقة عبر المصالحة الوطنية الشاملة وفقا لأحكام وحكمة العدالتين العدالة الإنتقالية والعدالة الدستورية الإنتخابية المستدامة عقب إنقضاء مرحلة الإنتقال مباشرة .. هذه التدابير السياسية والوطنية الإستراتيجية لا شئ يتهددها حسب التجارب السابقة سوى المحاولات والأساليب والتكتيكات والإستراتيجيات المستمرة في جميع منابر الحلول المتاحة ، لفرض الإتفاق الإطاري وحماته والذين صنعوه وصمموه على شالكة ( بيضة أم كتيتي ) وهي بيضة أسطورية في بوادي كردفان يقال إذا أخذتها قتلت أمك وتركتها قتلت أبوك مثلها مثل بيضة القبان في الشام مع إختلاف التأثير .. فرضه على الشعب السوداني دون أي شرعية مبرأة للذمة السياسية والوطنية والأخلاقية ودون أي مصوغ قانوني بمعنى من الآخر بلطجةوتحنيك ولبطة وصلبطة ..
٤– بيئة التدخل والتداخلات والأجندة الأجنبية التي ظلت تقاتل بفضيحة مع سبق الإصرار وبلا توقف لأمر تقصده وتسعى لأجله ، هذه البيئة مفتاحها السحري حكمة ( سيدي بسيدو ) وبالجلوس معهم عن طريق الوسطاء العدول وهم معروفون للملأءيين الأعلى والذي يليه والدنيا وللسودانيين ، لمعرفة ماذا يريدون بالضبط من السودان والشعب السوداني ودولته …هذه النقاط نقدمها للسيد لعمامرة مساهمة في فرص الحلول…..
ثم مرحب وألف مرحبا بالمبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي السيد مايك همر في مسعاه لإنجاز مهامه ودوره تجاه حل أزمة الحرب في السودان والتي حلت كما أسلفنا عمليا مع وقف التنفيذ في إتفاق جدة بتيسير سعودي أمريكي ممتاز . ولكن الكل ظل في حالة إحتيار ولشهور وحتى هذه اللحظة يسأل عن السبب والجهة التي تضع العراقيل العنيدة المدمرة في سبيل تطبيق الإتفاق على أرض الواقع ..
نصيحتنا للسيدين رمضان لعمامرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ولمايك همر المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي ، خاصة بعدما أعلنت قمة الإيغاد بكمبالا عقد لقاء جديد بعد أربعة عشر يوما حول الأزمة مقروء بحالات الفشل المتكرر الغير مبررة في كثير من القمم المضروبة والمضروبة وإضاعة الفرص من تحت أقدام الإتحاد الأفريقي والإيغاد وصور التسويف والمماطلة المكشوفة .. وتجميد السودان لعضويته في هذه المنظومة بسبب تجاهلها المتعمد وتهميشه الممنهج له .. ومن قبل تعليق الإتحاد الافريقي لعضويته بطريقة ظالمة تفتقر للشفافية والموضوعية والحيادية على خلفية ما أطلق عليه وقتها أنقلابا في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ وفي حقيقة الأمر هي خطوة مستحقة لتصحيح مسار وتحرير الثورة من الخاطفين الذين سيطروا على مقاليد أمورها بوضع اليد وبإسم المدنية ومن خلال حشود الفتنة والشر المستطير وحشود العنف السياسي واللفظي والجسدي وبأدوات الحزبية الإقصائية الدكتاتورية والإيدلوجية المتطرفة دون أي تفويض شعبي ديمقراطي إنتخابي بشهادة الشعب السوداني وشعوب البسيطة ..في تقديرنا الخاص ومن واقع تلك التجارب بمن فيها التجربة الأستفزازية الأخيرة التي تم بموجبها إدراج ومناقشة الشأن السوداني والتقرير بشأنه من قبل الأيقاد في قمة كمبالا الأخيرة دون الأخذ بملاحظاته القانونية واللائحية المستحقة بموجب احكام وأخلاقيات النظام الأساسي للمنظومة.. فأن
المواعيد الجديدة بالنسبة لنا هي بمثابة ضربة جزاء أخيرة إرتكبتها الإيغاد لصالح السودان والشعب السوداني وبتالي من حق السودان تحديد جهة التسديد بنجاح في مرمى إنهاء الحرب في السودان وهما الدوليان رمضان لعمامرة ومايك همر بموجب تشاور واسع وشفافية تامة وبدعوة جميع الأطراف والدول بما في ذلك تلك المتورطة في الحرب … الملعب مكان التسديد إستاد جدة الدولي ، المرمي ( إتفاقها ) لإنهاء الحرب في السودان ١١مايو ٢٠٢٣ ..
. ومن هنا خذوها منا كلمة لو ترك أمر التسديد للاعب الإيغاد حتما سيضعها هدية رضية في يد الحارس الإقليمي أو الدولي أو المحلي .. وفي حال إسناد أمر تسديدها للاعب الإتحاد الأفريقي ومفوضيته ولجانها الكثيرة فمن المؤكد سيرسلها أعلى مدرجات هدر الفرص المتكررة والنادرة يرسلها قوووووون مصحوبة بصافرة النهاية المحزنة المؤلمة….
اللهم ألا قد بلغت اللهم فأشهد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى