الأخبار

ضيو مطوك : الحرب تهدد أواصر التواصل بين السودان وجنوب السودان

– منبر جدة لم ينجح في الوصول لوقف الحرب حتى الآن لأسباب كثيرة
– سلفا كير يتحرك بالتنسيق مع زملائه في الإقليم لإطفاء الحريق في السودان
– تحفظ أي طرف على الوسيط يجعل من المستحيل على الوساطة أن تقوم بدورها.
– لاحظنا انقسامات كبيرة وسط القوى السياسية بين مناصرة الجيش والدعم السريع
استقبلت جوبا، عاصمة جنوب السودان، خلال الأيام الماضية وفدا يمثل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وفي تزامن مع وصول وفد من حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي. وأجرى الوفدان محادثات مع فريق الوساطة الجنوب السوداني، برئاسة المستشار توت قلواك، مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية. كما أستقبل الرئيس سلفا كير ميارديت وفد (تقدم) برئاسة اللواء فضل الله برمة ناصر بعد أن تغيب رئيس لجنة الاتصال، الدكتور عبد الله حمدوك، عن الزيارة لأسباب خاصة لم تسمح له بالسفر إلى جوبا. كما أعلن مناوي صباح اليوم الأحد لقائه بالرئيس سلفاكير بهدف تعزيز فرص الحل الأفريقي والجوار الإقليمي.
وقد أجرى راديو دبنقا لقاءا مع السيد ضيو مطوك، وزير الاستثمار في حكومة جنوب السودان وعضو فريق الوساطة في الأزمة السودانية، للحديث عن الجهود التي تقوم بها حكومة جنوب السودان من أجل إنهاء الحرب واستتباب السلام والاستقرار في السودان.
وقد أكد السيد ضيو مطوك أن جوبا مهمومة ومنذ بداية الحرب بما يجري في السودان لأن أمن جنوب السودان وكل دول الجوار مرتبط بأمن السودان، وأن هناك تأثير مباشر على جنوب السودان جراء تداعيات الحرب. وتمثل ذلك في حالات النزوح الواسع لأهلنا في السودان نحو جنوب السودان، كما أن هناك مهددات حقيقية لأواصر التواصل بين البلدين بما في ذلك الاقتصاد ويضاف إلى ذلك التداخل القبلي في المناطق الحدودية. ودفعت كل هذه العوامل جنوب السودان للقيام بدوره الطبيعي في الإقليم من أجل وقف الحرب في السودان. نحن نرى أننا جزء من السلم وجزء من الحرب في بلدنا الثاني، السودان. وبمجرد بدء الحرب، باشر الرئيس سلفا كير وبتكليف من الإيقاد نشاطا مكثفا مع أطراف الحرب من أجل إيقافها.
توحيد القوى السياسية للدعوة بوقف الحرب
ونوه عضو فريق وساطة جنوب السودان في حديثه لراديو دبنقا إلى أن جوبا لاحظت حدوث انقسامات كبيرة وسط الشارع السوداني والمجتمع السوداني، كما وأن القوى السياسي منقسمة بين من يناصر القوات المسلحة السودانية وهنالك من يناصر قوات الدعم السريع، فيما اتخذ آخرون موقف الحياد. واعتبر أن كل هذه المواقف لا تساعد على إيقاف الحرب وأنه لابد من توحيد كل القوى السياسية السودانية خلف المناداة بإيقاف الحرب، الآن وليس غدا حتى نستطيع إنقاذ السودان. في هذا الإطار، قدم الرئيس سلفا كير الدعوة للقوى السياسية السودانية من التيارات المختلفة وقد اجتمع يوم الجمعة 2 فبراير بوفد تنسيقية (تقدم) برئاسة فضل الله برمة ناصر. وكان متوقعا أن يترأس الوفد الدكتور عبد الله حمدوك والذي لم يصل إلى جوبا لظروف ما. وتداول الوفد مع الرئيس في سلفا كير في سبل وقف الحرب. ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس سلفا كير بوفد من الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية وتجري الترتيبات الآن لوصول الوفد إلى جوبا. خلاصة الأمر أن الرئيس يريد الحوار السوداني-السوداني، وقبل أن يتحدث مع العسكريين هو يرغب في رؤية الشارع السوداني موحد ومتحد خلف إيقاف الحرب وأن يرتفع الصوت الدعوة لإنهاء الحرب وهذا ما يسعى إليه جنوب السودان وقيادته.
نحو عملية سلام شاملة
وحول الجهود لانضمام القائدين عبد العزيز أدم الحلو وعبد الواحد محمد النور لجهود توحيد القوى المدنية من أجل وقف الحرب، أشار الوزير ضيو مطوك إلى أن القائد عبد العزيز أدم الحلو كان جزء من الحوار ومحادثات السلام قبل اندلاع الحرب ولكن العملية لم تكتمل. بينما كان عبد الواحد محمد النور يبحث عن أنجع السبل من أجل الدخول في الحوار مع الحكومة السودانية قبل اندلاع الحرب. وأضاف (نحن الآن نستمع للأصوات التي تنادي بسلام شامل في البلاد، وكل الأطراف بما فيها الأخ عبد الواحد والأخ عبد العزيز لا تمانع في الحوار الذي يفضي لحل نهائي. كما سمعنا الأصوات من مختلف القوى السياسية السودانية بما في ذلك تنسيقية (تقدم) الداعية للقاء عبد العزيز الحلو وعبد الواحد النور من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة ممكن أن تساعد في الوصول لإنهاء الحرب، وكذلك بالنسبة للقوى السياسية الأخرى مثل قوى الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية. الجيد في هذا الأمر أن هناك أجماع وسط جميع الأطراف بضرورة التوجه نحو سلام شامل. ويمكن لجنوب السودان أن يلعب دورا انطلاقا من هذه الأرضية من أجل أن تتفق الأطراف السودانية وتتجه نحو بناء السودان).
لهيب الحرب قد يطال جنوب السودان
وأشار الوزير ضيو مطوك إلى أن هناك تعثرا في المبادرات السلمية المطروحة في الساحة، حيث لم يتحرك منبر جدة بالرغم من أن له حظوظ كبيرة لإيقاف الحرب ولكن لأسباب كثيرة لم ينجح المنبر في الوصول إلى هدف إيقاف الحرب حتى الآن. مبادرة الإيقاد لها تداعياتها وقد شهدنا تجميد الحكومة السودانية لعضويتها في المنظمة ومن المعلوم أن أحد المبادئ الأساسية للوساطة هو أن تكون مقبولة من كل الأطراف، وأي تحفظ من أي طرف على الوسيط يجعل من المستحيل على الوساطة أن تقوم بدورها. وجنوب السودان هو جزء من منظمة الإيقاد والرئيس سلفا كير ينوب عن رئيس المنظمة ويتولى مسؤولية كبيرة في هذا الشأن، لكن جنوب السودان كدولة لها علاقات ومصالح متداخلة مع دول الإقليم ومع السودان على وجه الخصوص لا يمكن أن تنتظر وأن يستعر الحريق والذي ربما يطال لهيبه جنوب السودان وأن تتفرج في انتظار المبادرات التي لم تصل إلى مداها ولم تحقق هدف وقف الحرب. على هذا الأساس يتحرك الرئيس سلفا كير في هذا الاتجاه وبالتنسيق مع زملائه في الإقليم، سواء أن كان مع دول الجوار العربي أو الجوار الأفريقي لأن ما يحدث حاليا في السودان لن تستطيع دولة واحدة إيقافه. نحن نرى أن القضية السودانية لها امتدادات في هذا الصراع، لذلك يجب أن يساهم الكل في هذا الحل.
جنوب السودان فتح حدوده للاجئين والنازحين
وأكد الوزير ضيو مطوك في حديثه لراديو دبنقا حول تدفق اللاجئين من السودان أن جنوب السودان فتح حدوده منذ الأيام الأولى للحرب للاجئين من السودان وبدون شروط وسمح لأي سوداني ولأي مواطن من أي دولة في العالم يرغب في مغادرة السودان بدخول جنوب السودان وأن يتم استقبال الجميع ومن ثم يتم توفيق أوضاعهم حسب المناطق التي يرغبون في التوجه إليها. هذا كان موقف حكومة جنوب السودان منذ البداية ولذلك استقبلت أراضيه الألاف من المواطنين السودانيين وغير السودانيين المقيمين في السودان وتتعامل الدولة الآن مع هذا الوضع. هناك تعاون كبير مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وهناك تنسيق متصل وإن كانت تداعيات الحرب كبيرة جدا. نحن غير راضين عن مستوى الخدمات التي تقدم للاجئين والنازحين بالنظر إلى أن هناك أكثر من 2 مليون مواطن جنوب سوداني كانوا يقيمون في السودان وأجبرتهم الحرب على العودة إلى جنوب السودان، وأصبحوا نازحين مما يفرض على الدولة التعامل مع هذه الفئة الكبيرة جدا. بالرغم من التعاون الوثيق مع المنظمات والتنسيق، إلا أن الخدمات المقدمة ليست كافية ما دفع حكومة جنوب السودان للتحرك مع الأشقاء والأصدقاء وبالذات في الإقليم العربي. وقد زارت وفود من وزارة الشؤون الإنسانية بحكومة جنوب السودان كل من السعودية والكويت عدد آخر من الدول ووجدنا بعض الاستجابة بتوفير مساعدات إنسانية. لكن الوضع يحتاج إلى الكثير من الجهد.
التخوين والتخوين المضاد
واختتم الوزير ضيو مطوك، عضو فريق وساطة جنوب السودان في الأزمة السودانية، حديثه لراديو دبنقا بتوجيه رسالة للساسة السودانيين بأن كفى، وعليكم بالحوار. لقد سمعنا كثيرا من الأطراف المتحاربة أن هذه الحرب ليس فيها منتصر وهذه هي الحقيقة. نحن نشهد حاليا تدمير السودان أمام أعيننا. السودان لعب دور كبير في المحيط الأفريقي ولا يمكن إنكار ما قام به في تحريك النضالات والثورات من أجل الاستقلال في الحقبة الاستعمارية. السودان بلد كبير ولا بد أن يظل كبير وعلى السياسيين السودانيين أن يدركوا أن إيقاف الحرب لن يأتي من الخارج، إيقاف الحرب يجب أن يكون ثمرة جهود أبناء السودان. الانقسامات بين السودانيين وصلت حد رفض الجلوس مع بعضهم البعض. أصبحوا يتفادون اللقاء مع بعضهم، وهذا لم يحدث حتى في حرب الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق. كانوا يتحاربون وعندما يلتقوا يتحدثون، ما نراه الآن أن هناك رفض للحديث مع الآخر. فإذا تحدثت مع شخص من طرف الجيش سيتم تخوينك من مناصري الدعم السريع وإذا تحدثت مع شخص من طرف الدعم السريع سيتم تخوينك من مناصري الجيش من الناحية الأخرى. لابد من توقف هذا السلوك وأن يجلس الجميع ويتحاوروا من أجل إنقاذ السودان وهذه رسالتي لشعب السودان والسياسيين السودانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى