الأعمدة

الظالمون بالظالمين ..!

لانعني هنا من يتلقون الأوامر لتنفيذ المهام الموكلة إليهم ..فالضابط أو ضابط الصف أو الجندي النظامي لا يملك إلا الانصياع لقادته حتى لو كانت تعليماتهم له بأن يرمي بنفسه في أتون ملتهب فقد صممت عقليته وبنيت عقيدته على هذا النهج وهو ليس من حقه أن يناقش أو يعترض وإلا أصبح عاصيا يستحق العقاب الذي قد يصل إلى حد وقوفه عند دروة الاعدام .
هذا ما ينطبق عسكريا الان على جنود قواتنا المسلحة حينما يجدون أنفسهم في مواجهة رفاق لهم ..صحيح انهم صنفوا كمتمردين وإن أغلبهم مرتزقة يعملون تحت قيادة رجل صنعته ذات القيادة التي تضايقت من إعلاء سقف طموحه في مزاحمته لها على السرج الذي لا يسع الا مؤخرة واحدة ..فرفع كل منهما السلاح ولكن باذرع غيره وقد البس أحدهم عسكره بزة القوات المسلحة و شحنهم بعبارات الدفاع عن الوطن ركوبا على عاطفة الشعب الذي لن يرضى إهانة جيشه وان كان عدوه من بني جلدته .
وسبحان الله الذي فتن الرجلين في بعضهما وفي ذات أواخر رمضان ..حيث يقال ان البرهان ومنذ ثلاثة عقود ونيف كما يروي شهود العصر كان شاهدا ضد زملائه شهداء 28رمضان الذين دفن الكيزان بعضهم احياء !
و الان تشتعل بينه وبين حميدتي معركة تكسير العظام في نفس ايام فض الاعتصام وقد كانا هما من اوقدا محرقة الشباب المسالمين أو من فتحاالطريق تغاضيا عن فعلة من أشعلها !
وهاهو حق دموع الدم وحرقة حشا الامهات والزوجات والبنات الثكالى ودعوات الاباء والابناء وأهل الضحايا مفطوري الكباد الذي عانوا مرارة الفقد في تلك الاعياد تدور دوائره عليهم وهم محاصرون في قيادتهم العامة مع أسرهم ولم يستطيعوا الخروج منها أو تحريرها على مدى أربعة أيام وقد صور لهم الكيزان المحرضون لهذه الحرب العبثية أن الانتهاء من أكذوبة صنيعتهم حميدتي لن تتجاوز بضع ساعات .
بينما حميدتي نفسه هو الآخر يختبئ خلف جثث وجراحات و رعب جنوده الماجورين و لا يدري ما مصيره بعد ان سلط الله عليه الظالمين مثله .
اللهم لا شماته.. ونسألك ربنا أن تاخذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر ..مثلما أرادوا لهذا الشعب الذلة والدمار من أجل اطماعهم الذاتية ركوبا على ظهر الوطن المكسور بظلمهم الذي استطال ولكن لينحسر بلا عودة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى