الأعمدة

مخبز مونديال الآلي معلم بحراوي بارز

من ملاحظات علم الاجتماع ان سكان المدن بطول اختلاطهم مع بعضهم البعض يصبح لديهم ميل لتوحيد العادات وأنماط العيش ومنها العادات الغذائية فمثلا أصبح تناول الرغيف او الخبز هو الخيار المفضل لدى السكان بالرغم من ان بعض الشرائح لاتزال تعتمد في غذائها على الكسرة والعصيدة والقراصة جنبا الى جنب مع الرغيف والذي أصبح ملك المائدة بدون منازع فهنالك العديد من العوامل التي تجعل من الرغيف أساسيا غذاء أبناء المدن مثل سهولة الحصول عليه. وفى الخرطوم بحري ظهرت العديد من الافران او المخابز والتي كنا في السابق نطلق عليها اسم ” الطابونة” هذا الاسم الذي أصبح غير مستعمل ولا يعرفه الكثير من ابنا جيل اليوم، الذين هم أيضا يستخدمون كلمات خاصة بهم لا يعرفها أبناء الأجيال السابقة مثل الجغم والشفشفة والفتيل والبل والحنك السنين.
و نتيجة لازدياد الطلب على الرغيف فقد ظهرت العديد من المخابز في بحرى , ومن اشهرها هو فرن مونديال الآلي والذى يقع في حى الختمية العريق مطلا على شارع المزاد وبهذه المناسبة فان الاسم الرسمي للشارع هو شارع البوسطة والتي كانت من اهم معالم المدينة حيث كانت توجد في ناصية تقاطع الشارع مع شارع البلدية وذلك قبل ان يتم نقلها لاحقا في موقعها الحالي مقابل مطعم الخيام ,, وتعود شهرة المخبز الى جودة الرغيف الذى ينتجه واذكر انه كان في الثمانينات متخصصا في انتاج الرغيف التوست والذى يطلق عليه عالميا خبز الصمون الذى كان مفضلا في تلك الأيام وبالإضافة لجودة الخبز فان للمخبز شعبية كبيرة بسبب انه يقع في قلب بحرى القديمة في منطقة مكتظة بالسكان حيث يخدم سكان الختمية و حى الديوم المجاور والاملاك و الدناقلة كما ان للمخبز الكثير من الزبائن الذين يأتون اليه من مختلف احياء بحرى . واذكر في العام 2012 كنت احرص على شراء الخبز الساخن وكان المخبز وقتها تديره مجموعة من الشباب النشيطين مثل المعلم ادم الفران والطيب وخالد فيزياء والذي كان وقتها طابا في جامعة الخرطوم تخصص فيزياء وهذا سبب حمله لقب خالد فيزياء وكان مثال للشاب العصامي الطموح والذي يتحصل على مصاريف الدراسة من خلال عمله في أوقات فراغه نسأل الله ان يوفقه ويمنحه ما كان يريده ويسعى اليه. بقي ان نذكر بان المونديال يقع في حي الختمية وسط ويعتبر امتداد لسوق الختمية العريق من ناحية الشمال وفى فترة لاحقة تم بناء سوبرماركت المونديال الملاصقة للمخبز
نسأل الله ان تنتهي هذه الحرب اللعينة والتي دخلت شهرها العاشر وان تنعم بلادنا مرة أخرى بالأمن والأمان ويعود مخبز المونديال الى العمل مرة أحرى مواصلا خدمته الممتدة منذ زمن طويل في توفير الخبز لأبناء الخرطوم بحري
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى