البرهان على طريقة خطابات البشير !
في احدى لحظات انفعالاته الخطابية خلال جولة الامس في خشم القربة وسنار قدم الفريق البرهان هدية عبارة عن شهادة بالبينات الثابتة و شراكة الفعل للجهات العدلية الدولية التي جاءت برئاسة مدعي المحكمة الجنائية وافادهم بما يعينهم على نبش جرائم الإبادة الجماعية في دارفور ابان العهد البائد لتضم إليها ما ارتكبه طرفا الحرب الحالية من انتهاكات تتفاوت في بشاعتها بين فعل هذا الطرف أو ذاك !
يصرح قائد الجيش وربيب الإنقاذ بذلك الكلام الخطير بينما يحاول جماعة الإنقاذ جاهدين طي صفحة ماضيهم في هذا الصدد و يجتهدون في فتح صفحة تجرم الدعم السريع في نسخته الجديدة فقط !
ولأن القائد العام الذي تربى في كنف تلك الحقبة وتشرب من ثقافة..
( اكسح امسح اكلو.. ني ما تجيبو حي )
وكأنه كان بالامس يتحدث من مخزون عقله الباطن وليس بكامل وعيه منفعلا أمام جنده الذين كانوا يهتفون استهجانا ام تعبيرا عن رضاهم لست ادري ..حينما قال بالفم الملئ بالغضب إن جرائم الدعم السريع قديمة و منهجية الانتهاكات عنده ليست وليدة اليوم وانا أعلمها جيدا و عايشتها ..واعلم تماما أن حميدتي كاذب اشر و الخيانة تجري في دمه وأنه ناقض للعهود دائما !
وحينما أدرك الكيزان بخطورة ما قاله البرهان وهم يسنعرضون فقرات خطابه عبر قناة طيبة بالامس و حاجب الدهشة يكاد يعلو على شعر المذيع ناجي الذي سال محدثه حسن طرحة .
ولماذا تحالف البرهان مع حميدتي وهو يعلم أنه بكل تلك الصفات وقبح الافعال في كل المراحل السابقة واللاحقة؟
فاستجمع حسن طرحة كل ملكاته الإبداعية في تحليل ما يتلقاه من أجر النفاق لتبييض صفحة كفلائه الكيزان قائلا ..أن الدعم السريع في عهد الإنقاذ كان فصيلا منضبطا و ابنا مطيعا وحملا وديعا يسير على عجين ما يخطه له الولاة و قادة النظام والجيش بين الولايات دون أن يلخبطه !
ولم يتبقى لحسن طرحة سليط اللسان ألا أن يقول ..كان الدعم السريع في كنف البشير يقتل بسلاح الرحمة وينهب بفتاوى الشرعية وينتهك بسماحة الاخلاق !
ذات اسلوب البشير يتقمصه الان البرهان لتوريط البلاد في المزيد من العقوبات ظنا منه ان العالم به صمم لا يسمع و أن الفضاء كفيف لا يرى وهكذا هم العسكر حينما يتوه بهم درب بسالة الجندية إلى منابر السياسية التي تتطلب الحكمة و تحسس الخطى قبل الصعود إليها والتفكر فيما يجب قوله أو ما ينبغي التحفظ حياله ..ولو من قبيل الحيطة والحذر اتباعا لمقولة ..لكل مقام مقال .
عافانا الله من شرور حكمهم الذي يستند إلى لغة ام لدلدوم و يحتكم إلى مقارعة الحجة بلعلعة السلاح إن كان هو في يد البرهان تربية البشير أو عند حميدتي الدخيل على قدسية الجندية وبتزكية البشير نفسه فالأمر يبقى سيان !