الأعمدة

التجربة الأوكرانية : شريف المصري

عندما يأت الحديث عن أوكرانيا ينتبه الجميع إلي الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ سنوات عندما قامت روسيا الاتحادية بغزو أوكرانيا المدعومة من الغرب في محاولة لمنع انضمامها للناتو.
تلك الحرب التي وصلت تداعياتها اقتصاديا بشكل كبير للقارة الأفريقية نظرا لكون البلدين الأكبر في تصدير الحبوب للعالم مأ أدي لحدوت أزمات إقتصادية في عدة دول بالقارة السمراء.
الأزمة أن الحرب لم تكتف بدورها في الأزمة الإقتصادية بأفريقيا بل امتد الصراع العسكري بين الطرفين ليصل دول إفريقيا.
و تشير تقارير صحفية إلى تدخل قوات أوكرانية في الأزمة السودانية، حيث يُزعم أن هؤلاء المقاتلين يدعمون الجنرال البرهان في صراعه ضد القوى المتمردة بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من تواصل الصراع على الأراضي الأوكرانية مع القوات الروسية والوضع المحرج جدا للقوات الاوكرانية على الجبهة.
كانت وسائل اعلام أوكرانية وعالمية، بما في ذلك كييف بوست و شبكة الـ سي ان ان، قد أذاعت مواد مصورة توثق مشاركة هذه القوات في النزاع الداخلي بالسودان حيث تم التلميح إلى وجود عقود غير معلنة تقتضي قيام القوات الأوكرانية بالتوجه إلى العاصمة السودانية الخرطوم، للقتال كبند أساسي لضمان استمرار الإسناد الأمريكي لأوكرانيا وذلك بعد محادثات مباشرة تمت بين الرئيس الاوكراني والرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان في سبتمبر الماضي، حول التعامل مع القوات المدعومة روسيا في السودان.
كما عبر النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو خلال حديثه مع سي ان ان، عن تأهب أوكرانيا لخوض الصراعات بجانب واشنطن أينما دعت الحاجة عالميًا، وذلك في ضوء الدعم الأمريكي المتواصل، مشددا على أهمية أوكرانيا كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، وجاهزية الوحدات الأوكرانية للتوجه إلى ساحات القتال المختلفة حتى ضد دول مثل إيران، الصين، أو كوريا الشمالية ” حسب قوله.
وفي إطار تأكيده على التزام أوكرانيا تجاه المصالح الأمريكية، أعرب جونشارينكو عن استعداد بلاده لتسخير قدراتها العسكرية لخدمة المصالح الأمريكية.
تتوافق هذه التصريحات مع التقارير التي نشرتها صحيفة الايكونمست، وتبين تورط مجموعات مقاتلة أوكرانية في الصراعات السودانية دعمًا للجيش الرسمي.
وفقًا لتحليل ألكسندر خارا، باحث في مركز استراتيجيات الدفاع بكييف، يُلاحظ أن لأوكرانيا دوافع ذات أهمية استراتيجية في السودان، والتي تشمل إحباط تجارة الذهب والسيطرة على نقل الأسلحة، وهي كلها عوامل تعزز من مكانتها كحليف لواشنطن.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر إعلامية بتفوق القوات الأوكرانية في القتال في السودان، مما مكن الجيش من استرداد أم درمان حيث قدمت القوات الأوكرانية أداءً لافتًا في السودان، حيث برزت حرفيتها في القتال إلى ضد عناصر الدعم السريع. هذا النجاح، الذي وثقته تسجيلات مصورة نشرتها صحيفة “كييف حيث بوست” المقربة من القيادة الأوكرانية، أدى إلى استعادة السيطرة على “أم درمان” بشكل سريع، جاعلًا من تلك القوات أداة محتملة للتدخل في مختلف الأزمات الأفريقية برعاية أمريكية.
وكشفت تقارير أن ملف المقاتلين الاوكران كان حاضرا خلال زيارة البرهان إلي ليبيا حيث أعرب قائد الجيش السوداني عن استعداده لدعم رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بهذه العناصر العسكرية التي أثبتت كفائتها القتالية في السودان وإمكانية إرسال القوات الأوكرانية إلى طرابلس لتعزيز حكومة الوحدة الوطنية، وذلك تحضيرًا لمواجهة محتملة مع قوات المشير خليفة حفتر، والتي يشاع عن تعاونها مع الروس.
وتشير المعلومات إلى أن واشنطن تستعد للتعاون مع المرتزقة الأوكران في ربوع القارة الأفريقية وذلك رغم مما تعانيه أوكرانيا من نقص بالسلاح والأفراد في حربها مع روسيا، ومؤخرا انتشرت الكثير من المعلومات، عن دعم أوكرانيا الكامل إعلامياً للأفكار الانفصالية والجهادية لميليشيات الطوارق والفولاني، اللتين تنشطان في مالي، وترتكب الكثير من الأعمال الإرهابية بحق السكان المحليين لأسباب دينية وعرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى