الأعمدة

حــدود المنطق : كباشي في كوستي،، إشارات وبشارات : إسماعيل جبريل تيسو

وفعلها شمس الدين كباشي، وخرج على قومه من ضباط وضباط صف وجنود الفرقة ١٨ مشاة كوستي قلب بحر أبيض النابض، والحارس الأمين والعين الساهرة والمنتشرة على امتداد حدود القطاع الغربي، خرج عضو مجلس السيادة الانتقالي نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي في زينته يريد رفع الروح المعنوية لقواته، فارتفعت روحه المعنوية وبلغت عنان السماء، جراء الحفاوة والاستقبال والغبطة وانشراح الحال، ليس من منسوبي القوات المسلحة وحدها وإنما من جموع مواطني بحر أبيض الذين تدافعوا لاستقبال كباشي الذي خصَّهم بزيارته الأولى خارج حدود ولاية البحر الأحمر ضمن برنامج زيارات يستهدف به المرابطين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمُستنفَرين القابضين على الزناد زوداً وحماية للبلاد، من دنس المتمردين الأوغاد.
لقد قصد الفريق شمس الدين كباشي أن يردّ التحية لمواطني بحر أبيض وهم الذين أناروا مكتبه في مدينة بورتسودان بزيارة تأريخية في الرابع من فبراير الجاري، بوفـد رفيع المستوى ضم في تشكيلته مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي من قدامى المحاربين وممثلي الطرق الصوفية ورموز وأعيان المجتمع الذين جاءوا من كل حدب وصوب ممثلين للمقاومة الشعبية بولاية النيل الأبيض، حيث حرصوا على تكريمه في داره بتجديد التأكيد على دعم ومساندة المقاومة الشعبية في بحر أبيض للقوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية، ووقوفها في خندق واحد مع الجيش والأجهزة الأمنية والنظامية الأخرى حتى يتم تطهير البلاد من دنس ميليشيا الدعم السريع الإرهابية.
خرج الفريق شمس الدين كباشي إلى ولاية النيل الأبيض، وكسر قيد صمته الذي تطاول، فسالت مشاعر الناس جداول، ورقص الشارع السوداني فرحاً ووعـداً وتمني، فقد كان ينتظر هذا التحرك بصبرٍ نافـد على خلفية الشائعات التي أقامت حول الرجل مأتماً وعويلاً، وفتحت أبواباً واسعة من تعريض أصاب ( رائشه) الفريق كباشي نفسه، قبل أن يصيب المؤسسة العسكرية بسهام من الريبة والتشكيك جراء تسريبات مفاوضات المنامة، والاتهامات التي راجت بمحاولة تبديل موقف القوات المسلحة وتراجعها عن مخرجات منبر جدة في مايو من العام الماضي، والعبور فوق كرامة الشعب السوداني بمصافحة أيدي المتمردين الملوثة بدماء المواطنين، والمنتهكة لحقوقهم بجرائم ضد الإنسانية، وجدت الشجب والإدانة من الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية.
لقد عكس احتفاء الشارع السوداني بخروج عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، إلى ولاية النيل الأبيض، المكانة الكبيرة التي يتخذها الفريق شمس الدين كباشي في نفوس المواطنين، والتقدير الذي يتمتع به وسط الشارع السوداني، كيف لا وللرجل مواقف مشهودة ورافضة لوجود ميليشيا الدعم السريع وتمددها وانتشارها منذ اندلاع ثورة ديسمبرالمجيدة، وهي مواقف دحرجت كرة الثلج، وخلقت أزمة واضحة بين الفريق كباشي وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، تشهد عليها قاعات الاجتماعات في مجلس السيادة الانتقالي، والقيادة العامة للجيش.
وإذا هبت رياحك فاغتنمها، وهكذا فعل الفريق شمس الدين الذي لم يفوّت الفرصة وقطع بعدم تبدل مواقف القوات المسلحة، وأنها لن تتراجع ولن تغفر لكل من انتهك عرض الشعب السوداني وسرق ممتلكاته وروّع أمن واستقرار المدنيين ومارس التهجير القسري على المواطنين، ورهن كباشي استئناف التفاوض مع ميليشيا الدعم السريع بما يحفظ كرامة الشعب السوداني ويردُّ حقوقه بخروج الميليشيا المتمردة من المنازل والأحياء والأعيان المدنية والمؤسسات الحكومية والمرافق الخدمية العامة والخاصة، وفي ذلك تأكيدٌ بالتزام القوات المسلحة بمخرجات منبر جدة الذي تحاول الميليشيا المتمردة المراوغة والتحايل عليه، بالبقاء في منازل المواطنين والأعيان المدنية والمؤسسات الحكومية خوفاً من ضربات الجيش، بعد أن فقدت في بواكير الحرب كل معسكراتها ومعظم المناطق الاستراتيجية التي كانت معنية بحراستها قبل إشعالها فتيل الحرب.
ولم ينسَ الفريق كباشي خلال زيارته إلى ولاية النيل الأبيض، أن يبلِّغ رسالات الحكمة والمنطق والنصح للقوى السياسية التي تحاول البحث عن حلول للأزمة السودانية من خارج الحدود، فأكد كباشي أن معالجة الأزمة يتم من داخل الوطن، وعلى هذه القوى السياسية إن كانت حريصة على إيقاف نزيف الدم، والحفاظ على الوطن، وجادةً في مسعاها بعيدةً عن أعين المزايدات والأجندات الخارجية، ولا تستهدف اللهث وراء مصالحها الذاتية، أن تعود إلى أحضان الوطن لتجلس مع كل أطياف الشعب السوداني، من أجل التوصل إلى حلول تُرضي الجميع، فلن يحزم أحدٌ من الحكومة أو الجيش حقيبته للسفر خارج البلاد، من أجل الالتقاء بأشخاص لمعالجة الأزمة السودانية، ولن تقبل الحكومة بأي وصاية دولية، أو حلول مفروضة من جهات خارجية، ولن تفتح أي ملف سياسي قبل أن تغلق الملف العسكري والأمني.
لقد حمل خروج الفريق شمس الدين كباشي إلى ولاية النيل الأبيض، بشريات للشعب السوداني بقرب تحقيق النصر الأكبر والاحتفال بكنس الميليشيا المتمردة، وتطهير أرض الوطن من دنسها، والاستعداد لمعركة البناء، وإعمار ما دمرته هذه الحرب، مرتكزاً في ذلك على امتلاك القوات المسلحة والقوات النظامية والأجهزة الأمنية، والقوات المساندة من الشباب المستنفرين، زمام المبادرة في مسارح العمليات وتقدمهم في كافة المحاور والجبهات، وتلقين ميليشيا الدعم السريع دروساً وهزائم تتجدد مع شروق شمس كل يوم، وهو الأمر الذي دفع بقائدها إلى الجنوح إلى الكذب والتضليل بغرض رفع الروح المعنوية لجنوده الذين يمرُّون بأسوأ حالة لهم منذ اندلاع الحرب، وعلى نفسها جنت براقش، رُفعت الأقلام وجفت الصحف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى