الأعمدة

اهل القرى..نجدة الملهوف..قرية الحرقه بالشرق..قصة ملحمة انسانية رائعة

حينما امتدت الحرب ووصلت تخوم مدني كانت قرية الخور من اولي القرى التي تلقت الفوج الاول من الهاربين من جحيم الحرب حيث استطاع اهلها امتصاص صدمة عشرات الاسر التي وصلوها بالعربات الكبيره( البطاحات) بكرم ونخوة رجال سطروا ملحمه رائعه وجميع قرى جنوب الجزيره القصيره والدليبه وغيرها مما لايحصي،وحينما وصلت الحرب الي قرى جنوب الجزيره خرج كل مواطني هذه القرى ليلا الي المشرع والذي قضوا فيه اكثر من عشرين ساعه قبل ان يعبر اهل هذه القرى عبر مركب واحده الي قرية الحرقه بالضفه الشرقيه..حيث فتح الاهالي بيوتهم لاستضافة كل سكان تلك القرى وتدافع جميع تدافع سكان القريه بكل الدواوين المنتشره بالقرى لاستقبال ضيوفهم الفارين من جحيم الحرب ليرسموا اجمل لوحه انسانيه رائعه حينما فتحوا جميع بيوت اهلهم المغتربين بالخارج لاستضافة الاسر الذين وجدوا انفسهم في بيوت مكتمله من كل النواحي وزادوا عليها بتوفير الاكل والشراب والشاي والقهوه في دواوينهم ومنها ديوان علي ودمرغني الذى تقاطر اليه جميع اهل القريه والجيران الذين تدافعوا بموائد الطعام والشراب باستقبال الضيوف، ولا انسي صاحب صالون يقع في مدخل الحله حيث رابط ابناء هذا المنزل في الشارع لكل انسان داخل للحله،انها الحرقه هذه القريه الجميله بكرم اهلها ونخوتهم،التحيه لهم جميعا لتخفيف حدة الصدمه لكل الهاربين من جحيم الحرب،تظل الحرقه واهلها قريه احتفظ بكل تفاصيل لحظة دخولنا وحتي خروجنا منها في اليوم التالي الي القضارف والفاو وكسلا وبورتسودان تظل لحظات في الذاكره نستدعيها في كل لحظه وبنفس حرارة اللقاء كانت لحظات وداعهم لتلك الاسر مؤثره وصادقه في زمن غلب علي مشاعر الناس الكذب والزيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى