الأعمدة

لغز إختفاء الفريق ابراهيم جابر ..أو ما سر صمته ؟

.

 

لم يعرف الكثير عن الفريق مهندس بحري ابراهيم جابر عضو اللجنة الأمنية ومجلس السيادة الانتقالي في مراحل ما قبل وبعد توقيع الوثيقة الدستورية و الأخرى التي أعقبت انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2022 غير أنه قد شغل في اللجنة العسكرية الاولى رئاسة اللجنة الإقتصادية ومن ثم كان رجل المهمات الخارجية الاقليمية لاسيما التي تتعلق بالجولات الأفريقية مثل موتمر دول البحيرات مثلا ..فضلا عن قيامه بزيارات مكوكية لتوضيح الهدف من الانقلاب الذي يسميه قادته ومويدوه بتصحيح المسار وذلك بغرض كسر العزلة التي فرضها الاتحاد الافريقي على السلطة العسكرية التي ظلت تمسك بلجام الحكم المهترئ إلى أن تباينت خطوط المسارات السلطوية وتضاربت المصالح المختلفة بين الجنرالين قائد الانقلاب و نائبة بالقدر الذي أفضى إلى هذه الحرب الدامية التي اكلت كثير اليابس وامتد حريقها ليلتهم قليل الاخضر .
وخلال الشهرين ونيف التي اشتعل فيهما الصراع شاهدنا ظهورا متقطعا للاعضاء العسكريين بمجلس السيادة بصفتهم القيادية في الجيش باعتبارهم يديرون المعركة ضد حليفهم السابق قائد الدعم السريع ..هذا اذا استثنينا ظهور القائد مالك عقار الذي حل مكان حميدتي بعد عزله على خلاف زميليه في المجلس من قادة الحركات المسلحة الموقعة على وثيقة سلام جوبا وهما الهادي ادريس والطاهر حجر وقد بقيا في دكة الحياد كما أعلنت مثل بقية قادة الحركات الاخرى !

غير أن اللغز الأبرز في كل هذه المعادلة المختلة هو سر اختفاء الفريق جابر رغم أن توزيع كيكة هيئة قيادة الجيش قد شمله بأن اصبح مساعداللقائد العام مثل زميليه كباشي الذي اصبح نائبا للقائد العام والعطا المساعد الآخر !
فالفريق جابر معروف أن أصوله تعود لقبيلة الرزيقات ويقال إن من رشحه لعضوية المجلس منذ بداية تشكيله كان حميدتي شخصيا !
وفي غمرة اختفائه بعد اندلاع الحرب سرت بعض الاشاعات بمقتله تضمنها بيان منسوب للمتحدث باسم الجيش مالبث أن تم سحبه من صفحات الوسائط بعد أقل من ساعة من نشره !
مما زاد من تواتر التكهنات حول سر اختفاء الرجل الغامض الذي شكل لغزا محيرا في مرحلة حساسة ولعله كان من الممكن أن يلعب فيها دورا دبلوماسيا وسياسيا في المحيط الافريقي بحكم خبرته السابقة في هذا المحيط واستفادة الجيش من طبيعة العلاقات التي نشأت بينه وقادة تلك الدول الأفريقية التي تحرك فيها لعدة جولات سابقة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى